سطور
محمود المداوي:خيل إلى عندما تناهى إلى علمي خبر اقتحام مقر الاتحاد والأدباء والكتاب اليمنيين فرع لحج الكائن في قصر دار الحجر بمدينة الحوطة قبل أيام من قبل قوات العسكر ومعهم بعض الملثمين الذين ترجلوا عن دراجاتهم النارية وشاركوا تلك القوة المدجة بالأسلحة تحطيمهم أثاث ومحتويات الفرع من لوحات ووثائق وصور شمسية نادرة لأعلام ورموز الحركة الثقافية من داخل لحج ومن خارجها ـ خيل إلي بأمانه وكأني عدت لأعيش في بلد التشيلي المحكوم بجنرال الموت والرعب آنذاك (بينوشيا)ً ولماذا أذهب بعيداً ؟ والأمثلة من واقعنا العربي الراهن لاتخفي نفسها في ليبيا ومصر وما يحدث فيهما وفي غيرهما ينطق بجلاء بما آلت إليه الحريات من مصير كالح يندى له جبين (ربيعهم العربي) المأزوم.ومهما كانت الذريعة التي تسترت وراءها الأدوات المنفذة لذلك الاقتحام وما نجم عنه من عبث وحقد ضد كل ماهو ثقافي يبقى حدث الاقتحام لمقر كتاب وأدباء لحج جريمة وسابقة خطيرة تبين المنزلق الموحش والمظلم الذي يريد لنا البعض أن ننساق إليه إن لم يكونوا قد ساقونا إليه فعلاً ! وحقيقة الأمر أن ما حدث تعجز الكلمات عن التعليق عليه لا سيما أن أصحاب قرار الاقتحام أناس يكن لهم أهالي لحج الحب والاحترام والعرفان ولكنها كما يبدو هي العسكرة في كل زمان ومكان وتمام يافندم ونفذ بعد ذلك عارض! إنه أمر مأساوي أن يصل بنا الانضباط الأعمى غير المسؤول إلى هذا الحد القاتل من الغشم أو السذاجة واللاثقافة.يبقى السؤال ترى كيف سيتسنى لنا ومعنا قيادة لحج السياسية ممثلة بالأستاذ المناضل/أحمد عبدالله المجيدي محافظ لحج وكل الجنوبيين من أهالي لحج التعويض عن الأضرار المادية والمعنوية التي نتجت عن هكذا اقتحام لمقر أدباء لحج كانت حصيلته ضياع جهود سنوات طويلة من التجميع والتوثيق والأرشفة وفي دقائق معدودة أقل ما توصف به أنها دقائق بليدة وبلهاء بمعنى الكلمة. ورغم هذه الحادثة الأليمة ووقعها بالغ الأثر على النفس فإنه لا يزال لدينا عشم بأن تتدارك السلطة المحلية والأخ المحافظ هذه الآثار ويفتح تحقيق جدي في كل الملابسات والمتسببين في ما لحق بأدباء لحج وفنانيها من أضرار جسيمة والتعويض عنها في أسرع وقت ممكن بعيداً عن الصيغة المعهودة في عالم العسكر (تمام يافندم ) لأن هكذا تمام يتعارض كلياً مع التمام الثقافي وعالم المبدعين ومحبي الدولة المدنية الحديثة وكل الأخيار والطيبين في ربوع هذا الوطن الذين ينبغي عليهم أن يدينوا ويستنكروا مثل هذه الجريمة التي لا نريد لها أن تتكرر في عهدنا الجديد .