لأن نجاح المرأة يغيظ أصحاب الأخيلة المريضة والنيات السيئة ورافضي نجاح النساء، فقد قاموا بتحريف المقولة السائدة المعروفة (وراء كل رجل عظيم امرأة ) إلى تصور وهمي مفاده :( وراء كل امرأة ناجحة كتف رجل ) !.فقد وضع هؤلاء المرأة الموهوبة والمبدعة في دوائر اتهاماتهم وتشكيكاتهم الواهية ، إذ يرفضون الاقتناع أو الاعتراف بمقدرة المرأة على التفوق إلى درجة تجتاز بها تفوق الرجل ، لذا فهم يلصقون نجاحها برجل أو مجموعة رجال !إذ نسمع أولئك الحجريين يتفوهون بالحماقات حينما تقدم المرأة إنجازا معينا في ميدان عملها ، لاسيما إذا كانت في مطلع حياتها المهنية ، ومن قبيل تلك الحماقات : لم تنجز العمل وحدها بل ساعدها فلان ، او قام علان بالعمل بدلاً عنها.. و ..غير ذلك من الأقوال المجحفة التي يطلقها الفاشلون من كلا الجنسين .ولسنا نغفل النظر عن بعض النساء اللواتي يستغللن أنوثتهن ويتسلقن على الأكتاف من أجل تحقيق نجاح يصنعه لهن الآخرون .. أولئك الذين غالبا ما تحلو لهم لعبة خداع الناس وهم يصنعون من هذه أو تلك أكاذيب قد لا تستمر طويلا ، فلربما تزول الأكتاف لظرف أو لآخر ، وتنكشف حينذاك حقيقة البالونات وهي تنفجر بوخزة إبرة .و بعيدا عن المتسلقات ، نجد من المهم إنصاف المرأة الموهوبة التي تبذل كل طاقاتها من أجل أن تحقق لنفسها ولمجتمعها ولوطنها شيئا تفخر به ويسجل في تأريخها الشخصي ..هذه المرأة التي تتحدى كل المتاعب المحيطة بها من أجل أن تعيل أسرتها او نفسها في عالم صعب ماديا من ناحية ، ومن أجل أن تحقق نجاحا معنويا من ناحية أخرى ..هذه المرأة التي تقدم عصارة روحها وفكرها من أجل الإبداع ، يصبح ( امتيازها وتميزها محنة )! في عين زميل مغتاظ أو زميلة أدنى منها نجاحا أو رجل محبط أو متخلف يرفض بروز المرأة .كونوا موضوعيين في كلامكم وآرائكم بشأنها .. ولا تتجنوا على المرأة الموهوبة الكفؤة الصادقة التي لا تحتاج إلى ( كتف رجل )..وأصلحوا تصوركم السقيم ، وانفضوا عن رؤوسكم غبار التخلف ، واستبدلوا أنيابكم بأسنان بشرية اعتيادية ، فالأنياب لابد أن تنكسر أمام صدق المرأة المبدعة وكفاءتها ومقدرتها ، وعند ذاك تدوس المرأة عليها وتسحقها بقدميها .. فالعمل الإبداعي والمهم يفرض نفسه على الجميع سواء بتشجيع من الغير أو بغير تشجيعهم ، والزمن كفيل بتوضيح مدى كفاءة هذه المرأة أو تلك ، ومهما اشتدت المعوقات التي توضع أمام مسيرة المرأة ، لابد أن تحقق الشيء الكثير سواء أرضيتم أم لم ترضوا .كفاكم لغوا ، واسألوا أنفسكم .. ألا يوجد رجال يصعدون على أكتاف النساء؟.
|
ومجتمع
المبدعة وأنيابهم
أخبار متعلقة