حكاية نورس
في كل حكاية طرقنا بابها كان هناك دوما للحديث بقية وكما أسلفت العادة في نواميس حياتنا فأن للتواضع والوفاء دوما عنوان وللوصول إليه طريق صعب لايجتازه سوى أهل النفوس العظيمة الذين في حياتهم جبلوا على عشق مفردات الصدق والحقيقة التي مابرحت حتى اليوم مطلبا وأمنية ظل الكثيرون طريقهم في البحث عنها و احد المع نوارس الفيحاء( الشيخ عثمان) ارض بيارق الهاشمي التي ظلت أصداء أجراسها الصغيرة المعلقة في أعلى سنانها الطويلة أثناء طقوس الموالد الشعبية التي كنا نفرح بها في الزمن الجميل تلازم طيف الطفولة المنسية وتسكن ذاكرتها فترة غير قصيرة من الزمن والسنين التي انطوت من العمر بلا معنى ولا قيمة أو هدف وفيها بددت كل أحلام اليقظة التي تسربت إلى اللا شي ء والفراغ المسكون الذي مازال يطوق حياتنا .يصنف من أجمل النوارس صدقا وشهامة ووفاء وارتبط معها فكرا وروحا وفنا راقيا لاينسى امتزجت فيها روائح التوابل والفل وعبق الزمان والمكان في الفيحاء التي كانت دوما عنوانا وملاذا آمنا وجميلا لكل من ظل بهم الطريق والمأوى من عابري السبيل وهم في وطني كثيرون. أحب التمثيل والمسرح وكان عشقه الذي بذل من اجله الكثير من الجهد والعمل للوصول إلى مصاف الكبار وتدرج السلم من أوله في احتفالات المدرسة وحتى المشاركة في المهرجانات الفنية في الداخل والخارج وتقديم الدراما في الإذاعة والتلفزيون وبكل اقتدار وموهبة صادقة لم يعرف فيها اللون الرمادي في حياته بل كان رقما مهما يصعب مروره وتجاوزه دون اهتمام وكان القاسم المشترك وصمام الأمان لفرقة أكتوبر في كل أعمالها وبشهادة زملائه من النوارس التي كانت له معها صولات وجولات كثيرة قدم فيها أروع القلائد الفنية وحاز على الجوائز و شاركها رحلة الزمن الجميل التي لاتنسى والذي فيما بين الحين والحين ما انفك إليها يعاوده الحنين.ارتبط اسمه منذ منتصف التسعينات بمسرح الجيب في الفيحاءوالذي له بصماته التي لاتنسى في إعادة بعض جاهز يته بالرغم من انه يحتاج إلى الدعم من المعنيين بالأمر لإبراز هذا وتجهيزه بالمتطلبات اللازمة لتنشيط هذا الفن الجميل لان الفيحاء تستحق الكثير منا لانها وطوال تاريخها المشرق لم تتنكر لأحد واحتضنت طوال تاريخها الناصع الجميع من ابناء وطني العريض دون تمييز أحبها وسكنها الأوفياء والبسطاء منهم وفتحت لهم ابوابها وكانت دوما ولادة وحاضنة لكثير من عظماء اليمن ورجالها الأشاوس ببراره الشاسعة ، تميزوا في حقول كثيرة من العلوم والفنون والفكر الذي لاينضب وظلت البساطة والتواضع والوفاء قرينا ورديفا لاينفك عنهم وهمزة الوصل التي ارتبطت مع كل من قدم إليها للبحث عن لقمة عيش كريمة أو رحل عنها للعودة إلى الأصل المنسي والجذور التي ضربت أطنابها في أعماق الأرض لتعاود الذكرى وتجتر المعاناة التي لازمتها كل تلك السنين بعد رحلة طويلة وخلود مع النفس التي تأبى السكون وتعشق التحليق . طوال سنين طويلة أحب بسطاء الفيحاء نورسهم لوفائه وكان مثار أعجاب الكثيرين و أثلج صدورهم بتواضعه الجم ونشاطه اللامحدود في تحسين الوجه الثقافي المشرق لمدينته ومازال النورس الوفي ينحت في الصخر للوفاء بحبه لخشبة المسرح ( أبو الفنون مجتمعة) وهي تذكرة فقط...... لكل من فاته ذلك بالرغم من اللوازم والنوائب التي تلازم حياتنا وتدمي جراحنا.. وأخاف على هذا الفارس أن يترجل قبل أوانه بعد أن يفقد صبره وقوته وأمله الذي ظل يعيش لآجله وقبل أن يكمل رحلته ودورته للوصول إلى الأفق البعيد وقبل أن نبكي حظا على الأطلال التي بأيدينا صنعناها.وستظل رسالة المسرح التي حملتها على عاتقها النوارس الكثيرة التي مازالت تملأ شواطئ وطني هي خلاصة كل الحكايا لأنها وببساطة غذاء الروح والفكر الذي يحاول البعض أن يستوعبه.إلى نورس الفيحاء الوفي وأهلها البسطاء اهدي هذه الحكاية واضع كلماتي هذه للذكرى عساها تنفع وهي ... أن الوفاء شيمة العظماء وأن لها عنوان.. يجب السؤال عنه في كل حين... ولو كلف ذلك الكثير.وحتى حكاية نورس أخرى أقدم البطاقة التعريفية والأعمال الفنية لنورس الفيحاء الذي مازال مع زملائه النوارس الأخرى يواصلون البحث عن العنوان و الإجابة عن ذلك السؤال. [c1]البطاقة التعريفية :[/c]الاسم : ياسر علي سلام ممثل ومخرج مسرحي مواليد الشيخ عثمان 1963ممتزوج له ثلاثة أولاد وثلاث بناتمدير إدارة الثقافة / الشيخ عثمان (سابقا)رئيس فرقة أكتوبر المسرحية[c1]الأعمال الفنية[/c]الأعمال المسرحية :الملك هو الملك / حملة الأجراس /الدراويش يبحثون عن الحقيقةكوكب الفيران ( جائزة أفضل ممثل في الجمهورية عام 87م) الفيل ملك الزمان ( جائزة أفضل ممثل في المهرجان الأول عام 90م في (الجمهورية اليمنية).أرى الشمس /حرم سعادة الوزير /حكاية قرية ( عن محو الأمية)حصار بيروت / العاشق والسنبلة / في البدء كان القربان/حروب على الهواء المشاركة في مهرجانات المسرح الخارجية / دمشق/ بغداد / تونس المشاركة وتقديم الكثير من المسلسلات في الإذاعة والتلفزيون.