- كرم نعمةإننا نسير في الطريق الصحيح، هكذا اختصر أريك شميدت الرجل الذي وفر المعلومة عند أطراف الأصابع، مسيرة محرك البحث (جوجل) في آخر تصريح له بمؤتمر «كل ما هو رقمي» في نيويورك الأسبوع المنصرم.من استمع إلى شميدت المدير التنفيذي لشبكة (جوجل) من قبل، يدرك أن هذا الرجل يصنع إعلاماً معاصراً، لأنه يعي تماماً بأن الوظيفة التقليدية للإعلام لم تعد قائمة، هناك إعلام بمواصفات مختلفة كلياً، مع أنه يؤمن أن تدفق المعلومات يفوق قدرتنا على الاستقبال.هذا الرجل غير خائف من الكم الهائل من هذه المعلومات لأن المستقبل يتكيف مع الطبيعة التكنولوجية، فعندما سأله أحد المشاركين في قمة أبوظبي للإعلام في دورتها الأولى سؤالاً غامضاً وهو: أين تذهب هذه المعلومات؟ أجاب ببساطة بعد أن أعاد السؤال عليه «ماذا تقصد أين تذهب؟ إنها تحفظ بالسيرفرات!».عندها وضع الحل أمام العالم العربي حول معضلة تدفق المعلومات بقوله (اكتبوا)!.وقبل أشهر شبه بحس فلسفي مبسط وملاحظة لافتة للنظر تفوق المواقع الإلكترونية على وسائل الإعلام التقليدية عبر قوله «ببساطة.. الشبكة ربطت العالم لإطلاق سراح العالم».وقال في محاضرة له في العاصمة البريطانية لندن مخاطبا الجمهور «لكم أن تتخيلوا كم سيكون العالم أفضل عندما يصل (شعب الانترنت) إلى رقم (5) وأمامه تسعة أصفار! هذا يعني المزيد من الابتكار، المزيد من الإبداع والمزيد من الفرص». ومضى يقول «إذا كان العقد الماضي قد علمنا شيئاً، فهو أن ربط الناس مع المعلومات من شأنه أن يغير العالم».واعتبر أن شبكة الإنترنت جعلت من العالم أكثر ديمقراطية عبر المزيد من الانفتاح والتواصل بين البشر.ثم توصل إلى ما يمكن أن يوصف بالنهاية السعيدة بعد الاتفاق الذي وقعه مع الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عبر زيادة عائدات الإعلانات الإلكترونية للناشرين الفرنسيين، وإنشاء صندوق بقيمة ستين مليار يورو لتمويل بحوث تطوير النشر الرقمي الفرنسي.وأعطى الاتفاق وكالات الأنباء الفرنسية والناشرين منصات إعلانية عبر الإنترنت يسهم محرك البحث في تقديمها للمستخدمين.شميدت الذي جمع ثروة مالية تقدر بمليار دولار من العمل في قطاع التكنولوجيا، متفائل بمستقبل الإعلام وشبكة الإنترنت، ويرى أن تأثيرها سيكون أكثر عمقاً مما يمكن أن نتصوره الآن.إزاء ذلك أتهم مات وارمان المحرر التكنولوجي في صحيفة (تيلغراف) البريطانية شميدت بالترويج لـ(جوجل) لكسب المزيد من المال.إلا أن حجة شميدت، على أية حال هي أن شبكة الإنترنت، عموماً، قوة لا تلين من أجل الخير في عالم الاتصال، وأكد بقوله «ليس ثمة حواجز أمام خيالنا أو عواطفنا».وقال إن الإنترنت لن تخلو بأي حال من الأحوال من المتطرفين كمن يود استخدام سيارة من دون سائق ولا يفكر بالعواقب، وسنبقى نواجه مشكلة التمييز بدقة بين الحقيقة والتضليل.
لا حواجز أمام خيالنا أو عواطفنا
أخبار متعلقة