كلمات
نتحدث دائماً عن خطر الأخونة كوزراء وحكومة وفي مجال القيادات العليا، ولكن الأخونة الأخطر هي ما يحدث في القواعد: مدرسة.. مجلس محلي.. مستشفى... إلخ، هذه هي الكارثة، وهذا هو الفيروس السرطاني الذي يتغلغل ببطء وينتشر ويتوغل داخل أنسجة ونخاع المجتمع، هناك مثال صارخ يحدث في الإسماعيلية وبالتحديد في مستشفى الإسماعيلية التخصصي الجامعي الذي يريد الإخوان تحويله إلى طوارئ لزوم التلميع الانتخابي ووضع أيديهم علي ميزانية جمعتها الجامعة بشق الأنفس، بل ووصل البرود الإخواني، وهذا لفظ مهذب، إلي حد دعوة الأساتذة إلي اجتماع في الحرية والعدالة لإقرار الموضوع وعمل تحقيق في الأهرام وقناة 25 يناير للضغط على كلية الطب وجامعة قناة السويس. الحكاية باختصار كما يحكيها بعض الأساتذة في كلية طب قناة السويس، ظل مبنى المستشفى الجامعي الجديد متعثراً وخاوياً لمدة ثلاثة عشر عاماً. لا تمويل.. لا ميزانية.. لا أجهزة وتجهيزات. في عام 2007 قرر مجلس جامعة قناة السويس تسميته المستشفى الجامعي التخصصي بدلاً من مستشفى الطوارئ. كانت الفكرة وراء ذلك أن يقدم خدمة اقتصادية شبيهة بما يقدمه مستشفى عين شمس التخصصي، وفي نفس الوقت أن يغطي تكلفة الخدمة المقدمة بلا أجر للمستشفى. فالإسماعيلية تفتقد وجود مستشفى قادر علي إسداء خدمة طبية متميزة لتعاقدات الشركات والنقابات والعلاج الخاص، بعد أن تم إقفال المركز الطبي التابع للجامعة منذ أكثر من 15 سنة، اغتاله حيتان العلاج الخاص وأصبحت الجراحات تجري في مستشفيات تحت بير السلم لا تليق بآدمية المرضي ورسالة مهنة الطب. في نفس الوقت تدهورت حالة المستشفي الجامعي وتجهيزاته بشكل مستمر نتيجة ضعف ميزانية التعليم العالي والضغط الرهيب عليه.استطاعت إدارة المستشفى الجامعي مع إدارة كلية الطب تدبير مبلغ 30 مليون جنيه لافتتاح المستشفى التخصصي في بداية عام 2013. ذلك المبلغ سيوفر حداً أدني من التجهيزات لافتتاح المبنى وتشغيله اقتصادياً، وفي نفس الوقت تخصيص 30 سريراً للعناية المركزة تخدم الإسماعيلية بنفس شروط أسرّة العناية في المستشفى الجامعي القديم. وفجأة بدأ لعاب جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة في التدفق، تذكروا أن المبني كان مخصصاً كمستشفى طوارئ وتناسوا أن مجلسي الكلية والجامعة منذ 5 سنوات أخذا قراراً بتحويله إلى مستشفى جامعي تخصصي وأقروا له لائحة عين شمس التخصصي، بدأت الحرب، وتصدي أستاذ جراحة إخواني لقيادتها عبر تحقيقات مغلوطة بصحيفة الأهرام تتهم إدارة المستشفى باستخدام طريقة الأمر المباشر لشراء التجهيزات، وهو أمر عار من الصحة، وتدافع عن مجانية العلاج وتحويله إلى مستشفى طوارئ (180) سريراً بالكامل، وبدأت حملة ضارية من الإخوان بالإسماعيلية حول الموضوع، وتصرفوا كأنه عزبة السيد الوالد واستدعوا إدارة المستشفى إلي مقر الحزب (الحرية والعدالة) لتقرير أمر المستشفى وتحويله إلى مستشفى طوارئ، رفضت إدارة المستشفى، ورفض مجلس الكلية والجامعة تدخُّل أي حزب في شئون الجامعة واستقلالها. لم يستطع أن يفعلها الحزب (الوطني) سابقاً، وها هو حزب (الإخوان) يفعلها. الأكثر مدعاة للسخرية هو بدء تلقي إدارة الكلية والمستشفى والأطباء تهديدات بالقتل عير الفيس بوك وSMS، والتلويح باحتلال مستشفيات الجامعة، وتكوين سلاسل بشرية لمحاصرتها. كل ذلك من قبَل ميليشيات وكتائب الإخوان الإلكترونية. في اجتماع مجلس الكلية الأخير في 14 مايو 2013 تم اتخاذ القرارات التالية بالإجماع: تقديم شكوي قانونية ومطالبة رئيس الجامعة بتحويل الأستاذ الإخواني للتحقيق، تجديد الثقة بإدارة المستشفى، التمسك بقرارات مجلسي الكلية والجامعة بتحويل المستشفى إلى مستشفى تخصصي، ورفض الاستغلال السياسي والحزبي للجامعة.الغرض الحقيقي من شهوة الإخوان الجامحة هو افتتاح المستشفى بأي ثمن قبل الانتخابات البرلمانية وقص شريط الافتتاح، وبعد ذلك لا شيء يهم!.. المستشفى في حالة التشغيل المجاني يحتاج مائة مليون جنيه مصاريف تشغيل سنوية فما بالك بالتجهيزات؟! هم يعرفون أنه سيغلق بعد شهرين من طريقة افتتاحه لو تمت إخوانياً، ولكنها الانتخابات وانتهازية من يخوضها، الإسماعيلية لا يوجد بها مستشفى واحد لائق لتقديم خدمة اقتصادية.. الإسماعيلية بها نقص خطير بأسرّة الرعاية المركّزة! الجامعة بها فقط عشرة أسرّة، والهيئة أربعة، وأهل الإسماعيلية يموتون أثناء البحث عن سرير عناية، وكله عند الإخوان انتخابات وتمكين.