مدير المركز الإسلامي الدولي للدراسات والبحوث السكانية في جامعة الأزهر:
القاهرة / بشير..قال الدكتور جمال سرور مدير المركز الإسلامي الدولي للدراسات والبحوث السكانية في جامعة الأزهر إنه لم يتبق سوى أقل من 1000 يوم للموعد النهائي لتحقيق الأهداف الإنمائية للألفية في 2015 والذي كان قد حدد في عام 2000.واوضح أن الأهداف الإنمائية للألفية قد حفزت عمل الحكومات، والمنظمات الدولية، والمجتمع المدني، في السنوات الأخيرة، و تم خفض معدل الفقر في العالم إلى النصف، وخفض معدلات انتشار الأمراض الفتاكة، وتحسين الصرف الصحي، والفجوة بين الجنسين.وأشار إلى أنه على الرغم مما تحقق قدما نحو تحقيق هذه الأهداف، إلا انه لا يزال هناك الكثير مما ينبغي القيام به، خاصة بالنسبة للفتيات والنساء في العالم الإسلامي..لافتا إلى أن مؤشرات المساواة بين الجنسين في كثير من البلدان ذات الأغلبية المسلمة هي الأسوأ في العالم.وقال سرور في تصريح نشرته قناة العربية : إذا أردنا مواصلة إحراز التقدم نحو الأهداف الإنمائية للألفية، يجب علينا إعطاء الأولوية لصحة وحقوق أمهاتنا والزوجات والأخوات، والبنات في كل مكان ، بما في ذلك تلك الموجودة في المنطقة الشرقية لدينا الخاصة بالبحر الأبيض المتوسط. ولفت إلى أن اثنين وعشرين من البلدان الـ23 في المنطقة لدينا هي ذات الأغلبية المسلمة، ويتوقع أن 10 من هذه البلدان على الأقل وهي (أفغانستان ، جيبوتي، مصر، العراق، المغرب، باكستان، فلسطين، الصومال، السودان، واليمن) لن تحقق الأهداف الإنمائية للألفية في الموعد المحدد عام 2015، مؤكدا الحاجة إلى الاستثمار في صحة الفتيات والمرأة وحقوقها ، بما في ذلك حقوقهن في الصحة الإنجابية لتسريع التقدم نحو الأهداف الإنمائية للألفية .وأوضح أن حصول المرأة على وسائل تنظيم الأسرة سيخفض من معدلات وفيات الأمهات والأطفال إلى حد كبير وسيمنع من انتشار الأمراض المنقولة جنسيا ، تخفيض عدد حالات الإجهاض الآمنة وغير الآمنة، تجنب المضاعفات ذات الصلة. وقال سرور إن تخطيط النساء لحملهن سيمكن الفتيات والنساء من البقاء في المدرسة وقضاء المزيد من الوقت في القوى العاملة ،وسيساعد على سد الفجوة بين الجنسين، والحد من الفقر، وتحفيز الاقتصاديات، وتحقيق الاستقرار..مضيفا أن المرأة في العديد من المجتمعات المسلمة تواجه صعوبات في الوصول إلى وسائل وخدمات تنظيم الأسرة بسبب المفاهيم الخاطئة الدينية والثقافية.. مؤكدا أن الإسلام داعم لحقوق المرأة الإنجابية. وأن الأسرة هي الوحدة الأساسية للمجتمع المسلم، والأم هي حجر الزاوية في هذه الوحدة. وقال إن الإسلام يشجع على التمسك بالمبادئ والممارسات التي تكفل صحة الأم والصحة الإنجابية، وتنظيم الأسرة هي المكون المركزي لهذه الممارسات. وأن الإسلام لا يمنع المرأة من التحكم في التباعد وعدد حالات الحمل لها. وأوضح أنه لا يوجد نص قرآني يمنع أو يحظر التخطيط للحمل، وأن هناك العديد من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم تشير إلى أن مثل هذه الممارسات مباحة. وأن العديد من وسائل تنظيم الأسرة الحديثة هي عن طريق القياس ، تشبه العزل التي مورست منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم. كون حبوب منع الحمل الحديثة، والحقن، والغرسات ، وغيرها من الوسائل الحديثة لتنظيم الأسرة لم تكن معروفة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكنها تخدم الغرض نفسه كما العزل ا. وبالتالي فإنها يمكن - ويجب - أن تستخدم اليوم.وأشار إلى أن عددا من البلدان ذات الأغلبية المسلمة في شرق البحر الأبيض المتوسط وما وراءها، بما في ذلك مصر وتركيا وإيران، والمغرب، لديها التزامات كبيرة لزيادة انتشار وسائل تنظيم الأسرة وقد حققت نتيجة ذلك فوائد عديدة .. منوها بما سيشهده العالم في شهر مايو2013،من حدث عالمي مهم في العاصمة الماليزية كوالالمبور في الفترة من (28 - 30 ) مايو والذي سيجتمع فيه نحو 5 آلاف مشارك من مختلف بلدان العالم وهو مؤتمر Women Deliver 2013) ، والذي سيتيح فرصة لقادة المجتمع المسلم الانضمام إلي المدافعين عن حقوق المرأة وصحتها من جميع أنحاء العالم. وهي المرة الأولى التي يعقد فيها هذا المؤتمر في بلد الأغلبية المسلمة. موضحا أن ماليزيا قد حققت تقدما كبيرا في تحسين صحة المرأة وحقوقها، وهي بمثابة مثال قوي لكيفية الاستثمار في المرأة.وقال إن سكان العالم الإسلامي سيصلون عام 2030 إلى حوالي 2.2 مليار ، وأن الموعد النهائي للأهداف الإنمائية للألفية يقترب بسرعة، وهذا هو الوقت المناسب للعمل للفتيات والنساء في العالم الإسلامي. ولا يمكن أن ننكر أن الفتيات المسلمات والنساء في شرق البحر الأبيض المتوسط وأماكن أخرى تخضع لشبكة فريدة ومعقدة من العوامل السياسية والاجتماعية والثقافية، والدينية، ولكن هذا لا يعني أن المعركة من أجل صحتهم وحقوق تضيع.وأضاف بقوله : للفوز في هذه المعركة، يجب أن نستمر في دعم الالتزامات التي قطعناها لأمهاتنا وبناتنا وأخواتنا، وزوجاتنا، بما فيها تلك المتعلقة بصحتهن الإنجابية والحقوق الإنجابية. هذه الالتزامات لا يمكن أن نتردد في منحها للمرأة نتيجة سوء الفهم الثقافي أو الديني، مؤكدا أن الحقوق الإنجابية هي من حقوق المرأة، وحقوق المرأة هي من حقوق الإنسان. ويجب مواصلة النضال لتحصل كل فتاة وامرأة على حقها في الوصول إلى وسائل التنظيم المنقذة للحياة.