مر قرابة العامين ونيف على موتك ومازلت حاضراًً معي بداخلي لم تفارقني لحظة واحدة في حزني وكآبتي وغربتي.. لم تفارقني لحظة واحدة في شقاوتي وجنوني وتمردي وثورتي ..كلما كبرت يا رفيق دربي تكبر في داخلي ويشتد احترامي وحبي لك .. كلما كبرت وتضخم الحزن بداخلي لرحيلك.تضخم إحساسي بوجودك وبعودتك..!!كم كنت راقياً جدا في تعاملك مع النساء والرجال على حد سواء .. رحمة الله تغشاك يا رفيق دربي وأبو اولادي ..لم تكن يوما تحكم على الناس بظاهرهم وتتعامل مع الجميع برقى ونقاء وطهر وتحضر فقده الكثير..أيتحتم على المرأة منا ان تلبس ثياب الحداد على رفيقها كي يشعر المتشبهون بالرجال بعميق حزنها .. ام يتحتم على المرأة منا ان تلبس ثياب رثة مهترئة ممتلئة بالغبار والأتربة وترسم على وجهها ملامح الفجيعة والحاجة كي يشعرون بحاجتها..!!!!ام يتحتم على المرأة بما يعرفونه عنها من جنون وتمرد وعناد ان تمسك لهم بوردة حمراء وتتصيد رجالها وتحلق بأجنحتها ....!!شتــــان بين الرجل والذكر .. فهل يعقلون ذلك ام لا زالوا في طغيانهم يعمهون !!إن الله يكره الظلم وحرمه على نفسه فكيف هم معشر الذكور يحلونه على نساء مستضعفات لا قوة لهن غير الله.. هل يستعرضون عضلاتهم في قدرتهم على الاساءة للنساء والأطفال واليتامى ..!!المثير في الأمر أننا نلتقيهم وتجمعنا بهم الأيام والأعمال وربما صدفة او ميعاداً متفقاً عليه .. نصافحهم ونتكلم معهم ونستقبلهم بثقة وابتسامة مشرقة .. نرسم لهم صورة مشرقة ونضع لهم الكثير من احترامنا.. لكن فجأة تعود الحقيقة ,, نعود الى الحياة ونكتشف انهم يتهامزون على النساء الأرامل منهن والمطلقات والمنكوبات ..عندها فقط يثيرون إحتقارنا لهم ونأسف على كل لحظة كانت صادقة معهم .. فماذا ينتظرون من النساء غير ان يقلبن صفحات من كتاب حياتهن ويتجاهلنهم غير اسفات على أمثالهم ..والبعض منهن يمزقن تلك الصفحة السوداء المشوهة..!!إن لم يحصل الذكور على احترام النساء باحترامهم لأنفسهم مجانا فلن يحصلوا عليه بكنوز الدنيا وما فيها.. ليبتعدوا عنا نحن معشر النساء قدر إستطاعتهم.. ولنفارقهم قدر إستطاعتنا.. فكتاب حياتنا كنساء يجب ان لايحوي سوى تاريخ كل ماهو جميل وصفحات مضيئة ورجال تمتلئ فيهم الشهامة والأخلاق الرفيعة ....أما هم فمع خالص إحتقارنا فلا حاجة لنا بهم في صفحات حياتنا ..هل منهم من تسأل ماذا حل بهؤلاء النساء .. هذه كانت زوجة سفير وهذه زوجة وزير وهذه زوجة رئيس وهذه زوجة ملك وهذه زوجة رجل عسكري وهذه زوجة بواب وهذه زوجة حقير وهذه زوجة رجل بسيط..كل ما تطلبه مجاب تسافر هنا وهناك وترحل بين البلدان وتسعد بحياتها.. فجأة إنقلبت الدنيا عليها وكانها تعاقبها على لحظات فرحة مرت بها .... البعض منهن ترملن ومات أزواجهن .. والبعض تيتمن ومات معيلهم وكبير بيتهن.. والبعض تطلقن .. والبعض نكبت بهن الحياة بمرض عائلهن .. منهن إستسلمن لليأس والموت والبعض منهمن قررن الحياة من أجل مسؤوليتهن ...وشمرن عن ساعدهن وخرجن للحياة بشرف وكرامة وناضلن وكافحن وجاهدين في سبيل الحياة الكريمة لأولادهن ولهن .. لكن صادفن شئ مرعبا .. شئ مكرباً .. شيئاً منفراً .. أكتشفن أن الرجال ليسوا كلهم رجال .. أكتشفن انهن عورة ولا يعاملن الا على هذا الاساس المنفر المؤذي .. رغم ان الكثير منهن ارجل من كثير من الذكور ..ولهن مواقف ومبادئ لا قدرة على الذكور عليها ..سأل سائل بشار بن برد ( ما أعمى الله رجلاً الا وعوضه .. فبما عوضك ؟؟أجاب بن برد بأن لا أرى أمثالك..) !!يا انت يا من تدعي الرجولة أنصت جيدا لمعشر النساء وماذا نقول لأمثالك قد يكون الله سلبنا نعمة لم نعمل حساب زوالها ,, لكنه أكرمنا بقوة الإيمان به وقوة إرادتنا وهذا مالم تدركه .. يا انت .. لسنا بضاعة رخيصة تبحث عن مشتر لها ولا لقمة سائغة لكلاب جائعة ولا نساء باغية ترتكب المحرمات مهما كانت الاسباب ....نحن نساء تأكل من فوق رؤوسها مما تجنيه من شقى ساعدها نحن نساء لا ناكل من تحت أرجلنا ولا ما سقط منا ..نحن نساء كرمهن الله في كتابه وكرمهن رسوله..نحن نساء الكون فلولا وجودنا ما وجد الرجال وحاشا لله ان نوجد امثالك ايها الذكر ..!نحن نساء منا الوزيرة ومنا المزارعة ومنا الخادمة ومنا السكرتيرة ومنا المديرة ومنا البوابة ومنا الكاتبة ومنا الشاعرة ومنا المنهكة ومنا المريضة ومنا من تبيع الخضرة والخبز والورد ومنا من تتسلق الجبال وتصعد الرمال وتهزم الحزن وتنهض بقوة ربها وإرادتها الى أعالى الهمم ..من انت يا هذا كى تحكم على النساء بأنهن عورة وتهتك عرضهن وستر بيوتهن وتستفز فيهن رجولتهن التى فقدتها منذ ان اصبحت لا شئ يذكر غير انك ذكر..!!!هل أقول لك من أنت .. هل أقرأ لك كفك .. هل أذكرك بمواقفك .. أنت لا شيء غير أنك ذكر ملوث في داخله مدينة ملوثة يدنس الأماكن التي يوجد فيها يبث سمومه في الآخرين كالأفعى حكاياته ملوثه مستوحاة من نسج خياله المدنس يجيد نسج الكذب ويتفنن في لصق القصص بضحاياه يكره الآخرون وجوده بينهم.. ينفرون منه وهو إن لم يجد من يدنس يدنس نفسه.. أنت ذكر بغيض.. يتقن التصرفات المرفوضة يتدخل فيما لايعنيه يجيد فرض نفسه على الآخرين كلامه منفر بشكل كبير لايستخدم سوى العبارات الكريهة ينقل إليك الأخبار الحزينة بفرح والمصائب موضوعه المفضل.. أنت ذكر مستعبد.. فقد إحساسه بالحرية سرق الوقت من ملامحه الكثير اعتاد إن يكون مجرد ظل يسير خلف الآخرين بصمت.. الانكسار والانهيار رفيقه الأقرب إليه من نفسه يجد سعادته في ممارسة دور التابع العبد ويجد صعوبة في الاستقلال بذاته.. أنت ذكر مدبلج..لايمت لنفسه بصلة صوته لايشبه وجهه ووجهه لايعبر عن نفسه وحركاته مفتعلة ومختارة ومدبرة فكل مافيه مزيف حتى إحساسه يخيل إليك انه يعيش بأكثر من شخصية وله اكثر من عالم..انت ذكر مغرور..يشبه الطاووس كثيراً يمتلئ بالفراغ في معظم الوقت يعتقد ان الغرور نوع من أنواع الوجاهه يسير على الأرض كأنه أول وآخر البشر يتعامل مع الآخرين بترفع يظن أن لاشيء يوازيه وان له حجماً فاق كل شيء.. أنت ذكر حاسد حاقد لما هو كل جميل يصنعه الآخرون يتمنى بينه وبين نفسه لو أنه من أمتلكه وصنعه ..انت لا شيء يذكر ولا قيمة له فوجوده كعدمه ..فقط أرحل بسمومك وآفاتك فنحن نساء الله المختارات في الأرض وفضلنا الله على العالمين وجعل الجنة تحت أقدامنا ويسر أمورنا فلا حاجة لأمثالك بيننا .
|
مقالات
يا أنت ..أنصت جيدا لما تقوله النساء..!!
أخبار متعلقة