لن تستطيع أمريكا وقطر وإيران أن تنقذ محمد مرسي من ورطة فشله الإخواني فى الحكم.مهما تنازلت الجماعة وقدمت ما لم يقدِّمه مبارك لأمريكا وإسرائيل، ومهما مشَت وراء تعليمات أمير قطر ومهما ابتزَّت دول الخليج بإيران.لن ترى جماعة الإخوان نجاحًا في الحكم.صحيح ممكن أن يكرروا مشهد الإخوان في السودان حيث يستمر عمر البشير كل هذه السنوات على مقعده الرئاسي لم يتزعزع ولكن السودان تزعزع فانفصل الجنوب ودُمِّرت دارفور وتدهور الوضع الاقتصادي وتفتَّت الشعب السوداني لكنه ظل ممسكا بعصاه الكوميدية وبالجيش وبالحكم.شيء من هذا قد يتصوره الإخوان مستقبَلًا لمصر، أن يملك الإخوان مستقبلا فى بلد هو نفسه لا يملك بهم مستقبلا، لهذا فكل سعى الإخوان هو تأبيد المؤقَّت. فالفترة الرئاسية لمرسي هي أهم سنوات التثبيت والتمكين، ولأن الانتخابات البرلمانية سوف تسحق الإخوان بالفشل فإنهم بين سيناريوهين: الأول هو أخونة القضاء وتلبيسه عِمَّة وإطلاق لحيته فيخدم المتأخون في القضاء جماعتهم بالتزوير فى سبيل الله لأن الجماعة لديهم هي الإسلام ويتمنون الموت على الأخونة.والثاني تأجيل الانتخابات إلى أبعد مدى زمنى لتغيير شكل البلد فيتمنكون من تزوير ناعم يسمح لهم بالاستمرار فى ركوب البلد ودلدلة رجليهم.مشكلة الإخوان فعلا أنهم فى منتهى الفشل السياسي والجهل بمصر والمصريين.ولا يمكن لكذابين أن يبنوا وطنًا ولا يمكن لنصابين سياسيًّا أن يحققوا نموًّا لشعوبهم، ولا يمكن لجهلة أن يطوِّروا مصر، ولا يمكن لمن عاشوا حياتهم تحت الأرض وبوجهين أن يديروا بلدًا باستقامة.الإخوان الذين عاشوا على تقديم خدمات فى الصحة والتموين والتعليم للمواطنين فى الأحياء الفقيرة والريف حتى ينجحوا فى جذب الناس ودفعهم إلى التصويت لصالحهم، الجماعة التى استغلت العمل الدعوي والخيري فى شكل انتهازي سافِر لجلب الأصوات وحشد المتعاطفين، الجماعة التى كانت تسوِّق لنفسها برشاوى السكر والزيت وأنبوبة البوتاجاز... باتت حاكمة الآن ومسؤولة عن توفير هذه السلع للجميع، وليس فى مواسم بعينها، وباعتبارها حقوقًا للشعب لا مِنحًا وصدقات، فإذا بها جماعة فاشلة لا تجيد التخطيط ولا تتحمل المسؤولية ولا تعرف الإدارة ولا تملك القدرة ولا تعي حجم المطلوب ولا طاقة عندها للعمل خارج حدود السمع والطاعة ولا تزال تتعامل مع الشعب كأنها جماعة خيرية انتهازية ترشوه لانتخابها أو للتهليل لكرسي رئيسها ولا تقدر على التعامل كمؤسسة حكم منوط بها تلك المسؤولية فرضا وواجبا لا تطوعا يُشكَرون عليه ولا تصدُّقًا يُحمَدون به.إنهم عشوائيون في الحكم، مرتجلون فى القرار، مرتبكون فى الإدارة، جهلة فى السياسة... لكنهم ممتازون جدًّا في شيء واحد لايفهمون في شيء غيره...التآمر..إن التآمر يجري في عروقهم مجرى الدم.. إذا كان عندهم أصلا دم.
|
آراء
تأبيد المؤقَّت
أخبار متعلقة