مدير عام قناة عدن الفضائية في حديث صريح لصحيفة :14اكتوبر
حاوره / عيدروس نورجي - تصوير / محمد عوض يعتبر تلفزيون عدن أقدم تلفزيون على مستوى الوطن والدول المجاورة قدم خلال مسيرته عطاءات إبداعية ما زالت تتوارثها الأجيال وما زال يواصل عطاءه بنفس الوتيرة من خلال كوادره التي شربت من مختلف معارف البلدان في مجال الصحافة التلفزيونية والإخراج والدراما والهندسة وهندسة الصوت وغيرها من الجوانب الخاصة بالتلفزة والإذاعة وما زالت هذه القاعدة الركيزة التي ينطلق منها التلفزيون في كل جوانب الإبداع المختلفة.رغم ما تعرض له خلال مختلف المراحل من تدمير وتفتيت لكوادره وتغييب لتراث وماضي هذا الجهاز وما زالت مكتبته شاهدة حية على هذا التاريخ التليد.ومن هذا المنطلق أجرينا هذا الحوار مع الأخ محمد أحمد غانم مدير عام قناة عدن الفضائية أوجزناه في السطور التالية: - تلفزيون (عدن) أحد معالم مدينة عدن وأقدم تلفزيون في الجزيرة والخليج كيف تنظرون لمهمة توليكم إدارة هذا الموقع الإعلامي المؤثر؟-- في البدء ارحب بكم اجمل ترحيب كما اشكركم على موقفكم التضامني مع القناة والعاملين فيها. وبمناسبة الأول من مايو انقل عبركم لكل اعلاميي اليمن عموماً وقناة عدن وابنائها خاصة اجمل التهاني والتبريكات.فيما يتعلق بسؤالكم عن مهامي في هذه القناة العريقة هي استكمال لما بدأه الزملاء رؤساء القطاعات السابقون واهم تلك المهام الحفاظ على هوية القناة كأداة اعلامية مؤثرة تواكب التحديات الجديدة التي تواجه اليمن الجديد ذلك من خلال نقل الصورة للمشاهد بكل شفافية ومهنية ملتزمة بالثوابت الوطنية واعتبار القناة قناة الشعب والمعبرة عن ارادته وطموحاته والقناة اليوم هي مرآة عاكسة لما يعانيه المجتمع من هموم سياسية واقتصادية واجتماعية وقد فتحت ابوابها لكل اطياف العمل السياسي في البلاد ولم تعد كما كانت في السابق ونحن نولي قضايا الوطن والمواطن جل اهتمامنا لخلق إعلام إبداعي مؤثرة ذات مصداقية شفافة. - تعرض التلفزيون لعملية إهمال وتدمير منظمة وجعلته يفقد بريقه وتأثيره على محيطه هل لكم باستعراض أهم الموروثات التي تواجهونها حتى اليوم؟-- قناة عدن تعرضت في الفترة السابقة لتهميش واضح اصابها بشكل مباشر افقدها الحيوية والحركة وصارت مشلولة حيث منع عنها قطع الغيار، وموازنة محدودة فرضت عليها واوشكت ان تتوقف ولولا جهود العاملين فيها وموقفها البطولي لكانت هذه القناة في خبر كان لقد فرضت عليها سياسات اقصائية جعلت منها بوقاً متخلفاً فارغاً من كل محتوى وقد كانت هناك نوايا سيئة تريد ايقاف هذه القناة عن البث حتى يتم إنهاء آخر معالم عدن الإعلامية الإبداعية . - ارشيف مكتبة القناة تعرض ويتعرض للاهمال والسرقة وهو يحتوي على تراث هام لمراحل تاريخية منذ الستينات حتى الان ، هل لكم ان تسردوا لنا ماتعرض له ومشاريعكم في نقل وحفظ هذا التراث الوطني ؟ -- قناة عدن زاخرة بكل أنواع الفنون محلياً وعربياً ولديها مخزون وارشيف يحتوي على تاريخ طويل من العمل السياسي والنضالي يمتد عمره من الستينات وحتى اليوم وللاسف الشديد خلال الفترة السابقة اهملت المكتبة بصورة متعمدة ومقصودة وكان الهدف هو ضياع وطمس الهوية الوطنية للمكتبة وإفراغ ذاكرة الوطن وتاريخه وفي العام 95 وفي يوم اسود وليلة حالكة السواد تم نقل اكثر من اربعة آلاف شريط بوصتين الى قناة اليمن في صنعاء والهدف في ظاهره نسخ تلك الاشرطة الى جيل جديد من الاشرطة الحديثة ومع مرور الزمن اتضح ان من قام بهذا الفعل المشين كانت له أهداف اخرى يعرفها القاصي والداني وخير دليل على ذلك ماتبثه قناة السعيدة وقناة ازال وقنوات أخرى وقريباً سوف نفتح حواراً اخوياً مع زملائنا في قناة اليمن لاستعادتها لقناة عدن ونعمل حالياً على نقل اشرطة فئة بوصة الى اشرطة الديجتل الحديثة بعد أن قام المهندس فضل على الدقم وزملاؤه بإصلاح جهاز الفيديو الذي كان متوقفاً لعدة سنوات بعد ان يئس الجميع من اصلاحه وحالياً نعمل على إيجاد تمويل مالي عبر المؤسسة لإعادة صيانة المكتبة وإصلاح أجهزتها وتزويد المكتبة بمكيفات سعة عشرة طن للحفاظ على أرشيفها وقد تم مؤخراً توفير جهاز كمبيوتر مزود ببرنامج خزن وحفظ الاشرطة يسهل عملية الاحتفاظ بالأصول وبه ايضاً نظام الإعادة كما يتم اليوم إعادة فحص محتوى شريط إعادة تبويب وفرز للأشرطة وعملية نقل الأشرطة ليست بالمهمة السهلة كما يعتقد البعض ولازال العمل جارياً بصورة مستمرة وحالياً نعرض على الشاشة بعض الأعمال الفنية وغيرها لنعيد للمشاهد ذاكرته التي كاد ان ينساها وهذا العمل يعد اهم المشاريع التي نحن وزملاؤنا عازمون على مواصلته حتى النهاية .- هناك صعوبات فنية تواجه القناة في الآلات والأجهزة بسبب المركزية وقلة دعم البرنامج الاستثماري للقناة .. ماهي معالجاتكم في هذا المجال؟-- الحقيقة هذه قضية مزمنة فكل أجهزة المحطة خارج الجاهزية وعمرها الافتراضي انتهى منذ اكثر سبع سنوات ولنا متابعات مستمرة ودائمة ولكن لا شيء إيجابي ولكن اعتمادنا الاساسي يظل كما هو في السابق على المهندسين والفنيين اصحاب الخبرة في تجاوز كل المعضلات الفنية فاستيراد الاجهزة مركزي والبرنامج الاستثماري يعد في المركز في المؤسسة بصنعاء ولا دخل للقناة فيه فدورنا فقط الرفع بكشوفات الاجهزة وقطع الغيار والباقي على الله.- تنمية الكوادر البشرية للقناة من أهم عوامل نجاح واستمرار العملية الإعلامية والفنية .. هل لديكم خطة بتأهيل الكوادر الاعلامية والفنية؟--الدورات التأهيلية للفنيين من مختلف التخصصات ايضاً من مسؤولية المركز في المؤسسة في صنعاء وهذه مشكلة اخرى ونسبة التأهيل والتدريب محدودة حتى لو عملنا خطة التأهيل فالمركز بيده كل شيء .- يتساءل الناس عن ضياع الهوية المحلية للمواد والموضوعات والبرامج والأغاني التي تبثها القناة خلال الفترة الماضية .. ماهو توجهكم للاستفادة من إرشيف القناة في إعادة بث اغاني وبرامج لأعلام الغناء والفن والادب والصحافة والسياسة؟-- الكل شاهد الفرق في نوعية البرامج التي تقدم اليوم والتي كانت تقدم في السابق والفرق واضح بشكل جلي من حيث المضمون والمستوى الفني والإخراج وحالياً تبث القناة برامج متنوعة وفي كل التخصصات سياسية واقتصادية وثقافية وفنية وشبابية إضافة الى برامج الأطفال.وقد راعينا في خططنا البرامجية ذوق المشاهد ومايرغب في مشاهدته من خلال البرامج المتنوعة نخاطب كل فئات المجتمع ونحاول تقديم الأفضل على الرغم من قلة الإمكانيات المتاحة للقناة لازلنا نشعر حتى هذه الساعة بأننا لم نقدم مايرضي المشاهدين ولكننا نواصل العمل بكل الوسائل لإعداد برامج نوعية مهنية ذات مضامين عالية المستوى ترضي المشاهد المثقف والسياسي والموسيقي وكل أذوق الناس اضف الى ذلك ان القناة قد قامت بتغطية كل الفعاليات الوطنية والدينية ومنها ماتم تغطيته مؤخراً (مؤتمر الحوار الوطني) خلال واحد وعشرين يوماً دون ميزانية معتمدة ومقرة للقناة من المؤسسة فقد تمت التغطية من نفقات القناة إضافة الى برامج شبه يومية حول مؤتمر الحوار وقضايا مصيرية اخرى دون ميزانية من المؤسسة .. كل البرامج التي بثتها وتبثها القناة خارج الخارطة البرامجية لم يتم تعزيز القناة خارج الخارطة البرامجية ولم يتم تعزيز القناة بريال واحد من المؤسسة كل ذلك من حساب موازنة القناة. علماً بأن ميزانية القناة الباب الثاني ضئيلة لا تقاس مع ماهو مطلوب منها لتنفيذ 22برنامج إضافة الى مصاريف واجور برامج ونفقات مختلفة كثيرة ولكن والحمد لله خرجت القناة من دائرة العجز المزمن وتدفع الأجور كاملة لكل المستحقين حتى شهر إبريل 2013م وجزء كبير من مديونية الغير.علماً بأننا قد قمنا بأعمال كثيرة داخل القناة خارج موازنتها وبدعم من محبي ومشجعي القناة فلهم جزيل الشكر والتقدير لما قدموه من مساعدات وهي كثيرة ومتنوعة.وأجدها فرصة طيبة لتقديم الشكر والإحترام للأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية لما قدمه من دعم سخي للقناة فكان له الفضل الأول بعد الله في الدعم والمساندة للقناة.- لديكم مشروع طموح هو المبنى الجديد للقناة الذي ينفذ على مراحل .. هل لكم شرح مراحل هذا المشروع واهدافه ؟ . -- حالياً نعمل ويعمل معنا الأخرون من اجل الوصول لبناء مشروع قناة عدن المرحلة الأولى هذه المرحلة تشمل استوديوهين اثنين إنتاجي وأخباري يضاف إليهما غرف فنية وغرف مراقبة ومساحة المشروع للثلاث المراحل حوالي ثلاثة عشر الف متر مربع مع ملحق للكهرباء والمشروع يقع في منطقة حقات في كريتر وتم تصميم هذا المشروع في الإدارة العامة للمشاريع في المؤسسة بالمركز في صنعاء وهي التي تتابع المشروع منذ إقراره في العام الماضي ونحن بدورنا نقدم الشكر والتقدير للأخ/ المهندس لطف الخولاني ولكل زملائه وطاقمه الهندسي الذي اعد المواصفات والتصاميم واليوم يتابع تنفيذ المشروع وقد اعتمدت موازنة المشروع المرحلة الأولى كما اعتمدت ميزانية الاجهزة والمعدات الفنية للاستديوهات من شركة سوني ومدة إنجاز المرحلة الاولى ستة اشهر وهذا المشروع عند الانتهاء من مراحله الثلاث من البناء والتجهيزات سوف يكون احد معالم مدينة عدن.- يلاحظ المشاهد ضعفاً في قدرات المذيعين ومقدمي ومعدي البرامج .. هل توجد لديكم خطط تأهيلية والاستفادة من الكوادر من خارج المؤسسة في اعطاء توجيهات ونصائح والمساعدة ؟ . -- هذا السؤال له أهمية خاصة كون المذيع او المذيعة هو وجه الشاشة فينبغي ان يكون لهذا الوجه خصوصية نوعية لمواجهة المشاهد من حيث قدرات المقدم حيث تكون لغته سليمة وذات ثقافة وحظور جذاب وشكل مقبول بنسبة معقولة وهذه المواصفات بعضها تجدها والبعض لا تجدها وفي المحصلة النهائية هي نسبة للكل.هذا الأمر يهمنا جداً كما يهم المشاهد وفي الفترة الاخيرة ظهرت على الشاشة نخبة من المذيعين الشباب من خلال قراءة نشرات الأخبار وتقديم البرامج وخلال شهرين من ظهورهم استلمنا اشادات كثيرة جداً من المشاهدين معظمهم وبنسبة عالية اعتبروا هذه الخطوة نوعية وإيجابية واشادوا بما قدموه خلال برامج القناة او لقراءتهم للأخبار نحن سوف نعمل جاهدين على إعداد دورة تأهيلية جديدة بالتعاون مع جامعة عدن لتطوير قدرات ومهارات المذيعين والمذيعات في القناة مستقبلاً.كما ان القناة سوف تقيم دورة تدريبية للشباب في مجال المونتاج الالكتروني حيث سيتم تدريبهم على الاجهزة الجديدة للمونتاج ولمدة اسبوع.وبالمناسبة هناك مجموعة من الشباب المبدعين خريجي كلية الاعلام من جامعة عدن وبعض المعاهد الفنية لديهم قدرات ابداعية في مختلف التخصصات وقد اثبتوا مقدرة غير عادية في العمل لتطوير مهاراتهم وحالياً تعتمد القناة عليهم في تغطية معظم البرامج كالإخراج والتقديم والاذاعة والتصوير والمونتاج واجدها فرصة لاوجه كلمة لهم أنتم ابناء هذه القناة والمستقبل امامكم اعملوا بجد واخلاص وتفان طوروا مهاراتكم وقدراتكم المهنية وتحلوا بالصبر وتعاونوا فيما بينكم لتواجهوا كل التحديات انتم الجيل القادم وانتم من سيتحملون مسؤولية وحفظ هذه القناة بيتكم الثاني كونوا عوناً وسنداً لهذه القناة وابتعدوا عن المنافقات والإساءات قفوا صفاً واحداً امام من يريد هدم هذا الصرح العملاق وفقكم الله وإلى مزيد من الخلق والابداع.