ليس تزلفاً أو من قبيل المزايدة إذا قلت اليوم أن الرئيس هادي يصفه الكثير من الناس بمن فيهم السياسيون المعارضون وحتى مناضلو الحركة الوطنية الجنوبية ( الحراك الجنوبي السلمي) بالرجل القوي والمحنك والحكيم. أما أنا شخصياً فاعتبره الرئيس الذي استطاع أن يصنع المستحيل الذي كنا نتوقع صعوبة تحقيقه وهي القرارات الرئاسية الشجاعة التي اتخذها وأصدرها عشية الأربعاء الماضي الموافق الـ 10 من إبريل الجاري في إطار خطوات هيكلة الجيش وتعيين قيادات للمناطق العسكرية السبع وعدد من قيادات وأركانات الألوية والهيئات في وزارة الدفاع ورئاسة الأركان العامة والمستشارين والملحقين العسكريين وتعد قرارات الـ 10 من إبريل من أهم وأقوى القرارات الرئاسية التي يمكن القول إنها تاريخية كون البعض كان ما زال يتوقع صعوبة صدورها وزحزحة القيادات العسكرية التقليدية ويعتبرها من الخطوط الحمراء.لقد استخدم الرئيس هادي الحكمة وسياسة النفس الطويل في التعاطي مع المعضلات والقضايا المعقدة مستفيداً من خبرته العسكرية المتراكمة وتجربته السياسية الطويلة وحرصه الشديد على عدم إدخال البلاد في نفق مظلم جديد من المشكلات المتراكمة والأزمة الطاحنة فضلاً عن الدور الذي لا ينسى الذي بذله الأشقاء والأصدقاء في إطار تنفيذ المبادرة الخليجية وفق آليتها المزمنة.وما يدعو للتفاؤل أن القرارات الرئاسية الجسورة في المؤسسة الوطنية العسكرية تزامنت مع المشهد السياسي الراهن وهو المؤتمر الوطني للحوار الشامل الذي يتطلع الجميع إلى أن يخرج بقرارات حقيقية مثمرة في حسم القضايا الكبيرة الحساسة وفي صدارتها قضية الشعب الجنوبي الحر الأبي العادلة. أن الرئيس عبد ربه منصور أثبت لليمنيين وللعالم أنه رجل المرحلة، وأي مرحلة، إنها أصعب وأخطر وأعقد مرحلة تعيشها اليمن في التاريخ المعاصر على الإطلاق وبانتهاء العام الأول من تسلمه كرسي حكم اليمن نجح في تجنيب الوطن الانزلاق إلى الانهيار وبتجاوزه أبرز التحديات فإن الوقت ما زال متاحاً لخروج اليمن إلى شاطئ الأمان بإذن الله.وقفات سريعةمن بين القرارات الرئاسية التي أصدرها الرئيس هادي الخاصة بالتعيينات العسكرية التي حظيت بارتياح شعبي واسع قرار تعيين اللواء الركن محمود الصبيحي قائداً للمنطقة العسكرية الرابعة ومقرها في عدن ويعود ذلك إلى ما عرف عن القائد العسكري الشجاع محمود الصبيحي من مواقف وبطولات مشهودة وتاريخ نظيف وإخلاصه لوظيفته وأخلاقه وتعامله البسيط مع الجميع فاستحق التكريم والمكان الذي يليق بقامته السامقة.اللواء الركن محمد عبدالله الصوملي قائد المنطقة العسكرية الأولى من القيادات العسكرية التي استقبل الشارع اليمني قرار تكريمها بهذا الموقع الرفيع بارتياح كونه القائد الذي وقف شوكة في حلق مخطط مسلحي تنظيم القاعدة الإرهابي بمحافظة أبين خلال قيادته للواء 25 ميكا وأظهر صموداً أسطورياً وسط أكبر حصار. واللواء الصوملي الذي بقي وسط مقاتليه طيلة عام من الحرب الطاحنة استطاع أن يثبت أنه من أشجع قادة الجيش اليمني الذي يدخل اليوم مرحلة الهيكلة والبناء والتجديد.
القرارات الرئاسية التاريخية
أخبار متعلقة