عضو مؤتمر الحوار عن قائمة رئيس الجمهورية القبطان سعيد اليافعي:
صنعاء / 14 اكتوبر :قدم القبطان/ سعيد عبد الله اليافعي رئيس تجمع الجنوبيين في صنعاء عضو مؤتمر الحوار عن قائمة رئيس الجمهورية عددا من الملاحظات والآراء حول ما قدم من أوراق عمل لفريق بناء الدولة ( الدستور : بناؤه وأسسه ) عن هوية وشكل الدولة القادمة.وقال اليافعي في ورقة تقدم بها لفريق عمل بناء الدولة بمؤتمر الحوار حصلت صحيفة ( 14 اكتوبر ) على نسخة منها: استمعنا إلى المداخلات وقرأنا أوراق العمل المقدمة من المكونات المختلفة الممثلة في هذا الفريق، أكانت بأسماء مكوناتهم أو بأسمائهم الشخصية، ولم نجد في معظمها ما يبعث على التفاؤل بأن هذا الفريق، وبالنهاية مؤتمر الحوار الوطني، سيخرج بالنتائج التي يتطلع إليها الشعب اليمني في شماله وجنوبه، وهو نظام جديد يسوده العدل والمساواة من خلال تأسيس دولة مدنية حديثة اسما ومحتوى وتطبيقا.وأضاف اليافعي: لعلكم تتذكرون أيها الإخوة والأخوات ولا بأس من أن أذكركم من جديد ، بأن عملنا في هذا الفريق مرتبط ارتباطاً جذرياً بعمل فريق القضية الجنوبية، وانه لا يمكن لنا أن نتخذ أي قرارات أو نحدد أي رؤى حول هوية أو شكل الدولة القادمة، أو حول أي من المكونات الأخرى المكلف بها فريقنا والمؤدية إلى وضع الأسس لصياغة الدستور الجديد إلا بعد أن تتضح الرؤية لدى الفريق المسئول عن مناقشة القضية الجنوبية وتحديد شكل العلاقة بين الشمال والجنوب، منبها الى أن الهدف الأساسي من مؤتمر الحوار الوطني الشامل هو إخراج اليمن من وضع اللا دولة الحالي إلى وضع يسوده الأمن والاستقرار والازدهار، وهذه الأهداف الثلاثة النبيلة مرتبطة ارتباطاً عضوياً فيما بينها، فلا إستقرار يتحقق بدون أمن، ولا تنمية وازدهار يتوفران بدون استقرار، وعند ما نتحدث عن أمن واستقرار وتنمية وازدهار، فإننا نعني بذلك اليمن بكامله لأنه من غير المنطق والمجافي للواقع أن نتصور انه بالإمكان تحقيق هذه الأهداف في جزء من اليمن بينما جزء آخر مضطرب وغير مستقر أو آمن.واشار اليافعي في ورقته الى أن ما ورد في معظم أوراق العمل المقدمة أكانت حول هوية أو شكل الدولة القادمة وبالذات من قبل الأحزاب الرئيسية لم تبعث على التفاؤل، كون المؤتمر يعقد تحت إشراف ورعاية المجتمع الإقليمي والدولي الذي عمل على إنقاذ اليمن من ويلات الحرب الأهلية المدمرة من خلال المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية والذي يأمل، أي المجتمع الإقليمي والدولي، أن يسود اليمن الأمن والاستقرار والازدهار من خلال مخرجات هذا المؤتمر، وهذا لن يتم إلا متى ما توافق اليمنيون على حل جميع مشاكلهم وفي مقدمتها القضية الجنوبية وقضية صعده، لأنه بدون حل تلك المشكلتين بما يرضي أبناء تلك المناطق، فان عمل مؤتمرنا وقبله فريقنا كمن يحرث في البحر، وللأسف الشديد إن معظم الرؤى المقدمة لم تعط آمال من يشرفون علينا ناهيك عن آمالنا أي اعتبار، وكأن الأمور في اليمن على ما يرام ومطلوب فقط معالجة المشكلة البسيطة المتعلقة بالنظام الحالي شديد المركزية، مشيرا إلى ان بعض الأوراق اقترحت نظام أقاليم بأعداد مختلفة، وأخرى لأحزاب رئيسية للأسف، ترى أن الأمر لا يتعدى كونه إعطاء قليل من الصلاحيات الإضافية لنظام الحكم المحلي المعمول به حاليا، والذي بإقرار الجميع قد فشل فشلا ذريعا متناسين أن محافظة بكاملها (صعدة) وأجزاء من ثلاث محافظات أخرى في شمال الشمال تقع خارج سيطرة الدولة المركزية بسبب ست حروب ظالمة (باعتراف من شنوها ) على تلك المناطق.ولفت الى انه باعتراف الجميع أن حل القضية الجنوبية هو المفتاح لنجاح أو فشل مؤتمر الحوار الوطني، وعند ما نقول حل القضية الجنوبية فإننا نعني حلها بما يرضي أبناء الجنوب، لأن أي حلول تطرح وهي غير مقبولة للجنوبيين بالنهاية لا تؤدي إلى الغرض المنشود وهو الأمن والاستقرار والازدهار، وبناء على ذلك قررت اللجنة الفنية للتحضير لمؤتمر الحوار الوطني وربما بإيعاز من الفريق الاممي برئاسة الأستاذ جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن الذي رافق واسند اللجنة الفنية في أعمالها من البداية وحتى النهاية، قررت أن تضع القضية الجنوبية على رأس القضايا التسع المطروحة أمام المؤتمر، وأضافت عنصر المناصفة بين الشمال والجنوب في قوام المشاركة، ومرة أخرى أقولها بأسف شديد أن الروئ المقدمة من قبل معظم المشاركين تجاهلت بشكل كامل ما يحدث في الجنوب وكأنهم لم يسمعوا بأن هناك ثورة شعبية انطلقت في جميع أجزاء الجنوب ولم تهدأ منذ عام 2007م، واستمرت بسلميتها على الرغم من سقوط حوالي ألفي شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى على أيدي أجهزة الأمن المختلفة، والزج بمئات الشباب في السجون لسبب وحيد وهو التعبير عن آرائهم السياسية بطرق سلمية، كما لم يأخذ معدو الأوراق المقدمة للفريق ، الملايين الذين خرجوا في مظاهرات هادرة ومن مختلف محافظات الجنوب ولست مناسبات متتالية ترفض مؤتمر الحوار الوطني وتطالب بحق تقرير المصير الذي تكفله المواثيق الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان التي صدقت عليها الجمهورية اليمنية.وأكد اليافعي: نحن إذا جميعا، نسعى نحو تأسيس دولة مدنية حديثة ديمقراطية تعددية تؤمن بالرأي والرأي الآخر ونؤمن فعلا بتطبيق هذه المصطلحات الرائعة فما هو المانع من أن نسمع رأي شريحة كبيرة من هذا الشعب ، أي شعب الجنوب، كانت له دولة ذات سيادة ومعترف بها في كافة المنظمات الدولية والإقليمية وتشكل مساحتها ثلثي مساحة الجمهورية اليمنية، لماذا لا نعطيه الفرصة في أن يقرر مصيره بنفسه لأننا إن فعلنا ذلك، ومن خلال ذلك فقط سنحقق الأهداف التي ننشدها في هذه البقعة المضطربة من العالم وهي الأمن والاستقرار والازدهار.وتساءل اليافعي: إذا لم يخرج هذا المؤتمر بمقترحات لحل القضية الجنوبية حلا عادلا وبما يرضي أبناء الجنوب، فهل ستختفي القضية الجنوبية وتتبخر في الهواء؟.. أم أن الجنوبيين قد برهنوا من خلال صمودهم لستة أعوام متتالية دون كلل، و رغم تضحياتهم الجسيمة بالشهداء والجرحى والمعتقلين، بأنهم سيستمرون في نضالهم حتى تتحقق مطالبهم، مما يعني أن اليمن لن يرى الأمن والاستقرار الذي ينشده، وفي هذه الحالة هل سيتحقق مبتغانا في تأسيس دولة مدنية حديثة تخرج اليمنيين من الأوضاع الأمنية والاقتصادية والاجتماعية المتردية التي يعيشونها حاليا ؟؟ إضافة إلى ذلك.. عليكم التفكير بعمق في الأخطار الاجتماعية التي بدأت تلوح في الأفق ولكن بوضوح وهو تشطير العقول والقلوب وانتشار الكراهية الشطرية بسبب استمرار عدم الاهتمام بحل القضية الجنوبية، وهذا أخطر بكثير من تشطير الأرض فكما قال البعض انه ربما أفضل أن نكون شعباً واحداً متحاباً متعاضداً في دولتين، على أن نكون شعبين متكارهين في دولة واحدة.