كلمات
باختصار، الإخوان يريدون قانونا للسلطة القضائية رَهْن إشارتهم وتحت أقدامهم، حتى يطردوا ثلاثة آلاف قاضٍ ويأتوا بثلاثة آلاف آخرين من عينة «قضاة من أجل مرسى» ومن محامي الإخوان وخدم الإرشاد ليتم توزيعهم على لجان الانتخابات القادمة للإشراف على استمارات جديدة من المطابع الأميرية تصل بالإخوان إلى الحكم.لاحظ أن هؤلاء المتاعيس الذين يسعون كالمسعورين سياسيا لوضع قوانين يتمكنون من خلالها من تزوير الانتخابات القادمة لم يقدم أي نائب من «إخواننا أو إخوانهم» مشروعا له علاقة بالشريعة ولا تطبيق الشريعة ولا لتنقية القوانين من مخالفة الشريعة ولا فرض الشريعة، ولا حصرا بالقوانين المخالفة للشريعة الإسلامية.أبدًا.. ناس هجَّاصة، فلا حزب ولا جماعة ولا حركة ولا دعوة من مطبِّلي مرسي ومن زفة الرئيس الملتحي فعلَتْها أبدًا، هي تكتفي فقط بشعار المطالبة بتطبيق الشريعة، لكنها لا تتحدث إطلاقا في تفاصيل، لأن التفاصيل سوف تكشف أن مصر تطبِّق الشريعة في كل جوانب تشريعاتها في ما عدا اللَّمَم وأنه لا يوجد أي قانون مصري حرَّم حلالًا ولا حلَّل حرامًا.الأحزاب الإسلامية المناصرة لمرسي والمهللة لحكمه الفاشل مجموعة من المتاجرين بالدين الذين لا يسعون إلا إلى النفوذ والفلوس وتعويض أيام السجن والقهر، ولا شيء يملكه الإخوان ولا أتباعهم لتطوير البلد ولا لتقدمها، فضلا عن أنهم جميعا جماعات من الكسالى عن الاجتهاد والفقه، بل وحتى عن العمل الحقيقي في وضع خريطة القوانين المخالفة للشريعة، كما يتوهمونها، ولكن الإخوان المتاجرين بالدين وأتباعهم من موتوري الإرهاب والتطرف وضعوا كل همهم في الشعارات والهتافات دون تحويل ذلك إلى خطوات عملية مثل حصر ما يجب تغييره ثم التقدم به إلى الرأي العام وجمهور المسلمين، حتى يعرف رأسه من رجله لكن الوعاظ والدعاة والشيوخ لا يهمهم تطبيق الشريعة في الواقع، والنبيه منهم -إن وُجد- يعرف أنها لن تُحدِث فارقًا في الحياة المصرية، وقد تحبط كثيرًا من جمهورهم حين يدركون أن تطبيق شرع الله سهل قوي كده وأنه لن ينجز تقدمًا ولا تطورًا في حياتنا، حيث إن المسلمين يتقدمون بالعقل والعدل والإخلاص في العمل والإتقان في المهام وكفاءة المسؤوليات.ماذا فعل لنا محمد مرسي، أول رئيس يصلِّي كل جمعة أمام كاميرات التليفزيونات وأول رئيس ملتحٍ وأول رئيس خطيب جمعة وأول رئيس يعظ أمام المقابر؟هذه صفات لا تشكِّل أي قيمة لرئيس ولا تعني أي كفاءة له ولا تساوي في السياسة مثقال حبة من خردل، لهذا فهو أول رئيس مدني ملتحٍ يفشل بنجاح ساحق ويظلِّمها علينا.