لقاءات/ دنيا هانيهوية وتاريخ وأرض وثروة هو معنى ومسمى القضية الجنوبية التي شغلت العالم العربي والغربي وشدت انتباههم حول كيفية الخروج بحل مناسب يرضي جميع الأطراف اليمنية وينهي كافة الخلافات والنزاعات القائمة بين شطري البلاد.وحتى نكون واقعيين أكثر إزاء القضية الجنوبية سوف نعطي لها مسمى ومعنى آخر وهي أنها عبارة عن (أحزاب ومجاميع ومسميات لا نعرف لها هوية، فئات وشخصيات وقيادات فاقدة الصلاحية، سلطة وحكومة خارج الجاهزية، مقدرات ومكتسبات البلد غير محمية، أمن واستقرار المواطن هو الضحية) ذلك هو المعنى الصحيح والحقيقي للقضية الجنوبية حتى إشعار آخر!..سبق كان مجلس التعاون الخليجي قد حدد موقفاً ايجابياً حول الصراع بين الشمال والجنوب عند اندلاع الحرب في العام 1994م بأن أكد عدم جواز فرض الوحدة بالقوة. لكن هناك فئات شعبية مختلفة (مع) و (ضد) مع أن يستعيد الجنوب دولته وضد أن يتم الانفصال، مع أن تستمر الوحدة وضد هضم حقوق الجنوبيين مع التغيير وضد التغرير مع أن يتم حل قضية الجنوب على طاولة الحوار وضد الصراعات الموجودة بين أعضاء وأطراف الحوار!!..قامت صحيفة (14 أكتوبر) بالنزول إلى الشارع اليمني والتقت ببعض فئات الشعب من أبناء الجنوب حول مستقبل القضية الجنوبية وما عن الحلول التي يرتؤونها للتخلص من الأزمة الحالية.. فإلى ما تم الحصول عليه من آراء:[c1]تقرير المصير[/c]بداية اللقاءات كانت مع الأخ فارس الذي عبر عن رأيه بكل صراحة وموضوعية قائلاً: من وجهة نظري أرى أن الجنوب اليمني استطاع أن يفرض هويته من اليوم الأول للاستقلال بتوحيده أكثر من (22) سلطنة ومشيخة واستكمل بناء الدولة بمؤسساتها المدنية والعسكرية وبذلك فرضت الدولة هيمنتها على كل شبر من أراضي الجمهورية، وإن اختلفنا على طبيعة نظام الحكم السائد لكن الدولة في جمهورية جنوب اليمن أوجدت منظومة كبيرة من القوانين المنظمة للحياة الاجتماعية.وأضاف: إن أكثر ما تحتاجه القضية الجنوبية هو توحد الرؤى لكل مكونات الحراك وتخصيص وإيجاز معاناة الشعب الجنوبي وإبراز الحاجة الملحة في استعادة دولة الجنوب وهذه الحاجة لو توفرت تستطيع قيادة الحراك أن تنقلها للمجتمع الدولي لغرض فرض المزيد من الضغوط كما أن الثقل الشعبي والنضال المتواصل هو العامل الأهم الذي سيفرض على العالم القبول بعدالة القضية الجنوبية.وحول مشهد الجنوب السياسي في ظل الصراعات والانقسامات بين الأحزاب قال: هو مشهد يعطي التفاؤل لشعب توحد في تقرير المصير ليرسم مستقبله بأفضل حال له ولأجياله، وسياسياً تعبث به كثير من القوى الداخلية والخارجية وبهذا سيستمر الظلم لهذا الشعب الذي يطالب بحق سلب منه وبطريقة سلمية.وعن مستقبل القضية الجنوبية والحل برأيه يقول: يكمن مستقبل القضية الجنوبية في شبابها الذي ذاق الضياع والمستقبل المجهول بهذه الوحدة إلا وانه عازم على أن يرسم مستقبله بدمه بدلاً من أن يرسمه له الفاسدون بالفساد، والفاشلون بالفشل، والحل المناسب أن يعطى للشعب الجنوبي الحق في تقرير المصير وتسليم الجنوب لأهله..[c1]الانقسام لا محالة[/c]الواقع الملموس الذي يريده الشعب هو حل جذري لقضيتهم ويرى الأخ (أبو محمد) أن الحل يكمن في الانقسام حتى تهدأ الأمور وتنتهي معالم الفوضى التي نراها في الجنوب في يومان من الأسبوع وبذلك يتضرر الكثير من التجار والمواطنين وتصاب بعض المحلات بشلل تام نتيجة للعصيان المفروض على بعض المحال التجارية وبعض المدارس وغيرها..وقال: نحن نحب بلادنا كثيراً ونتمنى أن يعم الأمن والسلام فيها وترجع عدن كما كانت ولكن يجب أيضاً أن تعود كما كانت بكل شيء بثرواتها ومقدراتها التي كانت مسلوبة أيام الاستعمار وبعده.. وهذا حق مشروع لأبناء الجنوب في الدفاع عن قضيتهم ولكن الأهم من ذلك أن يكون هذا الحق بالطريقة السلمية الهادفة البعيدة تماماً عن أي فوضى وخراب وعنف..[c1]الاتحاد هو الحل[/c]بينما الأخ (فيصل) لا يوافق (أبو محمد) الرأي حيث قال: مستقبل قضيتنا الجنوبية يكمن في الاتحاد بين جميع الأطياف والأحزاب الموجودة على الساحة فهذا هو الحل الأمثل ويكفي عناداً على حساب أرواح أناس أبرياء..وتابع: الانقسام برأيي صعب فنحن أبناء شعب واحد ونعيش في وطن واحد ولن يجرنا الانقسام (الانفصال) سوى إلى عواقب وخيمة لن تحمد عقباها..ويضيف: أتمنى بل أرجو من القيادة العليا المتمثلة بفخامة الرئيس عبدربه منصور أن يولي اهتماماً أكثر بالجنوبيين ويعجل في سرعة معالجة الأخطاء السابقة التي اقترفت ضدهم ويثبت للمترقبين من كل أنحاء العالم بأن القادم هو الأفضل وأن التغيير الذي يطمح إليه الشعب اليمني سوف يلمس تأثيره إيجاباً ويعود وقعه على الجميع بلا استثناء..[c1]استعادة الجنوب[/c]ما أخذ بالقوة فسوف يرجع بالقوة هذا ما عبرت به الأخت أم طلعت عندما طرح سؤال عن مستقبل الجنوب حيث قالت: الحل هو أن نستعيد دولتنا لأنها أخذت منا بالقوة فقبل الوحدة كانت لدينا ثروات ومصانع ومقدرات لم نر أي شيء منها بعد الوحدة فقبل عام 94م كنا مرتاحين والمعيشة كانت أفضل ولم نكن نعاني أما الآن فنحن نعاني من كل شيء من غلاء المعيشة ومن هضم للحقوق ومن الظلم من قبل (الفاسدين والناهبين) لثروة البلد.. لقد سئمنا من المركزية في التعامل وأن كل المتابعات والإجراءات الرسمية تتم عبر محافظة صنعاء، يجب أن يراعى هذا الجانب من قبل قيادتنا العليا.وختمت كلامها قائلة: عن نفسي إذا لم ألمس تغييراً يجعلني أنا وأبنائي نرتقي إلى الأفضل فالانقسام هو الحل لجميع المشاكل التي نعاني منها وغير ذلك وحتى نكون عادلين فأن للوحدة أيضاً محاسن، ونتمنى أن نلمس التغيير عما قريب..[c1]يمن جديد مزدهر[/c]الأخت أم ياسر أو (مواطنة جنوبية) كما أحبت أن تسمي نفسها قالت: برأيي المتواضع لا توجد قضية جنوبية والهوية الحقيقية هي هويتنا اليمنية فلكنا واحد والجنوب والشمال مجرد شطرين اتحد بعضهما مع بعض.وأكملت: معنى أنني لا أؤيد الانفصال وأرغب بأن تستمر الوحدة يأتي ذلك على أمل أن يتم تحسين وضعنا لأن هناك مستويات مختلفة والجنوب هو أقلها، فنحن نتمنى تحسين الوضع من الرواتب - الكهرباء - المياه - توظيف الشباب العاطل - المساواة الحقيقية في كل شيء.وأضافت: كما يجب ألا أن نغفل عن قانون المرأة بإعطائها لحقوقها في الحرية والتعبير ونيل المراكز القيادية وأن لا يتم ظلمها كما كان في السابق.وقبل أن تنهي حديثها قالت: صحيح أن فخامة الرئيس عبد ربه منصور عمل بعض التحسينات خلال فترة توليه ويعتبر ذلك إنجازاً بحد ذاته لكننا نتمنى منه أن يعجل بتحسين وضع الجنوب الذي يكفينا فخراً أنه ينتمي إليه حتى تنتهي بذلك الأزمة العالقة وتزول الغمامة من على شبابنا ونسائنا وأطفالنا وكبار السن وتعود الأمور إلى سابق عهدها بيمن جديد مزدهر يسوده الأمن والاستقرار والتسامح والتصالح هذا ما نرجوه من فخامته وكذا الاهتمام أكثر بعدن حتى تعود كما كان يتغزل بها الشعراء ويتغنون بها بأجمل العبارات (جنة عدن يا جنة طول عمري وأنا أتمنى أجي أزورك وأتهنى بنورك).[c1]تصالح وتسامح[/c]وتحدث الأخ معاذ أبوبكر حول هذا الجانب ومستقبل القضية الجنوبية حيث بدأ حديثه بقوله: في البدء أحب أن أشكر صحيفتكم الغراء التي دوماً تبحث عن الحقيقة وذلك من خلال بحثها الجاد والموضوعي.وتابع: يمكن أن نقول إن الجنوب استعاد شيئاً من هويته المطموسة وذلك في الفترة من العام 1967م إلى العام 1969م حتى انقلب الرفاق على مشروع الجنوب وادخلوه إلى نفق مظلم في الـ(22) مايو 1990م فزادوا الطين بلة بالوحدة المغدورة أو بمعنى أدق الوحدة العاطفية التي تم كتابة اتفاقيتها في صفحة ونصف بينما الوحدة الألمانية كتبت بما يقارب (750) صفحة أي أنها لم تتم على الأسس التي كانت يجب أن تقوم عليها لتفادي فشلها.وأضاف: تحتاج القضية الجنوبية إلى المزيد من الدعم الدولي حتى يعجل في حل القضية ولكن الفيصل فيها هو شعب الجنوب بثباته في الساحات بعد الله سبحانه وتعالى أي أن الدعم الدولي عامل مساعد وليس أساسياً في حل القضية الحل العادل. حيث أرى أن القضية الجنوبية في مخاض وعلى وشك أن تضع مولودها عما قريب إن شاء الله أما بالنسبة لحلها فحلها معروف للقاصي والداني وهو استعادة الدولة والهوية ويتمثل ذلك في إعطاء شعب الجنوب حق تقرير المصير وبرعاية دولية وإقليمية.وأكمل: إن الجنوب يمر بمرحلة مهمة ومنعطف خطير في المرحلة الحالية ويتطلب من أبناء الجنوب تكثيف الجهود بتجسيد مبدأ التصالح والتسامح على مستوى الشعب والقيادة وتوحيد الرؤى للوصول إلى الحل الذي يرتضيه شعب الجنوب.وختم حديثه قائلاً: أترحم على الوحدة المغدورة التي طالما تغنى بها الشعبان في الشمال والجنوب وكانت من أهداف الثورتين أيضاً ولكن للأسف تم الانقلاب عليها وتحويلها إلى وحدة فيد وضم وإلحاق لأصحاب النفوذ في الشمال من عسكريين وقبليين.[c1]إشارات وعلامات استفهام[/c]في لقاء طريف وسريع حصل معي عندما كنت أتنقل إلى إحدى المحافظات قابلت شخصاً كبيراً في السن كان يعبر عن الحوار الوطني والوضع في عدن بإشارات دون أن ينطق بكلمة واحدة وفهمت من خلال إيماءاته كأنه يقول: لم نلمس من الحوار سوى أفواه تتكلم وأيادي ترفع وخلافات دائمة وفوضى عارمة.وأنهى تعبيراته برفع يده متسائلاً وحاجبه متعجباً كأنه يقول ما هذا الحوار وأين هو الحل؟! (ربما يكون معه حق وربما يكون قد استعجل بحكمه على الحوار) لكني أوافقه الرأي في أمور مطروحة فقد عبر بصمت عن واقع نعيشه حالياً.[c1] اختلافنا في الآراء لا يعني أننا أعداء[/c]في الأخير نحن لا يهمنا ما هي ألوان العلم.. الأهم من ذلك هو الحل الأمثل لخروج البلد من أزمته الحالية وإعمار ما تم هدمه وإعطاء الحقوق لفئات الشعب المستحقة والتي تطالب بحقها (ليس عيباً أن نطالب بالمواطنة المتساوية) لكن العيب هو أن نسكت على ذلك.والحل الأمثل لمستقبل القضية الجنوبية المنتظر منها الكثير في الحوارات والأيام القادمة هو إعطاء فرصة للجنوبيين وإشراكهم في تقرير مصيرهم ناهيك عن إعادة الاعتبار برد الممتلكات العامة والخاصة المسلوبة ومحاولة تعويض الجنوب وإعماره واستعادة هويته المطموسة منذ سنين..والوحدة قبل أن تكون قد جمعت بين شطرين منقسمين فهي اسمها وحدة ودلالة على ترابط وتآزر بين أبناء البلد الواحد..واختلافنا في الآراء لا يعني بأننا أعداء، وكما يقال: (الاختلاف بالرأي لا يفسد للود قضية) فدمتم على وطن جميل يسوده الأمن والسلام ويعم فيه الرخاء على كل اليمنيين.. ونتمنى أن تصبح القلوب وحدة واحدة موحدة حتى نلمس التغيير المرتقب..
|
ءات
تباشير خير تمد بشعاعها على سماء عدن
أخبار متعلقة