خاطرة
بلغني أيها الملك السعيد أن الحضور الدائم يجعل الأمر عادة، وأنا اخترت الابتعاد ليس هربا منك وإنما اقتراب أكثر إليك، فأحيانا يكون القرب الدائم سببا في الدخول في روتين مقيت والابتعاد في تقريب الاقتراب. وأختفي ليس مللا ولكن تجددا وإعادة للحياة . دع جنونك يتعقل ودعني أرتب أوراق حكاياتي كما يحلو لي فالقفز فوق الأحداث يحرقها، ولا تتعجل النهايات يا شهريار فتفقد لذة الاستمتاع بما لديك. اختبر ذاتي وذات كل من مثلي قد تبعثرت مشاعرها بين البعد والوجد وأراوح في ذلك الحال بين التعقل والجنون، بين أن أترك النفس تنقاد وراء ذالك الخيال الذي أعادني إلى شهرزاد الأولى التي قلبت موازين شهريار وقناعاته وبيني أنا التي تعيش عصراً قد تغيرت مفاهيمه وقيمه. كيف لي أن أوازن بين الشخصيتين في أعماقي وكيف لك أن تتقبل شهرزاد الحاضرة والمتحضرة في آن.حكاياتي يا سيدي تحمل كثيرا من شجن، نتخبط فيه فلا نستطيع أن نعيش بمعزل عن ما يدور حولنا، تمنيت أن أطير على بساط الريح لأجد مكانا في هذا العالم ليس به مأساة أو قضية فلا أكدر خاطرك ولا أشغل بالك، ولكني أعرف أنك لا تريد أن تكون بعيدا عن آلام المسحوقين المتعبين كما يفعل حكام هذا الزمان. اعذرني إن كان غيابي قد أحزنك وأفزعك، لكن ثق أنك معي بروحك، أحرسك وأرعاك ولا أجرحك.