سطور
طائر السرد.. كتاب متميز يستحضر لغة الشبيبة الواعية وقدراتها وإرادتها في صناعة الحلم وتحويله إلى منجز ثقافي وإبداعي وصيغة سلام ووئام حضاري واجتماعي يرسخ معاني وأسس وقيم المواطنة المتساوية.بحسب صناع هذا الكتاب ومدلولات حركة وعيه وتأثيره على مفاصل وعي الجماهير ومدارات شجون وأحاسيس عوالم القصص التي أنتجها ورسم معالمها هذا الكتاب، فإنه بحق انطلاقة مثالية ورائعة لإعداد نوارس حقيقية يعنون حقاً بمساحات فن القصة الخضراء التي ترسم أبجديات كبيرة وعميقة للحفاظ على وحدة وتماسك المجتمع من خلال آليات ومفاعيل حسية تحفظ ماء وجه الحقيقة في جسد وروح ملامح وتقاسيم الهوية الوطنية والإنسانية ـ التي تحولت إلى لغة للمزايدة والمتاجرة وارتكاب الفواحش والرذائل الوطنية والأخلاقية وبمضامين لا تحمل أي عمق أو رؤية موضوعية وجادة تخدم تطور ونماء المجتمع لتذهب به إلى فضاءات رحبة تنتزع من خلالها الجماهير جملة استحقاقاتها المادية والروحية وحقها في العيش والتعايش مع بقية مكونات الوجود البشري والثقافي والإنساني كلغات وانفعالات فكرية وحسية تتمسك بزمام الألق الروحي ودوره الواعي والنبيل في رسم جداريات قوس قزحية بهية أملاً في الوصول إلى سماءات الغد الأجمل والأكثر إشراقاً في وريد ونبض المجتمع كفكر وسلوك وحركة بناء وتقدم على مختلف أصعدة ومحاور الحياة التي لا يمكن أن ترتقي أبداً إلا من خلال أدوات ومفاعيل فكرية وثقافية وإبداعية هادفة ومسؤولة.طائر السرد..كتاب يوثق لنماذج من حكايات قدمت ضمن مشروع (الحكواتي) لتعزيز قيم المواطنة، تحت إشراف الأستاذة مها ناجي صلاح وضم فريق المشروع كلاً من نبيل أحمد الخضر وهيفاء ناجي صلاح وحنان محمد الدرم.التقديم والإعداد للأستاذ أحمد العراس العرامي وبالنسبة للتصميم الداخلي والخارجي للكتاب فكان من خلال المبدع حقاً علي صالح المطري الذي أبلى بلاءًَ حسناً في هذا الاتجاه وكان متجدداً ومتناغماً مع تطور صناعة الكتاب حتى أن القارئ يجد (سيدي) ملتصقاً بإحدى الصفحات الختامية للكتاب وقد ضم تقريباً كل ما يتعلق من صور ومعلومات ومتعلقات أخرى.أما بالنسبة للصور المتعلقة بالكتاب فقد أخذت من خلال عدسة الأخ عبدالله ناصر الحرازي والكتاب يقع في 102 صفحة من الحجم المتوسط وقد تم نشره عبر مؤسسة إبحار للطفولة والإبداع وهي مؤسسة غير ربحية وتنشط في مجال الثقافة في اليمن.في المجمل الكتاب يبشر بقدوم نوارس حقيقة في فن الحكاية أو القصة ويحمل بعداً خلاقاً في مدلولات قيمته الثقافية والفكرية والوطنية وهو الهدف الرئيس من وراء إصداره للخروج من شرنقة هذا التكلس والاضمحلال الرتيب في مفهوم المواطنة.