متحف رباني طبيعي متفرد .. وسحر تجــــــــاوز بجماله الخيال البشري
انطباعات يكتبها / بشير الحزميبعد ترقب وطول انتظار تحققت زيارتي برفقة فريق صحفي متميز إلي جزيرة سقطرى .. الجزيرة التي سمعنا وقرأنا عنها الكثير وأدهشتنا من خلال ما شاهدناه من صور فوتوغرافية أو أفلام وثائقية غير أن الواقع كان مختلفاً .. سقطرى التي تقع عند نقطة التقاء المحيط الهندي بالبحر العربي وتبعد عن الساحل الجنوبي الشرقي للأراضي اليمنية 300كم وتقع على مساحة تبلغ 3650كيلو متراً مربعاً وتمتلك من المقومات السياحية ما تستطيع به أن تنافس أفضل المناطق السياحية في العالم ، ففيها تنوع بيئي فريد ونباتات وأشجار نادرة وكهوف ومغارات عديدة وشواطئ رملية صافية ...الخ . في السطور التالية سأحاول مختزلا أن أرصد بعض الصور والمشاهد التي عشناها في رحلتنا الأولى إلى الجزيرة وان أنقل للقارئ الكريم تفاصيل رحلتنا الممتعة خطوه بخطوة .. فإلى التفاصيل:-لقد تحققت زيارتنا إلى جزيرة سقطرى بدعم وتعاون مجلس الترويج السياحي الذي رغم ما يعانيه من قلة الموارد ورفض شركات الطيران الوطنية دفع ما عليها من التزامات مالية كبيرة للمجلس ، كان حريصا على إتمام هذه الزيارة ولو بالرعاية المتواضعة لإدراكه بأن الجزيرة تمتلك من المقومات السياحية ما تستطيع بها اليمن إذا ما استغلت استغلالاً صحيحاً أن تضاهي أفضل المواقع السياحية عالميا غير أنها مظلومة وتحتاج إلى تنمية حقيقية تأخذ بيد الجزيرة وأبنائها ، فضلا عن حاجتها إلى ترويج يبرز هذه الجوهرة الثمينة ويجذب نحوها المستثمرين والسياح على حد سواء.[c1]وتبدأ الرحلة[/c]في صبيحة يوم الاثنين الحادي عشر من شهر مارس الماضي توجه الفريق الصحفي إلى مطار صنعاء بعد رحلة عناء ومعاناة مع طيران اليمنية والسعيدة اللتين كادتا أن تفشلا رحلتنا إلى الجزيرة بسبب تمنعهما عن رعاية نقل الفريق كما جرت العادة في هكذا مناسبات مختلفة لقطاعات عديدة ومماطلتهما في البت في هذا الأمر فضلا عن الروتين والآلية المعقدة في إجراءات الحجز وقد كان مؤتمر الحوار الوطني على الأبواب وهو ما قد يعيق كثيراً من الزملاء في المشاركة في الرحلة إلى جزيرة الأحلام .والشكر لليمنية الناقل لنا في خط الذهاب إلى الجزيرة التي منحتنا بتوجيهات رئيس مجلس إدارتها وجهود مدير تسويقها تخفيضاً بنسبة 50 % من السعر غير المخفض كما يقولون والذي لا يحتسب من القيمة الفعلية للتذكرة كما يدفعه أي مسافر بل من السعر الخفي الذي لا يعلمه غيرهم بمعنى أن سعر التذكرة ذهابا 24 ألف ريال وعند احتساب التخفيض الممنوح 50 % يصبح المبلغ المطلوب دفعه قرابة 18 ألف ريال.. بعد ساعة انتظار في مطار صنعاء الدولي صعدنا بخطى متسارعة سلم الطائرة التي أقلتنا في رحلة استمرت أكثر من ساعتين إلى جزيرة سقطرى مرورا بمطار الريان في المكلا كمحطة ترانزيت قصيرة .. وعلى غفلة من الجميع وصل إلى مسامعنا صوت احد الزملاء إنها الجزيرة شاهدوها من النافذة ما أروعها وما أروع شواطئها الزرقاء الجميلة. فسارع الجميع ليسترق النظرات من النوافذ التي تقع إلى جوارهم متجاهلين تعليمات مضيفة الطيران بالإبقاء على أحزمة المقاعد مربوطة حول الخصر والثبات على المقاعد كون الرحلة أصبحت على استعداد للهبوط بعد دقائق قليلة في مطار سقطرى فلم يأبه احد بذلك وظل كل شخص يحاول الإطلال من نافذة الطائرة ليشاهد ما استطاع من مناظر الجزيرة التي بدأت تظهر وبجمال أدهش الجميع وكانت اللحظة الحاسمة في أن استل كل صحفي كاميرته ليلتقط ما استطاع من صور جوية للجزيرة رغم كثافة السحب التي كانت تحجب عن عدسات كاميراتنا مناظر رائعة للجزيرة من الجو لتوثيق هذه اللحظة المهمة التي انتظرناها طويلاً بفارغ الصبر ، خصوصا وان هذه الرحلة هي الأولى لمعظم من كان معنا من الزملاء الصحفيين وأنا من بينهم . [c1]لحظة الوصول إلى الجزيرة[/c]وأخيرا هبطت الطائرة في مطار سقطرى وأصبحنا جميعا على تراب الجزيرة وبين أهلها .. وقد كان وصولنا وقت الظهيرة حيث تكون الشمس عمودية في السماء ولكن رغم ذلك كان الجو إلى حد ما مقبولاً .. وقد كان في استقبالنا الأخ العزيز أحمد سعيد مدير هيئة البيئة في سقطرى والأخ العزيز إبراهيم العباسي اللذان أصرا على استقبالنا بمبادرة ذاتية وكانا قد ظلا طوال الأيام التي سبقت الرحلة يتواصلان معنا لترتيب برنامج لهذه الرحلة .. فتوجهنا برفقتهما إلى الفندق واقلنا باص يتبع المنطقة العسكرية وفر لنا ليومين بتوجيهات قائد اللواء الأول مشاة بحري بأرخبيل سقطرى العميد الركن حسين خيران وقد تكفلنا بتموينه بالوقود .[c1]محطتنا الأولى[/c]نصف ساعة قضيناها في الفندق لوضع أمتعتنا وتغيير ملابسنا استعدادا للذهاب إلى المطعم الذي تم حجز وجبة الغداء فيه كون وقت الغداء في سقطرى لا يتعدى الواحدة ظهرا على غرار ما يتم في حضرموت ومن تأخر فليس أمامه سوى البسكويت والعصائر أو علب التونة المحلية أو المستوردة. وبعد الغداء مباشرة بدانا رحلتنا الاستطلاعية للجزيرة حتى لا نضيع أي وقت ولنستغل ما استطعنا منه في التعرف على أرجاء ومكونات الجزيرة التي تحتاج - لمن يريد أن يجري استطلاعاً كاملاً عليها إلى أشهر وليس - إلى أيام فتوجهنا جميعا نحو أولى المحطات في الجزيرة وهي (سيرهن) التي وقفنا فيها لدقائق نلتقط الصور ونستمتع بمشاهدة أجمل الصور الطبيعية التي هي من صنع الرحمن .والتي جمعت بين منظر الجبل والماء وأشجار النخيل والنباتات وأشكال مختلفة من الطيور إنها من أروع المناظر الطبيعية التي شاهدتها .واصلنا الرحلة باتجاه الجانب الشرقي للجزيرة وكان مقصدنا في هذه الوجهة (ساحل دبنه وتل الرمل) فوصلنا إليها بعد نحو ساعة بالباص مرورا بالميناء وبعض القرى المجاورة للخط الإسفلتي الذي نسير عليه وعلى الباص كنا نستمع إلى الأخ احمد سعيد الذي رافقنا وظل يغذينا ببعض المعلومات عن المناطق التي نمر عليها وكنا بين حين وآخر نتوجه بتركيزنا بين الاستماع إليه والالتفات يمينا وشمالا للاستمتاع بمناظر الجزيرة والتعرف على كل جزء فيها وفي الوقت ذاته نلتقط ما استطعنا من صور للحجر والشجر والطير والبحر والإنسان وكل ما يقع نظرنا عليه وكان الزميل المصور المبدع فؤاد الحرازي الذي سبق له أن زار الجزيرة وأتحفنا بصوره الرائعة عنها يحاول تهدئة حماسنا واندفاعنا في التصوير ويقول لا تستعجلوا فالكثير من المناظر تنتظركم ستحتاجون مساحة في ذاكرة كاميراتكم وشحن بطاريتها لما هو أروع وأجمل وكان حقا ما قاله . فعند وصولنا إلى مقربة من (ساحل دبنة) تحولنا من الطريق الإسفلتي إلى طريق ترابي فرعي باتجاه الشاطئ وهناك مررنا بعدة صور مؤلمة . فقد شاهدنا أكواماً من الشعب المرجانية التي كان يتم سرقتها من الشاطئ وتهريبها إلى دولة الإمارات والتي أوقفت بجهود حماية البيئة وتفاعل السلطة المحلية في الجزيرة وتعاون أجهزة الأمن ،ولكن بعد أن كانت قد هربت أطنان لا حصر لها إلى خارج الجزيرة عبر سفن عديدة كانت حمولتها شعباً مرجانية . تخيلوا كيف كان ضعفاء النفوس يبيعون كل جميل في بلدي ولمن لأشقائنا الذين يحاولون أن يصنعوا على حساب ثرواتنا الطبيعية المنهوبة مواقع سياحية في بلدانهم . وشيء آخر آلمنا كثير هو ما شاهدناه من بسط على الأراضي وتحويشها بأسوار تمتد على مساحات شاسعة تكفي لبناء مدن رياضية أو سكنية. ورغم أن من رافقنا من أبناء الجزيرة أكد لنا أن من يمتلكها الآن هم شخصيات نافذة جاؤوا من صنعاء فاشتروها بثمن بخس من أصحابها كونها ممتلكات شخصية إلا أنها في اعتقادي مثلت سلوكاً ينم عن الاستحواذ والسيطرة والجشع وقد شوهت الصور الجمالية للمنطقة والشاطئ. [c1]ساحل دبنة وتل الرمل[/c]وصلنا الشاطئ وبعد أن التقطنا كماً من الصور الفوتوغرافية خلعنا ملابسنا الرسمية وبقينا بملابس السباحة وتوجهنا نحو البحر وظللنا في الماء وقتاً لا بأس به نسبح ونمرح حتى تعبنا ثم بدأنا بالخروج من الماء والمشي على الشاطئ نتأمل أنواعاً مختلفة من الأصداف والشعب المرجانية التي يقذف بها ماء البحر على الشاطئ حتى وصلنا أسفل تل الرمل وبدأت مغامرة تسلق التل والاستمتاع برماله الذهبية وكانت مغامرة بحق لان رماله لم تكن متماسكة وكان شديد الانحدار وكلما صعدنا خطوة حاولت الرمال ردنا للخلف خطوتين وبصعوبة ومشقة وصلنا إلى منتصف التل الرملي وبدأنا في التقاط الصور والتأمل جهة البحر والشاطئ والبعض بدأ يمارس هواية التزحلق والشقلبة كما فعل الزميل عادل الأحمدي ومن بعده فؤاد الحرازي بعدها عدنا إلى الفندق وسط مدينة حديبو وأخذنا قسطاً من الراحة إلى صباح اليوم الثاني .[c1]الصعود إلى كهف حوق[/c]في الصباح الباكر وبعد أن رتبنا مع الصديق إبراهيم العباسي وجبتي الإفطار والغداء لليوم الثاني الذي سنقضيه في الصعود إلى كهف حوق والنزول منه . توجهنا نحو منطقة حالة وتوقفنا في أسفل الجبل الذي يقع الكهف في أعلى قمته وتناولنا وجبة الإفطار واخذ كل فرد منا قنينة ماء وتطلعنا بأنظارنا نحو قمة الجبل الذي يبعد عن الشاطئ مسافة ساعة ونصف إلى ساعتين سيرا على الأقدام عبر طريق وعر وبدأنا السير صعودا نحو الكهف . في البدء كانت الخطى متسارعه تشوقا للوصول المبكر إلى الكهف ولكن بعد وقت ليس بالقصير بدأت الخطوات تتباطأ وبدأنا نأخذ بين وقت وأخر قسطاً من الراحة حتى أن البعض فكر بالعودة من منتصف الطريق لشدة التعب والإعياء الذي أصابه ، كون الطريق وعراً والسير فيه يتم بصعوبة أضف إلى ذلك أن حرارة أشعة الشمس الملتهبة تلسع الوجوه ، وقنينة الماء التي حملناها تحولت إلى عبء كبير على البعض ففضل شربها دفعة واحدة والبعض الآخر اخذ يرش بقطراتها على جبينه ورأسه والبعض أدرك حاجته إليها فيما بعد ففضل الإبقاء عليها والاحتفاظ بما فيها من مياه لوقت اللزوم . وكان الجميع يغتسل بماء عرقه الذي انهمر على أجسادنا كقطرات المطر المتساقطة حتى أن ملابسنا ابتلت جميعها .. فيا لها من رحلة شاقة ويا لها من متعة فريدة .. الجميع يمضي قدما نحو الكهف فمنا من وصل مبكرا واخذ قسطا واسعا من الراحة والتأمل في البحر الذي أدهشنا منظره من أعلى الجبل .. وبدأ الفريق الصحفي يصل إلى مدخل الكهف تباعا . وكلما وصل شخص ارتمى على الأرض ممددا كالمغشي عليه يأخذ وقته يستعيد أنفاسه . وهنا بدأ البعض بتوجيه اللوم على الدولة التي لم تستطع أن توفر وسيلة تسهل الوصول إلى الكهف أو شق طريق للعربات الصغيرة أو حتى شق طريق يمكن البهائم من السير فيه ليتمكن السكان من الاستفادة من عائدات نقل الزوار والسياح على ظهوها من والى الكهف . وبعد أن تجدد النشاط لدى الجميع بدأنا بالتقاط الصور والتمعن بأنواع الأشجار والنباتات المنتشرة حول الكهف. ومنا من فضل البقاء بعيدا عن مدخل الكهف حتى يصل بقية الزملاء والبعض فضل استثمار الوقت والولوج إلى الكهف ، وكم كان المشهد جميلا والكل يبدي اندهاشه لما يراه في مدخل الكهف من صور جمالية أو للبحر الذي نشاهده من فوق قمة الجبل من بعيد بازرقاق شواطئه ونقاء مائه أو بأنواع النباتات النادرة التي تكسو الجبل من قمته إلى أسفله أو بذاك الطلاء الرباني الذي يغطي بلونه الأبيض قمة الجبل الذي نعتليه .. وكم ، وكم من صور جمالية استمتعنا بمشاهدتها أنستنا مشقة الرحلة وقسوة الصعود إلى الكهف .. [c1]داخل الكهف[/c]وصل الجميع إلى مدخل الكهف وبدأ الفريق يغوص داخل الكهف وكل من كان يحمل مصباحا أشعله واستمرت الرحلة داخل الكهف لأكثر من ساعتين فكنا نسير ببطء خشية التزحلق نتيجة المياه الراكدة ورطوبة التربة وترسبات الطحالب. وفي أعماق الكهف شاهدنا صوراً جمالية لبلورات تتدلى من سقف الكهف المرتفع وأشكالاً قد أخذت موقعها في قاع الكهف ونمت على مدى آلاف السنين لتكون أشكالاً هندسية مختلفة منها ما يصل ارتفاعه إلى عدة أمتار ومنها ما يزيد حجمه عن كتل صخرية كبيرة وكلها مواد مترسبة ناتجة عن قطرات الماء المتساقطة من سقف الكهف .. التقطت لنا العديد من الصور بعدسة المصور المبدع فؤاد الحرازي الذي اكتسب من زيارته السابقة إلى الجزيرة والكهف بعض المعرفة فاصطحب كشافاً قوياً ساعدنا في اكتشاف ملامح الكهف من الداخل وسهل على من أراد التقاط الصور الحصول على بعض اللقطات والصور الواضحة . وكم استوقفتنا أشكال وصور بديعة في داخل الكهف وكم اندهشنا لهول وندرة وجمال ما نشاهد وكم تحسرنا أن هذا الكنز الثمين لم يستغل بعد ويمكن أن يصبح وجهة عالمية تدر على البلد وسكان الجزيرة ملايين الدولارات يوميا .. لكن كما قال البعض ( أنها جوهرة بيد فحام).. وبعد وقت ليس بالقصير ونحن نسير داخل الكهف باتجاه واحد نحو المجهول أبدى البعض مخاوفه وبدأ بالانسحاب والعودة والبعض أراد أن يغامر أكثر وبدأنا نسير أكثر وأكثر حتى وصلنا إلى مسافة بعيدة عن مدخل الكهف وهنا توقفنا لبرهة بعد أن التقطت لنا بعض الصور وقبل أن نبدأ خطواتنا نحو خارج الكهف لنعود من حيث أتينا اقترح البعض أن نطفئ المصابيح جميعا ونبقى لدقيقة في الظلام الحالك ونجعلها دقيقة تأمل وفعلا تم ذلك وأطلقت الصيحات العالية التي ظل صداها يتوزع من حولنا تدريجيا إلى أن اختفى لكن البعض شعر بالخوف ولم يستطع أن يكمل الدقيقة فسارع إلى إنارة مصباحه وبدأنا السير للخروج من الكهف. وقد انزلق عدد منا وسقط على الأرض لكن الحمد الله لم يصب احد بأذى وعندما خرجنا من الكهف تجمعنا وأخذنا صورة جماعية بعدسة الزميل يحيى عرهب بعد أن لبس كل فرد منا فانيلته وطاقيته التي أهديت لنا من مجلس الترويج السياحي لنحظى بصورة جماعية بزي موحد للفريق غير أن البعض كان قد استعجل بالنزول من قمة الجبل والبعض تأخر عند مدخل الكهف فلم يحظ بفرصة المشاركة في هذه الصورة الجماعية.[c1]ساحل عرهر[/c]بعدها بدأت رحلة الهبوط من قمة الجبل نحو الساحل حيث ينتظرنا الباص ويا لها من رحلة هبوط قاسية لقد كانت اقسى وأصعب من رحلة الصعود رغم مشقتها ، لأنها كانت محفوفة بخطر السقوط والانزلاق لوعورة الطريق لكن الحمد لله الجميع وصل بسلامة الله وحفظه إلى الشاطئ وهناك في استراحة الشيباني كما ينادونها وهي عبارة عن مظلة من عيدان النخيل قد صنعت بإحكام وافترشت بأحجار صغيرة متنوعة الأشكال والألوان والتي توجد على بعض شواطئ البحر تناولنا وجبة الغداء التي أعدت بأشياء بسيطة من مكونات التونة التايلاندية والزبادي والكدم. ثم صلينا الظهر والعصر وأخذنا قيلولة لنصف ساعة تقريبا ثم واصلنا رحلتنا نحو ساحل عرهر وهناك سبحنا في البحر واستمتعنا بمنظر الرمال البيضاء والشاطئ الأزرق الجميل والطيور بأنواعها الجميلة من حولنا واسماك البحر الصغيرة تمر من حولنا أسراباً . لكن الصور الجمالية لا تكتمل فقد شاهدنا ما نغص علينا رحلتنا وآلمنا كثيرا .. السكان لا يجدون شربة الماء . والجزيرة تعاني من ندرة المياه رغم أن الماء العذب المتدفق من أعلى الجبل من جهة الكهف عبر أنابيب كبيرة وواسعة يصب في البحر بكميات كبيره تكفي لتغطية احتياجات السكان .. وقد نقلنا هذا الأمر مباشرة إلى قيادة السلطة المحلية في الجزيرة والى قيادة وزارة المياه وهيئة الموارد المائية على أمل أن يستغل هذا الماء وان لا يهدر في البحر.[c1]متحف للتراث السقطري[/c]وفي طريق عودتنا إلى مدينة حديبو وقفنا لدقائق عند متحف التراث السقطرى بقرية رقلة التي تبعد عن حديبو 40 كيلو متراً والذي أسسه احدى السقطريين بمبادرة وجهد ذاتي متواضع ليحفظ فيه كما قال التراث السقطري وبعض الموروثات الشعبية وقد أدهشنا إصراره العجيب على تنظيم وترتيب وتنمية هذا المتحف الذي افرد له جزءاً كبيراً من مساحة منزله رغم ضيق المعيشة وظروفه الصعبة غير انه ظل يشكو عدم زيارة السياح للمتحف ليحظى بما تيسر من رسوم تذاكر الدخول المتواضعة فقال أن من يقل السياح من أصحاب المركبات أو المرشدين السياحيين يتعمدون عدم إتاحة الفرصة للسياح لمشاهدة المتحف أو الوقوف لدقائق عنده كما فعلنا نحن .[c1]حماية البيئة.. جهود ملموسة[/c]وفي اليوم الثالث لنا في الجزيرة بدأنا رحلتنا برفقة باص آخر وفره لنا قائد الشرطة وتحملنا نفقات تموينه بالوقود فكانت أولى محطاتنا مبنى فرع هيئة حماية البيئة حيث تجولنا في أروقته ومكوناته واطلعنا على المعرض الدائم فيه وزرنا مبنى الأبحاث والدراسات المجاور له واستمعنا إلي شرح تفصيلي من مديره الأخ العزيز احمد سعيد عن الوضع البيئي للجزيرة والتحديات التي تواجهها الجزيرة بيئيا والأنشطة المنفذة وقد أدهشنا نشاط هذا الشخص وما يحمله من أفكار قيمة وحبه وارتباطه الشديد بالبيئة وحرصه الكبير على حمايتها وقد وجدنا أن فرع هيئة البيئة هو الحاضن لنشاط بعض المكاتب الأخرى ذات الصلة كالسياحة والمياه والدراسات البحرية . [c1]تحديات تنموية[/c]وفي مبنى هيئة حماية البيئة كان لنا موعد مع رئيس المجلس المحلي بمديرية حديبو الذي التقيناه واستمعنا منه إلى هموم الجزيرة ومشاكلها والتحديات التي تواجه المكاتب التنفيذية والسكان على حد سواء منها انقطاع الكهرباء وعدم توفر الطاقة الكافية وأيضا قلة المياه ومركزية القرار وصعوبة التنقل بين الجزيرة وعاصمة المحافظة والعاصمة صنعاء لمتابعة شئون الجزيرة بسبب غلاء تذاكر الطيران ، تعثر بعض المشاريع التنموية، وشحة الموازنات السنوية المرصودة للمكاتب التنفيذية ، وأيضا تعرض الجزيرة للعديد من المهددات من قراصنة يسطون على ثروة البحر ومهربين يحاولون تهريب ما تتفرد به الجزيرة ومواد بلاستيكية تدخل الجزيرة وتهدد بيئتها الحيوية وأكثرها تهديدا القات الذي بدأ يدخل الجزيرة ويباع في أسواق منظمة .وغيرها من المشاكل والتحديات الأخرى . [c1]مشتل العم أديب[/c]بعد ذلك توجهنا نحو مشتل العم أديب كما يسمونه الذي يقع على مقربة من الساحل الشمالي لمدينة حديبو وقد جلسنا لساعة في استراحة المشتل والتي سبق أن زارها الرئيس عبد ربه منصور عندما كان نائبا لرئيس الجمهورية وهناك تبادلنا الحديث مع العم أديب وبعض أفراد أسرته وأعطى فكرة للجميع عن كيفية إنشاء هذا المشتل وتوسعه فيه ومن دعمه واحتياجاته للوصول إلى نتائج مرضية وسارع الصحفيون إلى تدوين المعلومات والاسترسال في الأسئلة وهو يتحدث مع الجميع ومن ثم أخذنا في جولة داخل المشتل واطلعنا على مكوناته وجهوده وأفراد أسرته فيه وقد أعجبتنا فكرة توزيع المهام بنظام الإدارة المتكاملة على جميع أفراد الأسرة ذكوراً وإناثاً وقال أن الرئيس عبد ربه منصور هادي زرع في المشتل احدى شتلات شجرة دم الأخوين ورأينا آلاف الشتلات لشجر دم الأخوين والتي أخذت زراعتها مراحل وتنبت ببطء وأكد لنا ضرورة استكمال مراحل زراعة هذه الشجرة في المشتل بالمرور بعدة مراحل وصولا إلى عملية نقلها وإعادتها إلى موطنها الأصلي وهو أمر يحتاج إلى صبر ووقت وجهد وإمكانيات آملا أن يتوفر له الدعم اللازم لإتمام هذه المراحل حتى لا يذهب جهده هباء . وفي المشتل رأينا العديد من النباتات النادرة وقد دونا انطباعاتنا على سجل الزوار وأبدينا إعجابنا بما شاهدناه والتقطنا في المشتل العديد من الصور الفوتوغرافية للذكرى.[c1]دكسم وأشجار دم الأخوين[/c]وفي مساء اليوم نفسه توجهنا إلى منطقة دكسم حيث تنتشر أشجار دم الأخوين وقد شققنا طريقنا نحوها من خلال طريق أسفلتي ساحلي طويل ثم صعودا في جبال شاهقة حتى وصلنا إلى مناطق تكثر فيها أشجار دم الأخوين فتجولنا بينها والتقطنا الصور واعتلينا الأشجار ومرحنا كثيرا ثم قرر الجميع البقاء لوقت في استراحة الرئيس - وهي استراحة خصصت لرئيس الجمهورية ليمكث فيها عند زيارته للمنطقة بعض الوقت ويتناول وجبة الغداء ويأخذ قسطا من الراحة - وقد فضل البعض الجلوس وتناول وريقات القات التي اشتروها من السوق المجاور للمطار والتي مضى على جلبها للجزيرة من صنعاء أيام عديدة . فيما فضل البعض التجول في المكان والاستمتاع بما وهبه الله لهذه المنطقة من تفرد عجيب بهذه الشجرة النادرة جميلة الشكل بديعة المنظر متعددة الفوائد والاستخدامات .. هنا تذكرت يوم زرت إحدى المحميات الطبيعية في سورية قبل عدة سنوات واندهشت وقتها للاهتمام الرسمي بالطبيعة حيث كانت كل شجرة في المحمية تحمل لوحة معدنية صغيرة تم تثبيتها فيها ودون فيها اسم الشجرة ونوعها وعمرها والعمر الافتراضي لها والرقم التسلسلي لها وبطبيعة الحال هي أشجار عادية توجد في العديد من البلدان بشكل كثيف . لكن في بلدي الذي تفرد بهذه الشجرة النادرة (شجرة دم الأخوين ) لا اهتمام ولا حماية كافية ولا حتى ابسط الجهود للحفاظ على ما تبقى منها. بعد ذلك شققنا طريقنا في العودة إلى مدينة حديبو التي وصلنا إليها بعد ساعتين من السفر المتواصل وكانت محطة وصولنا مطعم تاج سقطرى الذي تناولنا فيه وجبة العشاء وكان يشهد ازدحاماً غير عادي نتيجة وجود عدد من الأفواج السياحية وبعض الشخصيات الاجتماعية في الجزيرة التي اعتادت أن تلتقي فيه مساء كل يوم . وهنا وفي الوقت الذي كنا بانتظار وجبة العشاء إذا بنا نفتقد الزميل عبد الباسط النوعة الذي اختفى عن الأنظار فقررت البحث عنه لأراه قد اقتحم بمسجلته صفوف السياح الجالسين على طاولات الطعام وبدأ يجري معهم الأحاديث الصحفية التي أراد أن يتفرد بها الملحق السياحي الصادر عن صحيفة الثورة وكلما انتهى من الحديث مع سائح انتقل إلى آخر حتى أن العشاء كاد يفوته .[c1]قلنسية ومحمية ديطوح[/c]في يومنا الرابع كانت وجهتنا منذ الصباح الباكر هي مديرية قلنسية التي تبعد نحو ساعتين ونصف من مدينة حديبو حيث بدأنا نشق طريقنا نحوها بعد ان اخذنا عدتنا من طعام ومياه تكفي لوجبتي الفطور والغداء وقد وصلنا إليها وكانت عاصمتها أي مركز المديرية متواضعة بأبنيتها مهملة في شوارعها ونظافتها كأنها قرية نائية تغيب فيها ابسط المقومات الأساسية من بنية تحتية وخدمات تنموية حتى شبكة الاتصالات الوحيدة في الجزيرة _يمن موبايل - معطلة . تجاوزناها نمضي طريقنا باتجاه محمية ديطوح البحرية وعند وصولنا تناولنا وجبة الإفطار ومن ثم سارعنا الخطى نحو البحر والاستمتاع بالسباحة والمرح بشاطئها الجميل ورمالها الناعمة فكنا نمضي وقتاً ممتعاً بين السباحة والجري على الشاطئ والتمرغ في الرمال والغوص تحتها والتسلق في التل الرملي المجاور غير آبهين بلسعات حرارة الشمس المحرقة التي ظهر أثرها على ظهورنا وتقشرت تباعا . وهنا وفي هذا المكان الجميل شهدنا حدثين مهمين احدهما يبعث السرور والآخر ينذر بكارثة وفاجعة لم يكن بمقدورنا تحملها . الحدث السعيد هو أن الفريق الصحفي نفذ مبادرة رائعة في تنظيف كل ما يشوه حسن وروعة الشاطئ من المواد البلاستيكية والمعدنية والمخلفات الأخرى والتخلص منها بعيدا عنه . والحدث السيئ هو أننا كنا سنفقد احد الزملاء وهو الزميل احمد الجبر - الإنسان الرائع الذي أعطى الرحلة نكهة خاصة بأخلاقه الرفيعة وتواضعه الجم ومبادراته في خدمة الزملاء - حيث كاد يوشك على الغرق في لحظة غفلة من الجميع وتهوره وحبه للمغامرة والتعمق في السباحة إلى أماكن منحدرة بالقرب من الصخور لولا عناية الله وتنبهي له في الوقت المناسب وإسراعي إليه ومساعدته على الخروج من المكان الذي كاد أن يغرق فيه ولكن مغامراته لم تتوقف وظل يسبح من جديد ويتعمق في السباحة داخل البحر إلى أماكن بعيدة ومع إصراره كنت أحاول أن لا ابتعد عنه وبقيت بجواره أسبح بشكل طبيعي وكأنني من محبي المغامرة مثله لكن مقصدي كان غير ذلك . [c1]غابات النخيل[/c]بعد وقت طويل قضيناه في شاطئ محمية ديطوح البحرية حتى وقت الظهيرة توجهنا نحو منطقة قيسو حيث ينابيع المياه العذبة وغابات النخيل الكثيفة وانواع الطيور وتناولنا وجبة الغداء وحضر معنا أمين عام المجلس المحلي لمديرية قلنسية وقد استمعنا منه إلى شرح تفصيلي عن وضع المديرية وما تعانيه والاحتياجات الضرورية فيها وابرز ما لخصه من احتياجات هي الكهرباء والمياه والوحدات الصحية والكادر البشري في قطاعي الصحة والتعليم والطرق وكلها احتياجات أساسية لا تزال المديرية تفتقر إليها .[c1]بحيرة غبة وسباحة الأطفال[/c]وفي طريق عودتنا من مديرية قلنسية عرجنا على البحيرة في قرية غبة التي تقع على الشريط الساحلي للمحيط الهندي بين قلنسية وحديبو وسط قرية صغيرة حيث توقفنا لوقت قصير فيها واستمعنا إلى مغامرات أطفال القرية في الغوص والسباحة فيها وقد قيل أن الغواصين لم يتمكنوا من الوصول إلى قاعها وانه يعتقد أنها تلتقي مع مياه بالبحر من فتحة في أسفلها . وما أدهشنا فيها أن أطفال القرية عندما رأونا نقف بكاميراتنا الفوتوغرافية التي نلتقط بها الصور سارعوا بالخروج من منازلهم بأجسامهم النحيلة وملابسهم الداخلية الممزقة وهم يسرعون الخطى مهرولين نحو البحيرة فيقفزون الواحد تلو الآخر ويغطسون في مياهها بشكل ينم عن مهارة عالية في الغوص والسباحة وقد أذهل الجميع طفل لم يتجاوز الثالثة من العمر كان يهرول نحو البحيرة والجميع مذهول من سرعة مشيته ومخافة أن يسقط على الأرض ويتأذى لكن الجميع صعق عندما وصل مسرعا إلى حافة البحيرة وقفز ليغوص في البحيرة ومنا من أطلق صيحاته (الولد .. الولد أنقذوه لقد قفز في الماء) لكن والده الذي كان على مقربة منا هدأ من روعنا وقال لا تقلقوا عليه انه سباح ماهر وقد بدأ السباحة في البحيرة منذ 6 أشهر ولا خوف أو قلق عليه .وفي يوم الجمعة اليوم الخامس لرحلتنا كان علينا البقاء بشكل إجباري في الاستراحة التي نزلنا بها في مدينة حديبو وقضينا يومنا بالمرح والتجول في داخل المدينة لان هذا اليوم بالنسبة لسكان الجزيرة يوم راحة .[c1]مغامرة مع الغوص في ديحمري[/c]وفي صباح يوم السبت اليوم السادس لرحلتنا كان لنا موعد مع مغامرة لم تخطر على بال حيث توجهنا إلى محمية ديحمري البحرية التي تبعد عن مدينة حديبو ساعة زمن بالباص وقد أذهلنا المشهد عندما وصلنا إليها لجمال المنظر الذي رأيناه في هذه المحمية وقد سارعنا الخطى واقتنينا من صاحب المحمية وحارسها عدة الغوص وبدأنا يومنا بمغامرة لم يسبق لواحد منا أن خاضها لقد إصابتنا الدهشة وصدمنا بجمال ما رأيناه عندما بدأنا بالغوص وطبعا لم يخض هذه المغامرة سوى نفر قليل منا لان العديد تخوف من الغوص وكنت والزميل احمد الجبر أكثر المغامرين حيث غصنا إلى أماكن بعيدة عن الشاطئ ويا لروعة ما شاهدناه : آلاف الأسماك بأشكالها الجميلة وأحجامها المختلفة وألوانها البديعة الزاهية تجول وتتحرك من حولنا بنظام طبيعي فريد وكأننا أصبحنا جزءاً منها وكل منا قد الف الأخر وشاهدنا كتلاً كبيرة ومتعددة ملونة من الشعب المرجانية وكيف تتغذى الأسماك منها كما شاهدنا العديد من القنافذ البحرية والكائنات التي لا نعرف مسمياتها ورأينا عدداً كبيراً من ثعابين البحر التي أن أزعجتها لن تترد في أذيتك ولكنا كنا مسالمين ونمر من حولها وكأننا جزء من كائنات البحر التي تمتزج ببعضها لتشكل لوحات جمالية نادرة يعجز الإنسان عن وصفها . وحقا لقد ذهلنا مما رأيناه تحت الماء من جمال بديع لا يوصف فكم مرت من جوارنا أسراب من الأسماك كل سرب يضم آلاف الأسماك وكل نوع يمضي ويتجول ويشق طريقه مكونا أشكالاً هندسية رائعة .. بصراحة انه جمال تعدى الخيال وأجدني عاجزاً عن وصفه ووصف مشاعري حينها وأنا مع هذه المخلوقات الجميلة والشعب المرجانية التي تتربع في قاع البحر والأسماك الملونة بأشكالها المختلفة تسرح وتمرح بين كتل ضخمة من الصخور وتدخل وتخرج في كهوف أخذت أشكالاً في قاع البحر . وما زاد المشهد روعة وجمالا أن البحر حينها كان هادئا . ولروعة ما شاهدناه فيها قررنا العودة إلى هذا المكان مساء يوم الأحد لنستمتع أكثر بمغامرة لم نألفها وهي الغوص في هذه المحمية البحرية الرائعة وكم تحسرنا أننا لم نستطع أن نوثق تلك اللحظات الرائعة بالصورة لعدم توفر كاميرا تصوير مائية مع أي منا لذا قرر الزميل احمد الجبر أن يغامر أكثر وان يلف جواله الثمين بكيس بلاستيكي شفاف ولف حوله لاصقاً شفافاً من كافة النواحي واستغرق ذلك وقتاً غير أن المغامرة لم تنجح وتعطل جواله دون أن يحقق الهدف المنشود .[c1]زيارة للميناء البحري[/c]وفي اليوم ذاته وقبل أن نصل إلى محمية ديحمري البحرية ونحن في طريقنا إليها عرجنا على الميناء البحري لسقطرى وصعدنا فوق احدى السفن التجارية التي كانت ترسو في الميناء وتبادلنا الحديث مع أفراد طاقم السفينة والعمال الذين كانوا يعملون على إفراغ حمولة السفينة من البضائع والمواد الاستهلاكية والغذائية وفي الميناء التقينا بقائد القوات البحرية وطلبنا منه توفير زورق بحري للفريق الصحفي للقيام برحلة بحرية وقد ابدى استعداده واتفقنا على اللقاء صباح اليوم الثاني وفعلا التقينا صباح يوم الأحد وذهبنا برفقة أفراد من البحرية في جولة بحرية استغرقت عدة ساعات في البحر بعد أن البسوا معظمنا سترات واقية من الغرق للطوارئ والتي لم تكف العدد وخلال الرحلة البحرية التقطنا العديد من الصور الفوتوغرافية للجزيرة من البحر وأيضا صور للفريق الصحفي ونحن وسط البحر وقد شاهدت بعض السلاحف التي كانت تسبح في عمق البحر وسمعنا أن صيد السلاحف ممنوع في الجزيرة ، وقد كانت رحلتنا البحرية ممتعة وشاهدنا بعض المراكب الراسية التي تم مصادرتها والتي تتبع القراصنة الصوماليين الذين القي القبض عليهم وتمت محاكمتهم .[c1]زيارة إذاعة سقطرى[/c]وفي مساء ذلك اليوم توجهنا إلى إذاعة سقطرى حديثة العهد والتي لم يتجاوز عمرها الثلاثة أشهر ولان البث فيها يقتصر على الفترة الصباحية لم نلتق فيها سوى بعدد قليل من العاملين الذين أعطونا فكرة كاملة عن طبيعة العمل في الإذاعة والخارطة البرامجية والتوجهات المستقبلية للعمل الإذاعي فيها.[c1]العودة إلى صنعاء[/c]بعد رحلة ممتعة قضيناها في الجزيرة واستمتعنا فيها بأوقات رائعة وتجولنا في العديد من المواقع والأماكن السياحية والطبيعية النادرة كان موعدنا صباح يوم الاثنين مع رحلة العودة إلى صنعاء عبر رحلة طيران السعيدة التي أقلتنا عبر مطار الريان وعدن في محطتي ترانزيت قصيرة عشنا خلالها أوقاتاً ممتعة من المرح والضحك حتى وصلنا إلى مطار صنعاء وكل فرد منا يحمل العديد من الذكريات الرائعة عن جوهرة ثمينة هي جزيرة سقطرى وكلنا أمل في أن تتكرر الزيارة وان نستكمل فيها رحلتنا الاستطلاعية للمناطق التي لم تسنح لنا فرصة الوصول إليها في رحلتنا هذه .. تحية لمجلس الترويج السياحي الذي نظم هذه الرحلة وتحية لجميع الزملاء المشاركين فيها وتحية لقرائنا الكرام.