الإعلام بوسائله المختلفة والمتعددة له من الأهمية البالغة في التأثير السلبي أو الإيجابي على تكوين الوعي الاجتماعي في أي مجتمع، وذلك وفقاً للسياسة العامة والمنهجية الفكرية لطبيعة النظام السياسي الذي يدير التوجه الذي ينبغي أن تقوم به منظومة العمل الإعلامي والأصل للدور الإعلامي العام هو العمل على ترسيخ وغرس القيم والأخلاقيات الإنسانية التي تعمل على خلق الألفة والتقارب الاجتماعي والعيش والتعايش السلمي والمشترك بين عناصر التكوين الاجتماعي لما فيها الحفاظ على روح الترابط والانسجام وعلاقات الحب والإخاء بين الناس في الحياة العامة وذلك بالبقاء على تلك التقاليد والعادات الاجتماعية التاريخية الحضارية الإنسانية كمكون أساسي للعلاقات الاجتماعية وتنمية الوعي الثقافي الوطني الذي يعزز العلاقة بين الإنسان والمواطن والأرض (الوطن) على أساس الولاء والوفاء والارتباط الوثيق بالقضايا والهموم اليومية المرتبطة بالحياة العامة للشعب باعتبارها إحدى أهم الموضوعات التي يجب أن تكون في متناول وصدارة أولويات العملية الإعلامية بحيث ينبغي لها أن تكون الناطقة بلسان الشعب والمعبرة عن قضاياه وهمومه وآلامه وأوجاعه والتعبير عن مشاعره وأحاسيسه ونقلها كما هي عليه وبحثها ومناقشتها وإيصال كل الآراء والملاحظات إلى جهات الاختصاص ذات العلاقة المباشرة وغير المباشرة بالحياة المعيشية اليومية والأمور الخدمية المجتمعية الأساسية.فالإعلام هو إحدى وسائل الاتصال والتواصل المجتمعي الداخلية والمرآة العاكسة لصورة الواقع المحلي إلى الرأي العام الخارجي و فيه أحد أشكال التواصل مع العالم الخارجي فالمهنية تصبح ضرورة بالإضافة إلى الكفاءات لضمان التعامل والتفاعل الإيجابي مع المعلومة والتزام الأمانة والنقل الحقيقي والموضوعي المهني للحقائق كما هي عليه في أرض الواقع ولهذا ينبغي على القائمين بإدارة العمل الإعلامي التزام واحترام الشفافية والمصداقية مع الكوادر الإعلامية المهنية بعيداً عن الحزبية والولاءات الشخصية الضيقة الأنانية والتطرف الفكري من خلال الانحياز لجهة أو شخص أو فكر ما على حساب الضوابط المهنية والأخلاقيات وآداب العمل المهني الإعلامي ويكون القائد لمنظومة العمل الإعلامي على المحك وتحت المجهر في كل سلوك أو أداء يقوم به ولو كان بسيطاً فيكون محل للنقد من مختلف الاتجاهات خصوصاً فيما إذا هناك مساس بقواعد وضوابط العمل الإعلامي أو بالكفاءات المهنية الإعلامية العاملة في الميدان الإعلامي وخصوصاً تلك الكادرات الإعلامية العاملة في بيئة عمل إعلامي منسجمة الأداء والعطاء ومشهود لها بالتفاني في العمل وتمتلك القدرة والمهارة في التعاطي مع الممكن كما هو على الواقع واستيعاب حاجات ومتطلبات مختلف الظروف والأزمات وتظل هذه الكادرات قامة وطنية شامخة في ديمومة العمل المهني واستمرارية التطور المواكب للمهارة المهنية لتقدم كل ما لديها بتفاني وحب للطبيعة المهنية الباحثة عن الخصوصية في كل بذل لخلق الأجواء والمناخات المناسبة الهادئة التي تعمل على فتح مساحات وفضاءات لحرية إبداء الرأي والتعبير والمشاركة الإيجابية في البحث والمناقشة المنطقية والعقلانية لمختلف القضايا الوطنية والسياسية بصورة ملتزمة وبمهنية إعلامية تمكن الفرصة للجميع في الإسهام في بناء اليمن الجديد بالأفكار والآراء البناءة التي تخدم عملية خلق التهدئة و إنجاح التسوية السياسية والوصول بسلام إلى بر الأمان.بصرف النظر عن ما يدور من تسريبات حول بعض التوجهات الساعية نحو أخونة الوسائل الإعلامية الإذاعة والتلفزيون وصحيفة 14 أكتوبر في محافظة عدن التي إن صحت فهي الكارثة غير المتوقعة في ظل ما تشهده الساحة السياسية من أزمات وتعقيدات بحاجة إلى التزام وتحكيم العقل والمنطق الذي يسهم وبشكل واع ومسؤولية وطنية في التهدئة وإنجاح التسوية السياسية والمبادرة الخليجية ومؤتمر الحوار الوطني الشامل لما فيه الصالح العام وهو الأمر الذي ينبغي من قيادة العمل الإعلامي وعلى وجه الخصوص الأخ وزير الإعلام الأستاذ علي العمراني أن يولي مثل هؤلاء الكادرات الإعلامية المهنية كل الرعاية والاهتمام والعناية اللازمة والتشجيع الذي لابد وأنه سيثمر مزيداً من العطاء الإيجابي الذي فيه المصلحة العليا للوطن والمواطن وخدمة التوجهات الإعلامية القائمة على الاهتمام والتركيز على ما يحقق المصلحة العامة للعمل الإعلامي الوطني الذي نريد وما ينبغي أن يكون عليه في يمن حر ديمقراطي مدني حديث.
|
آراء
محاولة أخونة إعلام عدن
أخبار متعلقة