تعرضوا للتهديد وإطلاق الرصاص من قبل مواطنين:
سامي يحيى البعيثي - تصوير/ماجد الكامل:حسان ابيض/ بنط النص (الرياضي)لم تخفهم التهديدات.. أو توقفهم الرصاص والأصوات عن مواصلة عملهم في مشروع السائلة (الحصبة - الكلية الحربية)، فقد تعرض العمال والمهندسون العاملون في هذا المشروع لإطلاق نار مرات عديدة.. ونهبت سيارة أحدهم.. لكن إصرارهم على البقاء في الموقع أفشل كل تلك المحاولات الرامية إلى إيقاف العمل في هذا المشروع.. فبعض المتضررين لجأ إلى استخدام أساليب التهديد وإطلاق النار لاعتقادهم بأن هذه الطريقة ستضمن لهم سرعة صرف تعويضاتهم.. لكن أمين العاصمة التقى بهم ووعدهم بمتابعة حل هذه الإشكالية مع وزارة المالية التي لم تعتمد في موازنة العام الحالي أي مبالغ تتعلق بالتعويضات.. ولمعرفة المزيد من التفاصيل حول أبرز الصعوبات التي تعرقل مرحلة التنفيذ لهذا المشروع.. تم النزول الميداني الى المناطق التي تجرى فيها الأعمال الإنشائية وخرجنا بالحصيلة التالية:التقينا في البداية بالمهندس / عارف طاهر الشجاع - المدير الفني لوحدة مشروع السائلة الذي تحدث إلينا قائلاً: إن مشروع السائلة الشمالية المرحلة الخامسة.. يقع في شمال أمانة العاصمة (الحصبة- الكلية) وهو عبارة عن امتداد واستكمال السائلة العظمى. وتعتبر الناقل الرئيسي لمياه السيول كافة.. التي تمتد من جنوب الأمانة (الرئاسة) إلى شمال الأمانة باتجاه المطار.. وتصب فيها جميع النوافل الفرعية من الغرب (قناة الدائري - سواد حنش) ومن الشرق (قناة زايد - الفجيعة) ويبلغ طول هذا المشروع 3300 متر، وبكلفة إجمالية 18 مليون دولار أمريكي.. أي ما يعادل حوالي 4 مليارات ريال.وعن أهداف المشروع قال: إن المشروع الذي يموله الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي بنسبة 80 % والحكومة اليمنية بنسبة 20 %.. يهدف إلى حماية السكان والمباني والمنشآت من أضرار وكوارث السيول وتحسين الوضع البيئي والحضري.. وكذا المساهمة في تخفيف الازدحام والاختناقات المرورية في الشوارع من خلال استيعاب جزء كبير من الحركة المرورية، كون السائلة هي أقصر طريق يربط جنوب العاصمة بشمالها.. من دون أي تقاطعات وإشارات مرورية. مشاريع التنميةونوه المدير الفني لوحدة مشروع السائلة بما يحظى به المشروع من اهتمام كبير من قبل القيادة السياسية ممثلة بفخامة رئيس الجمهورية والحكومة وقيادة أمانة العاصمة، الذي أصبح اليوم من المشاريع الإستراتيجية العملاقة.وثمن المهندس عارف شجاع اهتمام ودعم الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي لمشاريع التنمية في اليمن ومنها مشروع السائلة.. مؤكداً أن وحدة تنفيذ مشروع السائلة ستعمل بكل تفان لإنجاز مشروع حماية مدينة صنعاء من أضرار السيول، وبحسب التصاميم والمخططات الموضوعة، وبما يحقق الأهداف المرجوة من المشروع في حماية العاصمة من أضرار السيول المتدفقة من الجبال المحيطة بها من كل جانب.وتابع الشجاع قائلا: إن هناك بعض المواطنين قاموا بمحاولات عديدة لإيقاف العمل في هذا المشروع.. بعضهم يبرر ذلك بتأخير صرف تعويضاتهم.. والحقيقة أن وزارة المالية هي من رفضت اعتماد تلك التعويضات ضمن موازنة العام الحالي.. لكن أمين أمانة العاصمة وخلال زيارته الى الموقع التقى المتضررين ووعدهم بمتابعة هذه القضية.تحويل مسار السائلةالمهندس / إبراهيم العديني - مدير المشروع العقد رقم (2) قال إنه تم توجيه مذكرة الى المؤسسة العامة للكهرباء بشأن إزاحة عمود كهرباء الضغط العالي.. الواقع على مسار السائلة في تقاطع شارع النصر.. ويهدد العاملين في المشروع، فكان رد مؤسسة الكهرباء أن نقوم نحن بتنفيذ شبكة إضافية بكلفة عشرين مليون ريال.. وحين قام المهندس/ معين المحاقري وكيل أمانة العاصمة لقطاع الشئون الفنية بزيارة إلى الموقع استدعى المسئولين بالكهرباء.. ووجههم بإزالة العمود ورفضوا تنفيذ هذه التوجيهات.. واقترحوا تحويل مسار السائلة.. وهذه إشكالية أكبر بكثير حيث أن التعويضات ستكون بمئات الملايين من الريالات.وأضاف المهندس العديني: أن هناك بعض المنازل التي تقع على ضفاف السائلة.. لم تربط بشبكة الصرف الصحي لاسباب قد تكون فنية او مالية..وقد شكلت عائقاً بسبب التصريف المباشر الى مجرى السائلة.. وهناك بعض المساكن لديها بيارات داخل مجرى السائلة.. وقمنا بحفر بيارات مؤقتة حتى يتم ربطها بالصرف الصحي الجديد خلال ايام.. والحل النهائي يتمثل في استكمال اعمال الربط عن طريق الجهات ذات العلاقة.. فهناك مهندسون من مؤسسة المياه والصرف الصحي متواجدون بشكل دائم.. وقد رفعوا بالحلول لهذه الإشكالية. البرنامج الزمنيالمهندس / نجيب غرسان - مدير المشروع العقد رقم (1) تحدث عن وجود عراقيل كثيرة وتهديدات من قبل المواطنين بإيقاف العمل بالمشروع.. وبصورة متكررة وعلى امتداد المشروع.. حيث أن البعض يطالبون بتعويضهم عن منازلهم التي كانت واقعة في مجرى السائلة.. ويدعون أنه لم يتم تعويضهم حتى الآن.. والبعض الآخر يطالبون بإقامة جسور مشاة قريبة من منازلهم.. بينما في حقيقة الأمر، هناك جسور موزعة بالأماكن التي يوجد فيها ازدحام في حركة المشاة.. وكذلك قريبة للمداخل والمخارج على ضفاف السائلة.وأضاف: نحن نحاول الإسراع في استكمال أعمال الصب الخرساني لقاع السائلة، قبل موسم هطول الأمطار.. إلا أن هذه العراقيل ستحول دون إنجاز ذلك.. مؤكداً أن نسبة الانجاز حتى الآن 15 %، وهذا يعني أن شركة صنعاء المنفذة للمشروع قد سبقت البرنامج الزمني.. كما أكد أن أن الشركة متجاوبة ومهتمة بإنجاز العمل وفق المواصفات وتعليمات الاشراف..نهب سيارة مهندسمن جانبه قال المهندس ناظم العبسي - نائب مدير المشروع العقد رقم (2) إن هناك مواطنين صدرت لهم أحكام قضائية بتعويضهم بمبلغ 30 مليون ريال.. إلا أن المالية لم تدرج المبلغ ضمن الموازنة.. وقاموا بمحاولات كثيرة لإيقاف العمل في المشروع.. وإطلاق الرصاص على العمال والمهندسين .. ونهبوا سيارة أحد الزملاء المهندسين : وقام في هذه الأثناء قام أمين العاصمة /عبدالقادر علي هلال بتكليف الأخ / حمود النقيب عضو المجلس المحلي بأمانة العاصمة.. بالنزول إلى المنطقة والتقى المواطنين وتم حل هذه الإشكالية وإعادة السيارة المنهوبة.وأشار العبسي إلى أن المواطن يعتبر هو المستفيد الأول من هذا المشروع وبالتالي ينبغي له أن يدرك أهمية إنجازه.وأضاف العبسي : لقد نفذنا مشروع الإنارة في 2008م وبكلفة إجمالية 90 مليون ريال.. من جسر الراعبي حتى شارع النصر وبطول 6 كم. إلا أنها تعرضت في 2011م للسرقة والتدمير بشكل كامل.. ويفترض أن تقوم المجالس المحلية بإعادة تنفيذ الإنارة من جديد.إيقاف العملالمهندس / أشرف عبدالملك الجولحي - نائب مدير المشروع العقد رقم (1) قال: للأسف المواطنون يحاولون إيقاف العمل من خلال الاعتداء على العمال والمهندسين.. وبعضهم قام بالفعل بإيقاف العمل في أكثر من منطقة.. ونحاول قدر الإمكان حل مثل هكذا إشكاليات من خلال التواصل مع الجهات المعنية في الأمانة والأمن والمجالس المحلية.. وهناك بعض المواطنين يطلبون إضافة جسور مشاة.. رغم أن وجود أربعة جسور تعتبر كافية.. ولذلك نحن نحاول إيجاد حلول لهذه المشاكل.. مؤكداً أن نسبة الإنجاز في المشروع 15 % وتم استيعاب 150 شخصاً من أبناء المناطق المطلة على السائلة للعمل في مشروع السائلة.وعن اتفاقية المشروع قال:هي تنص على القيام بتنفيذ وصيانة مشروع حماية صنعاء من أضرار السيول ـ السائلة الشمالية ـ المرحلة الخامسة (السجن المركزي ـ الكلية الحربية ) وفقاَ للرسومات والمواصفات الفنية وجداول الكميات والشروط العامة والخاصة.. والمتطلبات المحددة في وثائق المناقصة.. وذلك خلال 19 شهرا ابتداء من تاريخ التوقيع.. وحسب الاتفاقية فالمشروع يهدف إلى استكمال أعمال الشبكة الرئيسية لتصريف مياه الأمطار للمنطقة الشمالية من العاصمة صنعاء وتأهيل مجاري السيول للقيام بوظيفتها الطبيعية وتحسين الوضع البيئي والحضري لمنطقة المشروع..من خلال عناصر المشروع المختلفة.. فضلاَ عن اشتماله على خط صرف صحي مستقبلي للتوسعات المستقبلية..مؤكداً الالتزام بالمواصفات الفنية ودقة الأعمال المنفذة ووفق البرنامج الزمني المحدد.. مشدداً على تلافى إي أخطاء ومراعاة اللمسات الجمالية والمساحات الخضراء بالإضافة إلى التمديدات والسلامة المرورية.البرنامج الزمنيالمهندس/توفيق صالح العثماني- مشرف على تنفيذ الاعمال عقد رقم (2): نحن نتواجد منذ الصباح للإشراف على الأعمال التي يتم انجازها في المشروع..والحقيقة أن الجميع يعملون كفريق واحد..همهم الاول والاخير أنجاز هذا المشروع وفقاً للمواصفات والمدة الزمنية المحددة في العقد.. فعندما يقوم المسئولون كأمين العاصمة والوكلاء وغيرهم.. بزيارات تفقدية إلى مواقع المشروع فإن ذلك يعطينا حافزاً معنوياً كبيراً.. ويجعلنا أكثر اهتماماً وحرصاً على بذل كل الجهد والوقت في سبيل إنجاز هذا المشروع.. الخدمات الأساسيةالمهندس / طارق محمد القديمي استشاري شبكة الصرف الصحي بأمانة العاصمة (مشروع السائلة): عندما تنفذ البنى التحتية للمدن يفترض ان تبدأ بتنفيذ الخدمات الأساسية (صرف صحي - مياه- هاتف - مجاري سيول) حتى نقلل من كلفة تلك المشاريع التي تنجز..والمثال على ذلك متابعة التنفيذ ولأول مرة في مشروع السائلة المرحلة الخامسة..حيث قمنا بالتنسيق قبل إعلان مناقصة المشروع..وتم ادراج مشروع الصرف الصحي المستقبلي لمواجهة التوسعات المستقبلية.. ومن اجل عدم ازالة وقلع ارضية السائلة لتمديد خطوط الصرف الصحي.. وفي تصوري.. يفترض ان يتم تشكيل جهاز فني يسمى البنية التحتية للعاصمة يكون الجهة المعنية بالإشراف والتنفيذ وبرمجة مشاريع البنية التحتية..منعا لتكرار عشوائية التنفيذ.. والتنسيق للمشاريع القادمة بحيث يتم تنفيذ الخدمات ضمن مشروع السائلة في أكثر من منطقة.تذليل الصعابالأخ / محمد عبدالعزيز التام- المدير العام لمؤسسة عبدالعزيز التام مدير عام الشركة المنفذة لمشروع السائلة العقد رقم (2) تحدث عن المشاكل التي تعيق أعمال التنفيذ منها ما يتعلق بالتعويضات الخاصة بالمتضررين وقيامهم بإيقاف العمل وتهديد العمال..وأيضا وجود أعمدة الكهرباء التي تقع في السائلة وتعيق سير العمل..لكنه أكد أن هناك عوائق يتم حلها بفضل جهود تبذل من قطاع الشئون الفنية بأمانة العاصمة والكادر الإشرافي الموجود..ويعملون جميعاً على تذليل كل الصعاب والمشكلات التي تواجه سير العمل في هذا المشروع.وأضاف التام قائلاً: الحقيقة أن المواطنين الساكنين على ضفتي السائلة.. متفاعلون جداً ومتعاونون الى أبعد حد.. صحيح أنه حدث إطلاق نار لكن الحمد لله لم يصاب أحد من العاملين أو المهندسين في موقع المشروع..ويفترض أن مؤسسة الكهرباء تقوم بسرعة ازالة الاعمدة التي تقع في السائلة..مشيداً بالتعاون الايجابي من أمين العاصمة والمسئولين في المجلس المحلي والوكلاء.. وتفهمهم لأهمية ومتابعة حل أي إشكاليات.. مشيداً في ذات الوقت بالمهندسين المشرفين على المشروع والذين يتابعون سير العمل لحظة بلحظة وجميعنا نعمل كفريق واحد..خسائر كبيرةالمهندس/حمود شرف الدين- مدير المشروع التابع لشركة صنعاء للهندسة والمقاولات المنفذة للمشروع العقد رقم(1): حقيقة الامر نحن نواجه كثيراً من الاشكاليات والعراقيل..ونتعرض للتهديدات بصورة شبه يومية من قبل بعض المواطنين..وهذا بلا شك يكبد الشركة خسائر كبيرة نتيجة توقف العمل بالمشروع..لذلك نتمنى من الجهة المشرفة على مشروع السائلة في مرحلته الخامسة..أيجاد الحلول العاجلة لهذه الاشكاليات..حتى نتمكن من استكمال أعمال الصبيات الخرسانية لقاع السائلة قبل موسم هطول الامطار..لم يتم تعويضيالأخ/ ناصر يحيي بدر الدين- أحد المواطنين الذين لم يتم صرف مستحقاتهم من التعويضات تحدث قائلاً : حين تم القيام بمشروع شق السائلة في العام 2005م..اخذت مساحة كبيرة من أرضي لصالح السائلة في حدود 31 لبنة..ولم تبقى إلا مساحة قليلة..حينها قامت وحدة تنفيذ مشروع السائلة برفع مذكرة تتعلق بصرف التعويض.. وهناك تقارير المهندسين الذين نزلوا الى الموقع.. إضافة إلى تقارير المهندسين من الأشغال والمديرية.. كل تلك الوثائق رفعت الى أمين العاصمة وحينئذ وجه بصرف التعويض من اللجنة.. وقبل اشهر وجه أمين العاصمة وحدة السائلة بالصرف الى أنهم أفادوا بانه لم يتم رصد أي مبالغ للتعويضات ضمن موازنة العام الحالي.. ووعدوني باستكمال إجراءات صرف التعويض لكن للأسف وجدنا مماطلة وعدم جدية في انها هذه المشكلة.