في البدء اعبر عن تفاؤلي بنجاح مؤتمر الحوار وذلك من خلال مشاركة كل القوى السياسية الفاعلة ومن ضمنها الحراك الجنوبي بالاضافة الى منظمات المجتمع المدني والمستقلين والشباب والمرأة وحتى المهمشين لذا فالجميع حضر للمشاركة ووضع هدفه الاساسي هو مصلحة الوطن فوق كل الاعتبارات.يجب علينا الاستفادة من تجارب الدول التي سبقتنا في الحكم الرشيد، والسير في خارطة الطريق المرسومة من اجل السير بالبلد الى مستقبل مشرق، فنحن مع يمن اتحادي يمن يتسع للجميع يمن لا يستثني احداً، يكون فيه الغالب هو الشعب اليمني.دعونا نحكم العقل ولو مرة واحدة، لانه ليس هناك اخطر من طغيان العاطفة على العقل عند اتخاذ القرارات المصيرية لذا يجب عينا ان نعود من حيث كان يجب ان نبدأ فالفيدرالية هي الحل الوسط بين الاندماج العاطفي والانفصال اللاعقلاني والفيدرالية والدولة الاتحادية مطروحة من قبل العديد من القيادات في جنوب الوطن وشماله، في هذه الظروف التي تعيشها بلادنا والمنطقة العربية.ان الاحتفاظ بعلاقات عقلانية ومنطقية خير من تمزيق الوطن وقطع الرحم وبالفعل فالمثل يؤكد ان العقل قبل شجاعة الشجعان .. وصدق الله بقوله في الآية الكريمة (وما كان ربك ليهلك القرى بظلم واهلها مصلحون) وقول النبي صلى الله عليه وسلم (مثلما تكونوا يول عليكم).فالحوار فرصة تاريخية لحل المشاكل وتحديد شكل الدولة الجديدة. فهو وسيلة اليمنيين الوحيدة لتجنب الحروب الاهلية وتدمير آمال ومقدرات البلاد والعباد، ومن خلاله شكل اليمنيون مشهداً حضارياً. فمعظم شعبنا اليمني يريد السلم وينبذ الحرب. فبالتصميم والإرادة يجب ان نصل في حوارنا هذا الى النجاح، فالافضل لنا ان نتحاور اليوم بدلاً من ان نتقاتل غداً .. ونامل من الجميع ان يجعلوا المؤتمر يسير بخطى ثابتة ليصل اليمن الى بر الامان بإذنه تعالى.ونؤكد هنا ان ابناء شعبنا اليمني يؤمنون بأن ثقافة الحوار مبدأ حضاري. فالايمان يمان والحكمة يمانية كما نرجو ونامل ونتعشم من مؤتمر الحوار الالتفات الجاد لجميع القضايا والمطالب ومعالجتها بجدية، كما ندعو جميع النشطاء ومنظمات المجتمع المدني والقوى السياسية والاجتماعية من اليمنيين في داخل الوطن وخارجه الى الإسهام الفاعل ومواكبة تهيئة اجواء الحوار الوطني الشامل ودعم عملية التحول الديمقراطي.ومن خلال متابعتنا لجلسات مؤتمر الحوار الوطني شاهدنا ثقافة جديدة بدأت تتجلى وتظهر في المؤتمر، كالمساواة في النقاشات بين الجميع وعدم التمييز بينهم في الاجتماعات، فالجميع هو اليوم جزء من المعادلة.ونتمنى ان يكون مؤتمر الحوار بوابة الى المساواة بين الجميع في كل موقع وفي كل مكان من مناطق اليمن، وعندها ستزول معظم المشاكل والقضايا ويعيش الشعب في ارضه حراً كريماً مرفوع الرأس وبدون غربة، ونبعد عن العقود الماضية التي عاشها الشعب اليمني في غربة داخل وطنه حتى انه كان محروماً من حق المساواة والعدالة والمواطنة .. فهلموا إخواني نمد ايدينا لبعض ونتساعد فيما بيننا كل من جانبه لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني الشامل من خلال رص الجهود وتصفية النفوس أولاً وقبل كل شيء، ومن ثم يجب على الجميع أن يضع اليمن وأمنها واستقرارها في عقله وفوق كل الاعتبارات، كما يجب علينا أن يحترم بعضنا بعضاً فكل لديه رأي خاص به، سواء الأطراف المشاركة في المؤتمر أو الرافضة، فعلينا احترام رغبات جميع الأطراف بما ينسجم مع تطلعاتهم.. ولا ننسى ضرورة أن تحل القضية الجنوبية الحل الجذري والسليم باعتبارها من القضايا ذات الأولوية في الحوار من ناحية، ومن ناحية أخرى بناء الدولة المدنية الحديثة وشكل نظام الحكم ودستور البلد وآلية صياغته.النجاح وفي الأخير أحب أن اؤكد لكم من خلال رأيي المتواضع هذا أنه لا يمكن لمؤتمر الحوار الوطني الشامل النجاح بدون نجاح حل القضية الجنوبية، فالمواطنون في جنوب اليمن خرجوا للتعبير عن آرائهم والمطالبة بحقوقهم في استعادة هويتهم وكرامتهم من خلال الحراك السلمي الذي تحول مع الوقت الى ثورة سلمية.كما نكرر ونطالب ونأمل من جميع اعضاء مؤتمرالحوار الوطني الشامل بذل الجهود المخلصة وتحمل مسؤولياتهم بأمانة لاظهار اليمن بثوبه القشيب والجديد، وجلسات مؤتمر الحوار تعطينا الامل بذلك من خلال إرسائها مبدأ العدل والمساواة وعدم انتهاج سياسة الاقصاء او التهميش او الالغاء، وان وجد بعض القصور فإن الايام كفيلة بمعالجتها بالعقل والحكمة.كما نؤكد على ضرورة ان تؤخذ كل مخرجات الحوار بعين الإعتبار وتطبق على الواقع العملي مالم سيضطر ابناء الشعب اليمني كافة الى الخروج بثورة جيدة.مساعد مدير أمن م/عدن
|
اشتقاق
الحوار الصادق بلسم شفاء لجروحنا
أخبار متعلقة