د. محمد عبدالملك المتوكل في حديث خاص لـ 14 اكتوبر :
صنعاء - لؤي عباس غالب.ثلاثة وعشرون عاما مضت منذ لحظة إعلان توقيع الوحدة الاندماجية بين شطري اليمن الواحد ..اليمن تخوض الآن تفاصيل مرحلة إعادة صياغة للمستقبل...نحتفل بهذه المناسبة ولعله يكون آخر احتفال بذكرى الوحدة وهي بالشكل الحالي إذ يتهيأ اليمنيون هذه الأيام لصياغة نظام اتحادي جـديد قائم على الأقاليم لم تتضح معالمه بعد ..حول هذا وتفاصيل أخرى كثيرة التقـت "14اكتوبر" الدكتور محمد عبدالملك المتوكل وخرجت بحصيلة قيمة من التشخيصات الدقيقة للوضع الحالي واستفسرته عن روشتات العلاج من وجهة نظره فإلى التفاصيل.الوحدة وإعادة الاعتبارقال الدكتور محمد عبدالملك المتوكل : إن إعادة الاعتبار للوحدة اليمنية كمنجز تطيب به الأنفس يكون ببناء نظام ديمقراطي عادل لا يفرّق بين الناس ..وإن الحوار الوفاقي الذي نحن فيه الآن هو الطريق للخروج بتصورات للدولة التي نريد.. يجب علينا فيه مناقشة كل شيء عن شكل دولتنا ابتداءً بالجيش وكل مؤسسات الدولة ، مقدمين تصورات كيف نبني جيشاً وطنياً, وكيف نقيم قضاءً عادلاً مستقلاً, وكيف نسن القوانين التي تحكم القضايا الإدارية.نظام برلماني فيدراليوحول رؤيته لما يطرحه البعض من الدعوة لإقامة نـظام حكم برلماني قال: إن النظام البرلماني كنظام حكم إذا ما اتبع سيوجد حزباً شمولياً, فالحزب الذي ينجح في البرلمان هو من سيختار الحكومة وهو من سيختار الرئيس, وهذا سيجعل الحزب الفائز حزباً شمولياً إذا لم توجد فيدرالية ..واشترط المتوكل في حديثه ضرورة اقتران النظام البرلماني بالفيدرالية ،وقـال: لابـد لنا من فيدرالية لكي تتوزع السلطات على مستوى البلد، ولهذا في العالم كله نجد أن النظام البرلماني يكون مصاحباً له حكم محلي كامل الصلاحيات.وحول حل القضية الجنوبية قال: إن أبناء المحافظات الجنوبية لم يختلفوا مع الوحدة وإنما يرفضون الهيمنة، وإن القضية الجنوبية هي قضية حقوق نتجت بسبب الهيمنة ، وإن الجنوبيين دخلوا إلى الوحدة شركاء.. وحـل القضية الجنوبية يتحقّق بطرحها في الحوار لإقامة دولة مدنية ديمقراطية بالأسس التي يتفق عليها الجميع.الشباب والأحزابكما كان قال في مقالة سابقة «إن أوضاع الشباب في اليمن وهيمنة قيادات الأحزاب وتسخيرها هؤلاء الشباب المحرومين والمعدمين لتدمير بعضهم البعض تحت حجة أن الشباب المنتمي إلى الحزب المخالف لهم عدو يجب القضاء عليه مأساة كبرى كما وصفها بالخديعة الأيديولوجية التي قد تتستر تحت عباءة إما حماية للوطن أو انتصاراً للقيم أودفاعاً عن الإسلام أوخدمة للمصلحة العامة حيث يجد الشباب أنفسهم في نهاية الخديعة هم الضحايا لقوى انتهازية استخدمتهم لتحقيق أهدافها ورمتهم من جديد في دنيا المذلة، والفقر والضياع ويكتشف الشباب بعد ضياع الوقت أنهم كانوا ضحايا قوى انتهازية لبست مسوح الرهبان، واستغلت طيبتهم وسذاجتهم حتى تحقق أهدافها في الحكم والمال والخلاص من شباب يريد الدولة الرشيدة والحكم العادل والتنمية والتطور وكتبت لهم شعار القانون لا يحمي الأغبياء وطريق النار مفروش بذوي النوايا الحسنة»..الشباب وبداية الحل»تساؤل»كما وجه سؤالاً لشباب.. «هل لديكم استعداد لرفض أيديولوجية الكراهية والحقد واعتبار من يختلف معك في الرأي أخاً له رأي مختلف وليس عدواً؟ هذا الموقف يتطلب الشجاعة في مواجهة أي قيادة حزبية متعصبة تحمل العداء والكراهية للآخر، وهذا الموقف لن يتم إلا إذا كان الشاب نفسه قد تحرر من عقدة قوم بلقيس الذين تؤكد لهم أنها لن تقطع أمراً حتى يشهدون، فردوا عليها أن الأمر إليها تماماً كما يقولون اليوم اللي تشوفه يافندم أو يا أفندمة إذا كانت امرأة.. كما دعا إلى تأسيس تكتل يرفض الأيدلوجيات ويقدم المصلحة الجمعية للوطن والمواطنين بالقول «من يقرر منكم من حزب أو مستقل فليتصل بي لنجمع تكتل رفض كل أيديولوجية تنطلق من الكراهية والعداء والحقد ويرحب بكل خلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وشعار التكتل كلمة الإمام الشافعي (رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب) وصدق الله القائل (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم وأهلها مصلحون) صدق الله العظيم.عن خطر الأحزاب الأيديولوجيةوحول إشكاليات الأحزاب الأيديولوجية في مجتمعنا اليمني قال «أن ليس هناك أخطر على الشعوب من الأحزاب الأيديولوجية المتعصبة التي تعتبر الرأي المخالف عدواً يجب القضاء عليه، والتخلص من حملته وعلى شباب أحزابنا أن يسأل كل منهم نفسه لماذا يحمل الكراهية والحقد على شاب آخر في حزب آخر يحمل رأياً مختلفاً؟! هل هذه هي الديمقراطية؟ هل هذا هو الإسلام؟ هل هذه هي الوطنية؟ الله يقول لنبيه من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر لست عليهم بمسيطر، هل أنتم أحق من الرسول في السيطرة والهيمنة؟ «.. كما ضرب أمثلة من الواقع بالقول: حقاً شر البلية ما يضحك لقد «قاتلنا الاشتراكيين لأنهم كفرة وقاتلونا لأننا ظلاميون ورجعيون ونقتل أنصار الله لأنهم يسربلون وشيعيون، ونقتل أهل السنة لأنهم يضمون، ويؤمنون في نهاية الفاتحة ولا يعترفون بولاية علي سواءً علي الأول أو علي الحالي.وهناك من استحق الموت لأنه لا يدعم القومية العربية أو لأنه ينتمي إلى سلالة معينة أو قبيلة معينة أو منطقة معينة أو حزب معين»..انفصال أم وحدة المحدد هو المصلحة العامةوحول الدعوات التي تتردد ويرتفع صداها بفك الارتباط قال «يجب أن نتفق أن عندنا مصاعب يجب التغلب عليها وبالنسبة للانفصال من عدمه يجب أن نجعل المصلحة العامة كسقف، ونتحاور ..هل المصلحة العامة في الانفصال؟ ليكن أم إن المصلحة العامة في الوحدة؟ ليكن أو أم إن المصلحة العامة في شكل آخر؟ ليكن...بمعنى حتى لو أردنا أن ننفصل يجب أن ننفصل باتفاق، أما بالحرب فسندمر اليمن كله..مضيفاً ما قاله سابقاً بأن الجنوبيين كانوا أكثر وحدوية منا، وكانوا أكثر حماسة منا. يكفي أنهم عملوا رئيساً من الشمال، إحنا مش راضين ننزل إلى ذمار. في 1994م حارب ثلثا الجنوب من أجل قضية الوحدة، اليوم معدفيش ولا واحد.عن الظلم الشمالي والظلم الجنوبيويقول يا أخي «صحيح أن البعض قد يحتج بأن هناك مظلومين آخرين في البلاد! يجب أن نفرق بين مظالم سكان تعز أو سكان الحديدة او سكان أي محافظة أخرى وبين مظالم الجنوب. الجنوب دولة، دخل الوحدة في اتفاق دولي.. كان شريكك، أدخلك إلى بيته تقوم تطرده؟! شيء غير منطقي فمثلاً لما واحد يصيح من الظلم نقول له: ليش أنت تصيح وهذا ما يصيحش، وهو مظلوم مثلك!..هذا يذكرني بقصة: سواق مصري حَشش، مشي بسيارته صدم اثنين واحد مات وواحد اتكسر اللي مكسر يصيح من الألم فنزل السواق لعنده وقال له أسكت يا قليل الأدب اللي مات ساكت وأنت جالس تزعجنا بصياحك.