بمناسبة مرور عام على تحريرها
يسرني في البدء أن أزف أحر التهاني لجماهير محافظة أبين، بمناسبة يوم التحرير والنصر، وأن أوجه التحية لأبطال القوات المسلحة والأمن واللجان الشعبية على ما بذلوه من استبسال وتحد وصمود لتحرير أبين من الجماعات المسلحة. وكذلك أن أزف التهاني والتحيات لأسر شهداء معارك التحرير، ولكل من صمد وتحمل مشقة الأوضاع الصعبة التي عاشتها المحافظة آنذاك (قبل تحريرها). والتحية والتهاني موصولة إلى فخامة رئيس الجمهورية صاحب قرار التحرير الشجاع.لقد عاشت أبين بكل مديرياتها وضعاً صعباً للغاية، نزح فيه مواطنوها إلى شتى محافظات الجمهورية، وانقطعت عمن تبقى منهم في أبين كل الخدمات الضرورية، عاشوا في ظلام حالك ووضع نفسي متعب، ومعاناة وأمراض مختلفة افتقدوا فيها حبات الدواء وانقطعت الاتصالات ودمرت المنازل والمؤسسات ونهبت وتسبب انقطاع المياه في تضرر الكثير من مزارع المواطنين وكان الوضع لا يحتمل وفي ضوء ذلك فقدت المحافظة الكثير من فرص التنمية بسبب تلك الحالة، فأضطر المسئولون إلى ممارسة مهامهم من عدن، وإذا كان لهذا الأمر ما يبرره آنذاك فإنه اليوم لم يعد مقبولاً ولا يشجع المواطن على الاستقرار النفسي، ولا يحل قضاياه المرتبطة بوجود الإدارة في عاصمة المحافظة.وبعد قرار فخامة الرئيس قمنا بالنزول مباشرة إلى لودر، للمشاركة في عملية التحرير وتكللت جهود كل المخلصين بالنصر المؤزر يوم 12 يونيو 2012م.اليوم يختلف الحال عما ما كان عليه قبل عام حيث بدأنا أولاً بترتيب العمل التنفيذي ومباشرته من عاصمة المحافظة، وبدأنا المداومة هناك وبدأت حركة النشاط تدب شيئاً فشيئاً فزارت البعثات والمنظمات الدولية المحافظة، تحمل معها المساعدات في مجالات مختلفة، ونزلت الحكومة إلى أبين وتلاها فخامة الرئيس وقبلها عادت الكثير من الأسر من أماكن نزوحها إلى منازلها ونستطيع القول إنه لم يبق سوى نسبة ضئيلة جداً، هي التي لا تزال خارج مناطقها ونعتقد أن ارتباط أبنائها بالكليات والامتحانات هو السبب الذي حال دون عودتها، ونتوقع أن تشهد الأشهر القليلة القامة عودة كل النازحين، خاصة بعد أن بدأت مجالات الحياة اليومية تفرض نفسها ووجودها وانتهت كثير من الصعوبات باستثناء عدم وجود العنصر الأمني الرسمي والانقطاعات المتكررة للكهرباء، وهذه الثانية تلقينا وعوداً من الحكومة بتحسينها لكننا حتى الآن لم نشهد فعلاً ملموساً فالوعد الخاص بتزويد أبين بـ 20 ميجا لم ينفذ بعد وعدم تنفيذه سيجعل السلطة المحلية تواجه ضغطاً شعبياً خاصة في ذروة فصل الصيف ونأمل من الأخ الرئيس توجيه الحكومة بسرعة توفير تلك الطاقة.هناك الكثير من النجاحات تحققت على صعيد الكهرباء وحسنت الظرف العام في أبين، وبحسب قيادة مؤسسة الكهرباء فإن خطة جديدة تم إعدادها بشكل مفصل وشامل ومزمن تحتوي على كافة المفاصل المطلوبة من مواد وتشييد وإمكانيات مادية ونحن نؤكد على ضرورة الإسراع بتنفيذها وخصوصاً مواد التحويل (33 / 11 ك ف) والأسلاك والكابلات والمحولات، إضافة إلى العمل الجاد من أجل توفير النقص الحاد في محطات التوزيع والمحولات الهوائية وخطوط الضغط المخفض ووسائل الحفر (بوكلين) وغيرها من القضايا التي يتسبب عدم حلها وإيجادها في مشاكل حادة في عملية الإيفاء بالتزاماتنا ومؤسسة الكهرباء تجاه المواطنين.أما على صعيد المياه فلدينا عدد من المشاريع لعام 2013م منها مشروع الخط الناقل للمياه من محطة الرواء إلى المثلث بطول 4 كيلومتر و 200 متر ليتم تغذية زنجبار منها ومن المتوقع أن يكون لدينا مخزون تمويني من المياه في نهاية هذا المشروع يكفي لتغطية أي نقص من المياه في زنجبار وجعار وكلفة المشروع حوالي مائة واثنين مليون ريال، إضافة إلى توريد محولات كهربائية لآبار المياه بكلفة (21) مليون ريال وبناء ثلاثة خزانات برجية سعة كل خزان (150م3) وارتفاع (12م) في كل من الكود وباجدار وحصن شداد بكلفة (209) ملايين ريال، وتوصيل شبكة كهربائية لبئر الحافة بكلفة (41) مليون ريال، وتوريد مضخات كهربائية غاطسة مع جميع توابعها بكلفة (64) مليون ريال وتوريد أنابيب بلاستيكية مختلفة بكلفة (92) مليون ريال وإعادة تأهيل جميع آبار المياه بكلفة (9.500.000) ريال، إضافة إلى مشاريع أخرى ونعتقد أن تنفيذ هذه المشاريع في وقتها المحدد سيساعد كثيراً في تحسين الوضع المائي في زنجبار وجعار بشكل ملحوظ وبشكل عام فإن المياه تعد من الخدمات التي عادت بكامل جاهزيتها اليوم. وعلى الصعيد الصحي والتربوي فقد شهد هذا العام عدة أنشطة وأبرزها افتتاح عدد من المدارس المتضررة من الحرب بعد إعادة تأهيلها وإقامة الدورات والأنشطة الصحية في مجال التحصين و غيرها من النشاطات الهادفة القضاء على الأوبئة وتوفير أدنى حالات الحصانة الصحية وإعادة تأهيل مستشفى الرازي إلى جانب نشاط الرعاية الاجتماعية وصرف حالاتها وتوفير الاتصالات ونستطيع القول إن هناك نشاطاً يجري على هذا الصعيد أو ذاك في كل مديريات المحافظة بإخلاص وتصميم وإرادة ويجب على مختلف الأجهزة التنفيذية مواصلته والإشراف عليه والوقوف أمام أية سلبيات أو نواقص أو صعوبات ترافقه والعمل على حلها بالتنسيق مع المكتب التنفيذي وقيادة المحافظة.على صعيد آخر يجري العمل حالياً في مشروع وادي حسان البالغة كلفته 120 مليون دولار بتمويل من دولة الإمارات العربية المتحدة والذي سيشمل أيضاً تأهيل الأراضي الواقعة هناك البالغة مساحتها 20 ألف فدان، كما استؤنف العمل في مشروع طريق (باتيس. رصد) الذي يربط مديريات خنفر و سرار وسباح ورصد، كما يربط أبين بمحافظتي لحج والبيضاء بكلفة 42 مليون دولار.وبالنسبة للنشاط الاجتماعي العام هناك العديد من منظمات المجتمع المدني إضافة إلى المنظمات الدولية تعمل في مجال المساعدات الاجتماعية وتقديم الدعم المتعدد الجوانب لأبناء أبين وخاصة في مناطق الأضرار البالغة وبهذه المناسبة نقدم الشكر والتحية لكل من دعم المحافظة منذ يونيو العام الماضي ووقف إلى جانب الجهود المبذولة لإعادة البناء وتوفير الخدمات الضرورية. وبالنسبة لأوضاع النازحين فإن المعونات الغذائية ما تزال تصرف وفقاً للبرامج التي تنظم هذا الجانب وكذلك الحال بالنسبة لصندوق إعمار أبين الذي بدأ مؤخراً صرف التعويضات المحددة للمواطنين الذين دمرت وتضررت منازلهم وهناك بعض التظلمات الخاصة بهذه العملية سيتم إيلاؤها اهتمامنا لتصحيح أية اختلالات رافقت التقديرات المالية الخاصة بالأضرار، وستبدأ قريباً عملية صرف التعويضات الخاصة بالمزارع والمزارعين، وتسير خطة الصرف العامة كما هو مخطط لها في صندوق الإعمار وندعو المواطنين إلى الاستفادة من مبالغ التعويض لإعادة بناء وترميم منازلهم خلال الفترة القادمة.وإذا كان هناك من مناشدة للجهات العليا فحتماً ستكون لوزارة الداخلية التي نرجو أن تعجل وتسارع بتوفير متطلبات الأمن من جانب مادي أو بشري فلا يعقل أنه بعد مرور عام على التحرير لا يزال الجانب الأمني غائب الإمكانيات، بينما المفترض والمنطقي أن تبدأ إعادة إعمار أبين وتطبيع أوضاعها بإيجاد القوة الأمنية اللازمة لحفظ الأمن ونحن عندما نطالب بذلك فإننا نقدر تقديراً عالياً جهود أعضاء اللجان الشعبية في حفظ الأمن وضبط المخالفين للأنظمة وتعزيز الاستقرار الذي بدأ يأخذ مكانه في الواقع من جديد بشكل تدريجي وندعوهم إلى المزيد من السهر والتفاني ولعب دورهم المطلوب حتى يتم تعزيز المحافظة بالقدرة البشرية والمادية الأمنية من قبل وزارة الداخلية.إننا بهذه المناسبة ندعو الجميع إلى مزيد من التلاحم والتكاتف وتسخير الجهود كافة لبناء أبين من جديد وتوفير مختلف الخدمات العامة لها والتعاون للقضاء على كل الصعوبات أولاً بأول ونحن على ثقة إن الغد سيكون أفضل من اليوم مثلما هو اليوم أحسن من الأمس!ونقول: إن الكمال لله وحده، وإذا ما وجدت في النشاط العام نواقص أو قصور، فإننا بتعاوننا وتكاتفنا جميعاً، سنتغلب عليها وسنتجاوزها، من أجل السير في طريق بنا محافظتنا وبناء الدولة الجديدة دولة النظام والقانون والمساواة التي يرسم لوحتها اليوم مؤتمر الحوار الوطني.ولكي يكون المواطن في أبين مطلعاً على حجم الانجاز الذي تحقق خلال عام نقول إن هناك الكثير من النجاحات المحققة على صعيد المحافظة وبمناسبة مرور عام على تحرير المحافظة نورد كشفاً بالأرقام يبين المشاريع المنفذة فيها:1. المياه - تمويل حكومي ( 58.859.560) ريالاًالصندوق الاجتماعي ( 5.653.950) دولاراًيمن عطاء ( 116) ألف دولار.2. الصحة- مستشفى الرازي دعم حكومي ( 677) مليون ريال .الصليب الأحمر (32) مليون دولار .منظمة الصحة العالمية ( 15) مليون ريال.خدمات صحية منظمة التكافل ( 51.808.130) ريالاً يمنياً.منظمة انترسوف ( 97) ألف دولار.3. الكهرباء - دعم السلطة المحلية : مليار ومائة مليون ريال .يمن عطاء ( 861) ألف دولار.4. التربية : الوزارة : ( 57) ألف دولار.منظمة (سي إل بي) ( 1.286.808) دولارات .اليونسيف : ( 63.380.268) ريالاً.الصندوق الاجتماعي مليون و( 400) ألف ريال.5. مياه الريف: الصندوق الاجتماعي ( 52.070.247) ريالاً.منظمة أوكسفام : ( مليون) دولار.6. الزراعة : الصليب الأحمر اللجنة الدولية : ( 173) مليون ريال ،مليون و100 ألف فرنك.دعم إماراتي ( 120) مليون ريال.7. التعليم العالي: تأهيل كلية التربية ( التكافل) (160) ألف دولار .8. الاتصالات : المؤسسة العامة (61) مليون ريال.9. صندوق صيانة الطرق: مليار و150 مليون ريالالتكافل ( 235) ألف دولار 10. إجمالي المشاريع بالريال اليمني ( ثلاثة مليار و40 مليوناً و681 ألفاً و48 ريالاً يمنياً.