فعلها الحزب الاشتراكي دون تلكؤ أو خوف، قطع الطريق على أصحاب الخطاب التكفيري ، صدمهم بعنف لم يكونوا يتصورونه ظنوا به غباء فخذلهم وكان الأذكى وبدلاً من فتح بؤر للصراع والخلافات الجانبية كان يجب أن يتعلم الحزب من أخطاء المرحلة السابقة، وفي الأخير لا شريعة ستطبق ولا علمانية ستفرض نفسها بل سينتج المجتمع تشريعاته بما يلائمه.لقد ظل هذا الخطاب التكفيري حاضراً يقتات على خطب التكفير وتوظيف الدين لخدمة مصالحه الخاصة لكنهم لم يكونوا ليتمكنوا من ذلك لولا وجود متطرفين في الجهة المقابلة، فعندما تظهر جماعة أو تيار يتجاوز كل الإشكاليات الأساسية للمجتمع ويتجه مباشرة إلى مراتب لازالت بعيدة نوعاً ما، ويعتبر أن خصومته هي مع معتقد من معتقدات الناس، فإن تياراً تكفيرياً يجدها فرصة مواتية ليظهر كأنه الحامي لهذا المعتقد و مثلما يوجد متطرفون باسم الدين هناك أيضاً متطرفون باسم العلمانية والتحرر، وهم في الأخير سواء، كل طرف يستغل ما عنده أو ما يجيد التحرك في مربعه ليفرض فكرته.صحيح أن كثيرا من شباب الحزب أزعجهم هذا التوجه الجديد للحزب واعتبروه نكوصاً عن الأفكار التقدمية لكنهم لو عادوا إلى تجربة الصراعات في القرن الماضي لأدركوا أن رؤية الحزب قد استوعبت الدرس جيداً وقطعت الطريق أمام كل المترصدين لخطأ كان يمكن أن يقع فيه الحزب والعودة مرة أخرى إلى فترة الصراع مع الوهم ضد الحقيقة، الوهم بكونه اعترافاً بمعتقدات مجتمع، والحقيقة هي في حاجة المجتمع إلى مرحلة من الاستقرار حتى يتمكن الحزب ذاته أو حاملو المشروع التقدمي من طرح أفكارهم بعيداً عن القمع الذي كان يمكن أن يلحق بهم لو أنهم تجاوزوا ما يؤمن به المجتمع، وما يعتقده.أتخيل الآن طباخ الخطاب التكفيري الأبرز في اليمن منزوياً، غاضباً من هذا المقلب الذي أوقعه فيه الحزب ويشعر بقلق من المستقبل لأنه فقد الوسيلة التي كان يجني منها أرباحاً يشتري بها المزيد من الجهلة ليواصل حروبه الوهمية والعبثية والآن أصبح بإمكان كل الرفاق التحرك بسهولة ونشر رؤاهم التي يناضلون من أجلها مسنودين بهذه الرؤية التي لا تستعدي أحداً وتحترم حق الآخرين في الاعتقاد والتفكير.إذن لقد فعلها الحزب وتجاوز تجار الدين وأكلهم مقلب مثل اللي لقي لطمة من قفا بمكان ظلمة.
|
آراء
الاشتراكي قاطع طريق ..!
أخبار متعلقة