عالم الصحافة
بعد غياب متعمد أو غير مقصود، عاد سجن غوانتانامو إلى واجهة الأحداث من جديد ليجد حظاً من التغطية الصحفية في الإعلام البريطاني، بعدما كادت أحداث كوريا الشمالية وسوريا تُنسي الناس معاناة المعتقلين الذين يقبع بعضهم فيه بغير تهمة، والبعض الآخر بُرئت ساحته لكن لم يأته الفرج بعد.صحيفة «ذي إندبندنت» البريطانية وتحت عنوان «خليج غوانتانامو مصدر عار للرئيس أوباما.. سجناء غولاغ أميركا المنسيون»، كتبت في عددها اليوم الأى حد تقول إن سجن غوانتانامو وبعد 11 عاما من افتتاحه «بدأ يستقطب اهتمامنا مجددا بفضل أكبر إضراب للمعتقلين في تاريخه السيئ السمعة».وقالت إنه رغم القضاء على تنظيم القاعدة، وانتهاء الحرب الأميركية في العراق، وقرب انقضاء الحرب الأخرى في أفغانستان، فإن ما سمتها «فضيحة غوانتانامو» ما زالت ماثلة.ويقبع في ذلك السجن اليوم 166 نزيلا، أُدين منهم ثلاثة بينما سيمثل ثلاثون آخرون للمحاكمة، وهناك خمسون أو نحو ذلك موجودون في أرضٍ لا يملكها أحد باعتبارهم عناصر خطرة في نظر السلطات لا ينبغي الإفراج عنهم. وثمة 86 نزيلا غيرهم بُرِّئت ساحتهم لكنهم يرزحون في جحيم المعتقل حيث لا مفر لهم.وليس من قبيل المفاجأة بنظر الصحيفة أن يشتبك 160 نزيلا منهم أمس مع حراس السجن، مشيرة إلى أن الإضراب نجح في إعادة غوانتانامو إلى دائرة الضوء.وأنحت باللائمة على الرئيس أوباما لتنصله من وعود قطعها بإغلاق المعتقل، أو بنقل معظم النزلاء إلى سجن في ولاية إلينوي يخضع لإجراءات أمنية صارمة.وتناولت صحيفة «صنداي تلغراف» الموضوع نفسه قائلة إن حراس السجن أطلقوا نيران بنادقهم على النزلاء، لكن طلقات الرصاص «لم تكن فتاكة».ونقلت عن وزارة الدفاع الأميركية القول إن السجناء الذين بدؤوا إضراباً عن الطعام في فبراير الماضي احتجاجاً على ظروف احتجازهم، استخدموا أسلحة بدائية لمقاومة محاولة نقلهم من قسم احتجاز مشترك بالسجن.وقال مسؤولون عسكريون إن المضربين عن الطعام سيُنقلون إلى زنازين انفرادية بعدما حجبوا النوافذ وكاميرات المراقبة التي يستخدمها الحراس في مراقبتهم.وفي الشأن الكوري انفردت صحيفة «صنداي تلغراف» بنشر خبر حصري يتحدث عن أن الصين ما زالت تستهزئ بعقوبات الأمم المتحدة المفروضة على كوريا الشمالية وتدعم نظام الرئيس كيم جونغ أون.وكشفت الصحيفة أن كوريا الشمالية تستغل مكتباً في شقة رخيصة بمدينة داندونغ الصينية كشريان حياة لها إلى العالم الخارجي.ويفصل نهر يالو مدينة داندونغ بسكانها البالغ تعدادهم زهاء 800 ألف نسمة عن كوريا الشمالية، وباتت همزة الوصل الرئيسية الوحيدة لبيونغ يانغ مع الخارج.وذكرت الصحيفة أن نحو 70 % من إجمالي التجارة السنوية البالغة أربعة مليارات جنيه إسترليني (6.1 مليارات دولار) بين كوريا الشمالية والصين تمر عبر داندونغ، هذا بخلاف تجارة السوق السوداء التي ربما يصل إجماليها إلى 6.5 مليارات إسترليني أخرى (نحو 10 مليارات دولار).ويمد أنبوب رئيسي ناقل للنفط كوريا الشمالية بنحو 80 % من احتياجاتها من الوقود.وأشارت الصحيفة إلى أن التحقيقات التي أجرتها في داندونغ الأسبوع المنصرم توحي بأن الصينيين رغم ما يستبد بهم من إحباط إزاء بيونغ يانغ، ما برحوا يفضلون التعامل مع «الشيطان الذي يعرفون».فكوريا الشمالية -مع تلويحها الذي لا ينتهي بالحرب- تظل بالنسبة للصين دولة يمكن التعامل معها، وتمثل لها «عازلاً أساسياً» ضد ما تراه محاولة أميركية لتطويقها.وإذا سقط النظام في بيونغ يانغ فستجد الصين نفسها إما مرغمة على تولي مقاليد الأمور في كوريا الشمالية، أو تخاطر باحتمال أن تلتهمها كوريا الجنوبية، مع ما يترتب على ذلك من توجه قوات موالية للغرب مباشرة إلى الحدود الصينية.معارضو نجاد يخشون تخطيطه للحفاظ على نفوذه بعد انتهاء ولايتهذكرت صحيفة (فاينانشيال تايمز) البريطانية أن هناك مخاوف تساور خصوم ومعارضي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد بأن الرئيس، المنتهية ولايته، يخطط للإبقاء على نفوذه من خلال الدفع بأحد حلفائه السياسيين للترشح للانتخابات الرئاسية المقررة في شهر يونيو المقبل.وأوضحت الصحيفة - في تحليل إخبارى أوردته على موقعها الإلكتروني - أنه برغم من أن العديد من المترشحين لانتخابات الرئاسة الإيرانية لم يعلنوا عن أنفسهم بعد، إلا أن الكثير من الساسة الإيرانيين لديهم شك، أقرب إلى اليقين، بأن مدير مكتب الرئاسة الإيرانية أصفانديار رحيم مشائى سيعلن قريبا عن ترشحه للانتخابات في إطار مخطط وضعه نجاد يستهدف الإبقاء وتعزيز نفوذه بعد خروجه من السلطة.وأضافت «إذ يشبه الكثيرون مشائى، وهو صديق مقرب وكبير مستشاري الرئيس نجاد، بـ»مكيافيلى» أو «زعيم عصابة»، ومن المتوقع أن يتسبب ترشحه للانتخابات في إشعال فتيل ثورة سياسية عارمة في إيران بالأخص من قبل معارضي نجاد الذين يعملون حاليا للحيلولة دون ترشحه في واحدة من أشرس الصراعات السياسية التي تشهدها البلاد منذ قرون».ورأت الصحيفة البريطانية أن المعركة التي تقودها المعارضة ضد ترشح مشائى ستلقى دعما من قبل آية الله خامنئى، المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، الذى ضاق ذرعا بالعصيان المتكرر من قبل الرئيس نجاد».وتابعت «إذ يأمل آية الله خامنئى في أن تمحو الانتخابات الرئاسية المقبلة آثار الانتخابات عام 2009 التي ساند خلالها نجاد ضد مزاعم تتهمه بالتزوير أشعلت أسوأ موجة من العنف وأعمال شغب يشهدها الشارع الإيراني منذ إندلاع الثورة الإسلامية في عام 1979».ونقلت (فاينانشيال تايمز) عن محللين إيرانيين قولهم «هناك ثلاثة هواجس رئيسية تسيطر على خامنئى بشأن الاستحقاق الانتخابة المقبل في طليعتها أن تمر هذه الانتخابات في سلام دون أن يشوبها أية أحداث عنف وأن تتم وسط إقبال شعبي كبير وأخيرا أن تأتى برئيس أمين ومخلص له».وأضاف المحللون «فمن أجل نجاح ذلك، يحتاج خامنئى إلى منافسة انتخابية نزيهة وتتمتع بمصداقية لاسيما في وقت تتعرض فيه بلاده إلى ضغوط دولية مكثفة على خلفية برنامجها النووي».كما اعتبروا تعهد الرئيس نجاد بالوقوف ضد أية انتهاكات تحدث أثناء العملية الانتخابية بمثابة «تحذير صريح» لخصومه - الذين يضمون أعضاء من مجلس الشورى الإيرانى والهئية القضائية والحرس الثوري الإيراني - بأنهم في حال سعوا لعرقلة طموحاته السياسية، من خلال ترشح صديقه مشائى، فإنه سيلاحقهم علنية بملفات فساد مزعومة.ونسبت الصحيفة إلى محمد جفادى خبير إصلاحي قوله «تعد هذه المعركة الانتخابية مسألة حياة أو موت للرئيس نجاد، فهو يدرك جيدا أن خصومه قرروا فيما بينهم وضع حد لحياته السياسية بنهاية ولايته الرئاسية الثانية».ولفتت إلى أن الرئيس نجاد ومدير مكتبه الرئاسي مشائي طوروا علاقاتهما السياسية من خلال علاقة الصداقة الوثيقة التي جمعت بينهما على مدار الأعوام الماضية وتوجتها علاقة مصاهرة بعد زواج نجل نجاد من ابنة مشائى.وأضافت «رغم أن حجم الشعبية الحقيقية التي يتمتع مشائى لا تزال غير واضحة، إلا أنه يحظى بقبول الناخبين الشباب والإصلاحيين بسبب مغازلته لنجوم السينما وتسليط الضوء على نزعته القومية».ورجحت الصحيفة أنه في حال سمح لمشائى بالترشح للانتخابات، فإنه سيعول كثيرا على الشعبية التي يتمتع بها نجاد في المناطق الريفية من خلال مواصلته سياسيات إرسال صدقات نقدية للفقراء والمحتاجين.الحكومة الإسرائيلية توقف البناء خارج الكتل الاستيطانية الكبيرةقالت صحيفة «واشنطن تايمز» الأمريكية إن خطة السلام التي وضعتها إسرائيل بصورة سرية حول تجميد بناء المستوطنات بمثابة تطور كبير إزاء استئناف مفاوضات السلام ، حيث تصر القيادة الفلسطينية على وقف البناء كشرط مسبق لإجراء المفاوضات.وأوضحت الصحيفة -في تقرير أوردته على موقعها الإلكتروني - أن الحكومة الإسرائيلية ستوقف بنائها خارج الكتل الاستيطانية الكبيرة كخطوة تجاه إحلال السلام مع الفلسطينيين لكن بهدوء وبدون ضجة أو أمر سياسي.ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله « لن يكون هناك تجميد بناء بحكم القانون، ولكن سيتم ذلك في هدوء، البناء خارج الكتل الاستيطانية الكبرى سيتوقف كي تستأنف المفاوضات ، كما أن إسرائيل لن تعلن عن ذلك بشكل رسمي، ولكن ذلك سيتم بشكل هادئ، وبتفاهم بين إسرائيل والولايات المتحدة «.وأشارت الصحيفة إلى أن هذا الأمر يأتي في الوقت الذي أنهى فيه وزير الخارجية الأمريكي جون كيري زيارة لمنطقة الشرق الأوسط ، حيث تضمنت عقد اجتماعات مع قادة إسرائيليين وفلسطينيين لكن الزيارة لم تحقق نتائج إيجابية من شأنها أن تستأنف المفاوضات المباشرة.ونقلت الصحيفة عن مسئولين إسرائيليين قولهم «إن إسرائيل لم تستجب للمطالب المسبقة للفلسطينيين، فيما نقلت عن مسئولين آخرين شاركوا في المحادثات السابقة قولهم إنه « في نهاية الأمر سيتم استئناف المفاوضات، ومن المتوقع أن تجمد إسرائيل بهدوء البناء خارج الكتل الاستيطانية الكبيرة، لاستئناف المحادثات».وأشارت الصحيفة إلى أنه في حال كانت هذه الخطة صحيحة ، ستمثل خطوة ناجحة للوضع المتأزم بين إسرائيل والقيادة الفلسطينية.