كيف يمكن لمواطن مصري عادي ألا يندهش من سياسة نظام الحكم الحالي وهو يتعامل بمكيالين أحدهما مع جماعات الإسلام السياسي والآخر مع السياسيين ومنهم شباب الثورة، الذي يرجع الفضل الأساسى له فى إزاحة رأس النظام السابق، ويرصد المتابع أن هناك توزيعاً محكماً للأدوار التي تصب جميعها فى قناة مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين وفقاً لنظرية الأواني المستطرقة، فأنت تجد شخصاً يتحدث باسم الإخوان وآخر باسم الوسط وثالثاً يمثل جماعة أو تنظيماً أو حزباً ولكن الجميع يرفعون شعار الإسلام، ويطالبونك بألا تندهش إذا كان الخطاب «الإسلامي» الحالي لا يقترب من جوهر الدين الإسلامي أو مبادئه إلا بالقدر الذى يسمح بتحقيق المآرب السياسية ومقاعد السلطة.. فصحفنا وقنواتنا تمتلئ هذه الأيام بتصريحات لرموز هذه الحركات «الإسلامية» وجميعها تخدم خطة جماعة الإخوان بهدم الدولة التي نعرفها وإقامة كيان على هوى تفكيرهم، كأن تكون مصر مثلاً ولاية في دولة الخلافة التي ذقنا في ظلها كل صنوف العذاب والإذلال وأقربها الإمبراطورية أو الخلافة العثمانية التى لا اسم حقيقياً لها سوى أنها دولة احتلال.. خذ مثلاً هذا الذي لا يكف عن التشكيك في الجيش وتجريح قياداته، وأظنه يلتقي مع ما سبق وأعلنه بعض قادة الإخوان وعلى رأسهم المرشد.. وبالتزامن معه يهدد آخر أمن الدولة، ويحاصر مقرها ويبدو ظاهراً أن الحصار بات الأداة المفضلة في تنفيذ الهدف، حيث سبق ونجحت «الخطة» في المحكمة الدستورية العليا وأعيد اتباعها في مدينة الإنتاج الإعلامي.. ولكن «الجهود» التي يبذلها هؤلاء تحت سمع وبصر الدولة مما يؤكد رضاءها الكامل، بل ومباركتها التامة، لم تحقق النتائج المرجوة ومن هنا كان الإصرار على مواصلة المعركة.. معركة تقويض الدولة المصرية فإذا بأحد الوجوه «الإسلامية» شديدة السماحة وذات الماضي الناصع البياض، يخرج علينا «مطمئناً» بأن قواته جاهزة لتشكيل شرطة شعبية وقضاء بديل؟! وحتى تكتمل جهوده فإنه يريد التخلص من «الإعلام الفاسد!» والنظام لا ينبس ببنت شفة، كأنه «يتفرج» مثلنا، ولكن بدون أي اندهاش، حيث الاندهاش لنا فحسب.. حتى تهديد الرجل الشديد السماحة بأنه «إذا نزل الإسلاميون سيقضون على كل الطواغيت الصغار الذين يريدون إفشال المشروع الإسلامي، والجماعات الإسلامية ستكون على رأس من يتصدى لهؤلاء الفاسدين.. واللي يفوت هيموت»؟!هل يمكن أن يقتنع إنسان متوسط الذكاء بأن هؤلاء جميعاً يصرحون يميناً وشمالاً، باتجاه تفكيك الدولة وتقويضها وادعاء أن الكل فاسد إلا هم وجماعاتهم، ويشفعون هذه التصريحات بتهديدات صريحة، بأن هذا الجنون يندرج تحت بند حرية الرأي؟ ومنذ متى صار التهديد بالقتل والذبح رأياً من الأساس لا سيما أن لهؤلاء سجلات حافلة في الإرهاب والقتل وحل أي خلاف سياسي بطلقة رصاص وهذا أضعف الإيمان.. الأكيد إذن أنهم «أوانٍ»، تصب في قناة مكتب الإرشاد ومخططه تجاه مصر، وإلا.. فهل يعقل أن يتم حبس الشباب الثائر، مثل أحمد دومة، وغيره من زملائه الذين أقصى ما فعلوه هو رفع شعارات معارضة للرئيس ودون أدنى تلويح بحرق البلد وقطع رقاب المعارضة، والأهم.. بلا أية إشارة على الإطلاق إلى هدم الدولة المصرية وإقامة كيان يسعون إلى فرضه، بإلباسه عباءة الإسلام.. فمن أعطاهم حق احتكار الاسلام.
|
آراء
الأواني «الإسلامية» المستطرقة
أخبار متعلقة