في ذكرى وفاة م . صالح فليس
أسجل اعترافي أن الأربعاء، الفاتح من مايو 2013م كان يوماً من أيام العمر ذلك اني رافقت أخي وصديقي م/ أحمد عكاشة من طيران اليمنية ومن الأبناء الأبرار لشركة (اليمدا) المغتصبة الى مسكن م/ صالح محمد أحمد فليس، رحمه الله المدير السابق للإدارة الفنية كبير مهندسي (اليمدا) وضم مجلس المقيل في المنزل المذكور في حي منازل الطيارين والمهندسين بمنطقة الممدارة، مديرية خورمكسر (المجاورة لممدارة الشيخ عثمان) ومن تلك الكوكبة موسوعة الطيران المدير التجاري لشركة (اليمدا) المغتصبة اليمنية الغاصبة وم/ ماهر اغبري من قامات هندسة الطيران بعدن.أكتسب المجلس حيوية فائقة عندما افرغ الاخ/ صالح عبدالله سعيد، المدير التجاري المخضرم والمتقاعد جزءاً لا يتجزأ من ذكرياته الفياضة ودونت منها الكثير لان مشوار حياته العملية هي جزء من شركة خطوط عدن الجوية وباسكو واليمدا وتقاضى الملاليم في مشروع لصالح الوطن، اما في أيامنا هذه ايام الهبر والفساد والراتب بالعملة البالغ عشرة آلاف دولار للمدير الحالي لليمنية ويشهد الله انه لا يستحق حتى الألف دولار لكنه الفساد وسراب اسمه الوطن وأكذوبة اسمها اليمن وكما قلت ان دائرة الحيوية والأهمية اتسعت بحديث هاتفي مع العامة الكبرى التي لا نظير لها في الجزيرة والخليج الا هو خبير الطيران الكبير م/ سعيد ناجي سنان الذي يحمل شهادات في الهندسة من السيارة الى الطيارة من منظمات دولية والذي تحترمه الشركات المصنعة للطائرات الداش والبوينج والايرباص وصدقوا او لا تصدقوا ان هذا العملاق لا راتب له ولا معاش ولايسع المرء امام هذه المرارة الا ان يصرخ بمل فمه (ملعون ابوكي بلد). رحل عن دنيانا الفانية الى دار البقاء والخلود في جنات ونهر في مقعد صدق بين يدي مليك مقتدر المغفور له بإذن الله المهندس صالح محمد احمد فليس يوم الجمعة، 12 ابريل 2013م وفاضت روحه الطاهرة الى ربها شاكية له ظلم العباد الذين اخذوا منه ستة ملايين ريال على اساس ان معاشه سيرتفع لكنهم كذبوا عليه وتراكمت الحسرة والحزن فمات كمداً وقد استعاذ رسول الله من قهر الرجال.راحلنا صالح فليس من مواليد لبعوس (يافع) عام 1954م وتلقى مراحل دراسته الابتدائية والمتوسطة والثانوية في زنجبار ومن زملاء دراسته نبيل غانم وحسن علوي وناصر البطاطي وذلك في العام 1974م.تقرر في ذلك العام تسيير طائرات البوينج في أسطول طيران اليمن الديمقراطي (اليمدا) ممثلة بعملاقها سعيد سنان وقيادة الشركة ممثلة بمديرها العام أحمد مسعود علواني وعمالقة اليمدا الذين لا يتسع المجال لذكرهم والذين استعانت بهم خطوط طيران إقليمية وتم ابتعاث (20) طياراً و (20) مهندساً للتدريب والتأهيل في مصر واثيوبيا والولايات المتحدة الأمريكية ومنهم صالح محمد فليس وصلاح اغبري وماهر اغبري وسعيد اليريمي وفريد سنان ونائف وتوفيق والقائمة طويلة سنوردها مستقبلاً.بدأت رحلات اليمدا على متن البوينج الى الكويت في الفاتح من ديسمبر 1975م وخرجت اليمدا من نصر الى واشتهر طياروها ومهندسوها في زمن قياسي وكان المهندس صالح فليس من فرسان اليمدا الذي تحمل عن جدارة منصب كبير مهندسي اليمدا ومدير دائرتها الفنية. مات الرجل الذي قال لا عام 1992م شكلت لجنة من قيادة اليمدا من مختلف الدوائر برئاسة سعيد سنان وعضوية كل من صالح عبدالله سعيد وعبود الهاجري وصالح فليس وعبدالله الدخيل وكانت مهمة اللجنة تحديث اسطول اليمدا ووضع على طاولة التداول نقطة ادراج طائرة ايرباص وعند التصويت قال صالح عبدالله وصالح فليس (لا) وكانت لديهما حججهما منها أننا نتوقع فجاة طرح حقيقة دمج اليمدا ملكية دولة بالكامل مع اليمنية مشتركة بين الطيران السعودي والطيران اليمني وعليها ديون كبيرة.ومنها أيضاً ان الايرباص تحتاج لخطوط طويلة وتم شراء الايرباص وبعد الحرب وتحديداً في 20 ابريل 1992م تم اقصاء سعيد سنان واستبداله بالكابتن محمد سالم الشيبه وترك سنان وراءه مليارين 700 مليون ريال ووصلت اليمدا الى درجة الصفر وجرى ابتلاعها في 15 مايو، 1996م. شردت السلطات معظم كوادر اليمدا بعد عام 1996م واستوعبتهم شركات طيران اقليمية ومنهم الكابتن علي قائد والمهندس صالح فليس. سطر فليس مع عمالقة اخرين ملحمة طيران الجنوب التجاري المعروف باسم (اليمدا) الا فليشهد التاريخ على تلك العظمة.رحم الله فقيدنا صالح محمد فليس واسكنه فسيح جناته وألهم اهله وذويه الصبر والسلوان ـ إنا لله وإنا إليه راجعون.