عندما كانت في مقتبل العمر كانت تحلم / بحياة حلوة، تعيش في ظل زوج مخلص يحبها يخاف عليها، يحقق احلامها، يحميها من قسوة الزمن وغدر الايام لكن سرعان مامرت السنون .. وقابلت (رؤية) كل ماكانت تحلم به: الحياة الحلوة، الزوج الذي يرعاها، البيت السعيد الذي شهد أجمل ذكرياتها وثلاثة اطفال هم ثمرة رحلة زواج استمرت (15) سنة ناضلت خلالها مع زوجها عامل النظافة البسيط لم تشعره خلالها بلحظة ضيق عندما يداهمها الجوع ولا تجد مايهزم هذه الاحاسيس المريرة او عندما تفترسها الآلام وتجاهد لتخفي آثارها حتى لا تجرح مشاعره أو تشعره وعجزه عن مساندتها .. رضيت بكل هذا، حتى المسكن المتواضع الذي وفره لها داخل منزل قديم بإحدى المناطق الفقيرة داخل احدى المحافظات الجنوبية كانت تعتبره جنتها الجميلة، لم تدر (رؤية) ان الايام ستحمل لها فصولاً من العذاب الذي تنوء بحملة الجبال.ذات ليلة عاد زوجها الى المنزل والضيق باد على ملامحه، سألته عن السبب فعلمت ان ضيق ذات اليد لم يمكنه من تلبية القوت الضروري لأولاده الاطفال الثلاثة هدأت من روعه وتركته للنوم .. لكن الصباح كان يحمل لها مفاجأة قاسية أجهزت على أنفاسها عندما اكتشفت ان زوجها اصبح (فص ملح وذاب) بحثت عنه في كل مكان لكنها لم تعثر له على أثر .الايام تمضي ثقيلة مرة .. ودموعها لم تجف فهي لا تملك مصدر دخل تعيش منه هي وأطفالها الثلاثة وبلغت المأساة قمتها عندما فوجئت بصاحب المنزل يأمرها بإخلاء المنزل فوراً لعدم سدادها الإيجار .. أصبح الشارع المأوى الوحيد لها الذي لم تجد سواه .. في شارع بإحدى المناطق تفترش الارض وتنام هي واطفالها الثلاثة (سماعح، ومحمد وأحمد) لعل احد المارة يرق قلبه لصورتهم الحزينة ودموعهم التي لا تزال توجه الف رسالة عتاب للزوج المختفي الذي تركهم دون سابق إنذار في العراء للضياع.قامت بالبحث عنه مرة اخرى في كل مكان حتى وجدته داخل ثلاجة لإحدى المستشفيات في محافظة عدن ميتاً فأنهارت تماماً وكسا الحزن ملامحها.
|
اشتقاق
بعد البحث الطويل وجدت زوجها ميتاً
أخبار متعلقة