إعداد/ وهيبة العريقي ما من موضع بالمنزل- لو أمعنا النظر- إلا وفيه جزء أو أداة أو شيء يخبئ الكثير من المفاجآت غير السعيدة، وفي أسوأ الأحوال يخلف إصابات بالغة، ولن نكون مبالغين إذا ما وصفناها بالكارثية.. وما أسهل وقوعها.فبإهمالٍ يسير أو نتيجة استعجال لسببٍ أو لآخر لعدم الاكتراث بصغائر الأمور واللامبالاة بعواقبها ينقلب الحال إلى حوادث موجعة - غالباً - ما يكون ضحاياها الأطفال يليهم بعد ذلك المسنون.فبالنسبة للمسنين هناك عوامل متعددة من شأنها أن تتسبب بأذىً كبير أو إصابات بالغة ضمن إطار الحوادث المنزلية، وهي عادةً عفوية عن غير قصد أو عمد، لأسبابٍ متعددة أهمها:- ضعف النظر.- صعوبة الحركة وضعف حركة المفاصل.- ما يصاحب كبر السن من أمراض مختلفة .- تدني التركيز.أما بالنسبة للأطفال فلكل فئة عمرية مشاكلها ومتطلباتها، وعلى أولياء الأمور - وأخص بالذكر الأب والأم - ضرورة تفهم هذه الأمور ووضعها بالحسبان وأن يعرفوا مكامن ومواضع الخطر بالمنزل بأجزائه ومحتوياته وأدواته ومواده وكيفية التصرف الإيجابي والتحلي بالحكمة عند وقوع حادث -لاسمح الله- وإبعاد الطفل عن كل ما يراه أو يطأه أو تقع عليه يداه من أشياء قد تؤذيه أو تجرحه أو تصيبه بعاهة أو تهدد حياته.ولن يكون الحديث هنا علاج الإصابات المنزلية كونها مسألة واسعة ومتشعبة وذلك لتباين وتعدد وتنوع حالات الإصابة المنزلية واختلاف وتعدد درجات الإصابة، بل سيكون التركيز على الوقاية باعتبارها العنصر الأهم في الحد من أغلب الحوادث بالمنزل، ولا يتعدى ذلك سوى بعض الاهتمام والحرص والعناية.علينا أن نتذكر دائما : أن معظم الحوادث مباغتة سريعة كلمح البصر .وفي السياق التالي سنبرز مكامن الخطر من حولنا بالمنزل ومسببات الحوادث في قالب من النصح والإرشاد لتلافي هذه الحوادث على اختلاف صورها وأنواعها :•ضرورة التأكد من أن الأشياء والأثاث بالمنزل وكذلك اللعب لا تحتوي على زوائد حادة أو أجسام صغيرة قد تؤذي الطفل.•ألا تكون مطلية ببعض الأصباغ السامة مثل الرصاص وألا تحتوي على أجسام صغيرة يمكن بلعها حتى لا تسبب انسداد مجرى التنفس.•عدم ترك البطاريات في الألعاب مدة طويلة، لأنها ُتخرج موادا سامة مؤذية لجلد الطفل. •يجب إبعاد الأجسام الصغيرة ، كالأزرار والدبابيس والعملات المعدنية والعمل على سرعة إزالتها عن الأرض إن وجدت كونها سهلة البلع إذا ما عبث بها الأطفال الصغار بوضعها في أفواههم. كذلك عدم ترك المسامير والقطع الحديدية في متناولهم. إذ يمكن أن تؤذي الطفل، إما بجرحه أو بوضعه لها في فمه أو أنفه أو أذنه، مما يؤدي إلى انسداد مجرى التنفس والاختناق، بل ومن الممكن أن يضعها الطفل في فتحات الكهرباء، ما يؤدي إلى صعقه بالكهرباء، لا قدر الله.•تجنب إعطاء الأطفال قطع حلوى صلبة وصغيرة، وكذلك المكسرات مخافة أن يبتلعها الطفل على حالها خطأً فتتسبب بانسداد في مجرى التنفس.•إرضاع الأم لطفلها وهي مستلقية طريقة تفضلها الكثير من الأمهات فهي تؤمن لهن الراحة والاسترخاء، ولكن يجب ألا تُقدم عليها الأم وهي متعبة أو مرهقة أو لدى شعورها الطاغي بالنعاس حتى لا تميل الأم بثديها على طفلها وهي نائمة فيختنق، لا سمح الله. •تلافي حفظ الجاز(الكيروسين) والمنظفات والأحماض في زجاجات المرطبات أو زجاجات المياه المعدنية لئلا يظنها الطفل أو غيره ماءً أو مشروباً آخر وبالتالي تسبب تسمماً أو حروقا، و تلافي استخدام كافة المواد سريعة الاشتعال داخل المنزل.•التأكد باستمرار من عدم تسرب الغاز من (الشول) وأفران الغاز وموصلات الغاز بالمطابخ أو بالقرب من اسطوانات الغاز، وألا يتم الكشف عن تسرب الغاز بإشعال الكبريت.•عدم ترك علب الكبريت وأعواد الثقاب في متناول الأطفال، لأنها من الأشياء المثيرة لفضولهم.•الحرص على إغلاق الخزائن بصورة جيدة وكذا الثلاجات إن كانت فارغة وكبيرة حتى لا يتمكن الطفل من دخولها فتنغلق عليه.•الاحتفاظ بالأدوات والمواد الخطيرة بعيداً عن متناول الأطفال، مثل السكاكين وأدوات الحديقة والزجاج المكسور والماء الساخن والمواد الكيماوية والمواد سريعة الاشتعال، وأيضاً الأدوية بكافة أشكالها وأنواعها. •عدم السماح للأطفال بالاقتراب من (الشول) والأفران المشتعلة أو الاقتراب من الأم أثناء تحضيرها الطعام في المطبخ، لتلافي إصابتهم بالحروق من جراء انسكاب الماء الساخن أو تطاير الزيت الحار.•حفظ المواد السامة في علب محكمة جيداً في خزائن عالية ومحكمة الإغلاق حتى لا تصل إليها أيدي الأطفال وكتابة عبارة أو علامة الخطر عليها.•المحافظة على أسلاك الكهرباء بصورة جيدة واستبدالها حالاً عند ملاحظة اهترائها وانكشاف السلك المغلف، وعدم استخدامها في الأماكن الرطبة وخاصة في الحمامات لتجنب حدوث التماس كهربائي (على سبيل المثال لدى استخدام الغسالة أو مجفف الشعر في الحمام أو ماكينات الحلاقة الكهربائية أو المراوح).•تجنب ترك مفاتيح السيارة بالقرب من الأطفال حتى لا يُعطوا الفرصة لما لا تحمد عقباه.•عدم تشغيل المحركات والسيارات في الكراجات المغلقة خشية التسمم.•التأكد من إطفاء أعقاب السجائر قبل إلقائها، وإن كان من الأفضل للمدخن أن يقلع عن التدخين حفاظاً على صحته وصحة من يتنشقون الأدخنة المنبعثة لدى ممارسته للتدخين بالمنزل.•الحذر الشديد عند استخدام البخور وعدم ترك المباخر متقدة بجانب الملابس أو على الفرش أو الأسِرّة، وكذلك عدم استخدام مواقد الفحم للتدفئة في غرف النوم أو الجلوس حتى لا تؤدي الأدخنة المنبعثة منها إلى الاختناق ثم الموت لدى احتراق الأكسجين وتدني نسبته واستنشاق ثاني أكسيد الكربون السام والقاتل بدلاً منه . •منع الأطفال من اللعب بأكياس النايلون، فهي تؤدي أحياناً إلى الاختناق عند وضعها على الوجه أو إذا علق الرأس بدخلها.•ضرورة وضع سياج وحواجز على النوافذ في الأدوار العلوية بالمنازل لتحول دون سقوط الأطفال منها، مع مراعاة تلافي وضع كراسي أو طاولات بالقرب من النوافذ كي لا تُسهل للأطفال الصعود إلى حواف النوافذ ومن ثم سقوطهم منها أو من على الكراسي أو الطاولات.•إضاءة الممرات بالمنزل ليلاً وعدم تركها معتمة أو قليلة الإضاءة، وإزالة قطع الأثاث والأشياء من الممرات لتجنب الارتطام بها أو التعثر بها بشدة والوقوع على الأرض عند الاستيقاظ من النوم في الليل.•عدم وضع قطع السجاد الصغيرة على أرضية المنزل خاصة في ممرات البيت الذي يسكنه كبار السن والأطفال لمنع الانزلاق أثناء المشي عليها، مع ملاحظة أن كثيراً من كبار السن يفقدون القدرة على رفع أقدامهم عن الأرض بالقدر الكافي، وكذا القدرة على حفظ توازن الجسم ما يجعلهم عرضة للسقوط والإصابات الخطيرة، كالكسور بالعظام والعمود الفقري، لاسيما عند ارتطامهم الشديد بالأرض على غفلة.•الانتباه جيداً عند المشي على أرضية مبللة أو زلقة.•تسلق الجدران باستخدام السلالم فقط مع مراعاة أن تكون ثابتة تماماً وقوية بما فيه الكفاية، ألا تترك سلالم المنزل معتمة وضرورة حماية أطرافها بحواجز لمنع السقوط ولتساعد كبار السن على الصعود والنزول.•تجنب وضع حاجيات المنزل من أشياء وأثاث وديكورات وكذلك الألعاب على درج سلالم المنزل حتى لا يتعثر بها المارة صعوداً أو نزولاً.•التأكد من فتح الأبواب المتأرجحة التي تغلق تلقائياً قبل الدخول من خلالها أو الخروج خشية الارتطام بها.وأخيراً.. لا يسعني إلا التذكير بأن الجروح والنزف والحروق والكسور بصورة عامة يمكن حدوثها بالمنزل في أي وقت، وبالإمكان أن تؤدي إلى صدمة بأشكالٍ متعددة ؛ ومن المهم جداً أن يكون الأب والأم بالمنزل على دراية كافية بقواعد الإسعافات الأولية وتطبيقاتها للتدخل الفوري حال وقوع حادثة نجمت عنها إصابة أو إصابات بالمنزل، رعانا الله وإياكم من كل مكروه.
الحوادث المنزلية.. ومعايير السلامة والوقاية
أخبار متعلقة