من يتابع جانباً من نقاشات بعض أعضاء مؤتمر الحوار الوطني، يستغرب اهتمامات بعض الأعضاء التي اقتصرت على الحديث عن نوعية الأكل الذي يقدم إلى الأعضاء الموقرين، واسم البنك أو الصيرفي الذي يتوجب على اللجنة الفنية إرسال مخصصاتهم المالية عبرها وأمور تفصيلية كثيرة لا ناقة للمواطن فيها ولا جمل .. على أن ذلك لا يقلل من قضايا الوطن الكبيرة التي لاحت في نقاشات البعض تحت سقف مؤتمر.. اللهم امنحنا الصبر ونحن نرى هذه النخبة وهي تقارن بين أفضلية أكل الساندويتش أم تناول الزربيان في وجبة الغداء ؟! ــــــــــــــــــــــــــــــالدعوة إلى حكم محلي واسع الصلاحيات التي كنا نحتاج إليها قبل سنوات قليلة لم تعد ذات قيمة، والمزاج الوطني في الجنوب وفي مناطق أخرى من اليمن يلزمنا بالبحث عن صيغة حديثة لدولة تستوعب تجربة الماضي، وتفتح آفاقاً جديدة للتقدم.ــــــــــــــــــــــــــــــيبدو أن «الإخوان» في مصر لا تتسع صدورهم لمنتقديهم، وقد كانوا أكثر من انتقدوا النظام السابق فوضعهم في السجن. اليوم خرجوا هم من السجن فصاروا يهددون منتقديهم بالسجن، بعد أن صدّقهم الناس واختاروهم بناءً على وعودهم بأنهم من سيقيم العدل وفق منهج «فإنْ أخطأت فقوموني»، لكنهم لم يطيقوا صبراً مع تقويم برنامج تلفزيوني ساخر تقتضي طبيعته النقد ويقتضي دوره الإعلامي وضع الشخصيات العامة تحت الضوء. ــــــــــــــــــــــــــــــالعالم كله يرقبنا ويتابع خطوات مؤتمر الحوار متفائلاً حيناً، ومشفقاً حيناً آخر، ولعل أول ما يحزن الآخرين سواء كانوا من أشقائنا أو من أصدقائنا، طريقة تعامل بعض المؤتمرين مع زملائهم، وما يبديه البعض من نفور وانقباض تجاه أخيه الذي جاء لكي يحاوره ويتعرف منه على نقاط الخلاف التي صنعت الجفوة الراهنة، وعلى نقاط الالتقاء، إذ لا يصح ولا يجوز أن يدمر بعضنا بعضاً وأن تصل الخلافات بين أبناء البلد الواحد إلى حد الاقتتال ولو بالكلام. ــــــــــــــــــــــــــــــلا احد ينكر عظمة الاحتجاجات، وتصاعد أعدادها، وما الحشود المليونية في ساحتي الحرية بخور مكسر والمنصورة، إلا دليل ساطع على ما وصلت إليه القضية الجنوبية من سمو، وجنوح وطموح!لكن هذا المد الجنوبي الهادر يحمل في ثناياه تموجات و تعرجات تعترض سير السمو و التفوق والنبوغ لتلك التجربة الإنسانية الفريدة في زمن القوة، والثورات، والفتوات، وبكل أسف سمح لها طواعية بالانسلال داخل الجسم الجنوبي بسهولة دون وعي أو إدراك، لخطورة موقف.ــــــــــــــــــــــــــــــالصحافة في اليمن -إلا ما ندر- صحافة طلبة الله أكثر من أي شيء آخر..صحافة لا تستنطق ولا تستقصي ليست صحافة، بل إشاعة. .ـــــــــــــــــــــــــــبالتأكيد للمدرسين حقوق يجب الالتفات لها، والمطالبة بها بمسؤولية، لكن مع استشعار التزاماتهم تجاه طلابهم.. وليس مقبولاً بأي حال من الأحوال أن تهدر عشرات السنوات من أعمار آلاف الطلاب، لمجرد أن هؤلاء يطالبون بحقوقهم بطريقة هوجاء مفرطة، هي - للأسف- أسوأ ما خلفته تلك التي كنا نعتبرها ذات يومٍ ثورة كرامة، تنتصر للإنسان والمدنية والتنمية، فإذا هي بمخرجاتها هذه ضربٌ من الفوضى والتخلف والعبث والأنانية.ومهزلة كبرى أن تتعامل وزارة التعليم العالي، والحكومة برمتها، بخفة مع هكذا انتكاسة وفوضى تعليمية، أحبطت الطلاب، وأدخلتهم مرحلة اليأس المبكر، قبل التخرج لمواجهة همّ الوظيفة، وتحقيق الأمنيات.
للتأمل
أخبار متعلقة