عمال النظافة لا تصرف لهم الحوافز إلا في الأعياد وعدد ( المكانس) لا تتناسب مع عدد العمال
عرض / ابتسام العسيريتناول تقرير حديث أعده مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان (YCFHRS) بالتعاون مع مؤسسة المستقبل الدولية (F.F.F) واقع وحال العلاقة بين البيئة وحقوق الإنسان في محافظة عدن ، وذلك في إطار محورين، تضمن المحور الأول مستوى النظافة العامة وأثرها على صحة الإنسان، بينما تضمن المحور الثاني واقع أبراج الاتصالات ( الهوائيات) والأضرار الصحية الناتجة عنها.التقرير تم استعراضه ومناقشته في ورشة عمل ( أخطار تهدد البيئة والإنسان في محافظة عدن - النظافة - ردم الشواطئ - المخلفات الصحية - إشعاعات تقوية الهاتف النقال (الهوائيات)..) التي نظمها مركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان بالتعاون مع مؤسسة المستقبل برعاية محافظ عدن - رئيس المجلس المحلي، ومدراء عموم وأعضاء مجالس محلية وشخصيات اجتماعية ومنظمات مجتمع مدني.. نتائج نزول وعمل ميداني خلال الفصل الأخير من عام 2012 م لفريق الرصد التابع لمركز اليمن لدراسات حقوق الإنسان ، ضمن برنامج مشروع « نشر ثقافة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ورصد الانتهاكات وتقديم المساعدة القانونية.ولفت التقرير إلى أن الانطباع السائد لدى أي زائر إلى مدينة عدن كان حتى وقت غير بعيد يؤكد تميز هذه المدينة عن بقية المدن اليمنية بنظافتها وذوق سكانها الرفيع المحافظ على جمال المدينة ورونقها ، إلا أن هذا الانطباع لم يستطع الصمود طويلا وخاصة خلال العامين الماضيين.[c1]نقص في الآليات وعدم التزام عمال النظافة[/c] وأورد التقرير تفاصيل بعض القضايا البيئية التي تعانيها مديريات (الشيخ عثمان - المنصورة - المعلا - صيرة - خور مكسر) ، ففي مديرية الشيخ عثمان أوضح الأخ محمد عبد الواحد رئيس قسم النظافة في مديرية الشيخ عثمان أن تردي النظافة في المديرية يرجع إلى أن عمال النظافة غير ملتزمين بالعمل ، وأنهم لا يداومون بشكل منتظم. عمال النظافة يعملون في أعمال وأماكن أخرى مثل الحمالة وفي سوق الصيد ..الخ ومن هذه الأعمال يحصلون على أجور أكثر من رواتبهم التي يحصلون عليها من جراء أعمال النظافة في كثير من الأحيان. كما تعاني المديرية من نقص في الآليات حيث تتوفر خمس سيارات تعمل فقط وخمس سيارات أخرى قديمة ومتهالكة. وبلغ إجمالي عدد عمال النظافة 440 عاملا ، عدد العمال المثبتين منهم 67 عاملا فقط في حين 373 عاملا يعملون بالأجر اليومي . وبحسب رصد آراء بعض العمال غير المثبتين عبروا عن استيائهم من حرمانهم لبدلات العمل الإضافي والتمييز الذي يجري بينهم وزملائهم المثبتين حيث يتم خصم الغياب منهم.كما أشار التقرير إلى أوضاع مديرية المنصورة التي تعاني أحياؤها وشوارعها من النفايات المتراكمة كما هو الحال في مديرية الشيخ عثمان ، فبحسب ضابط الحركة في بلدية المنصورة الأخ فضل علي ربيع أكد أن العمال لا تصرف لهم الحوافز إلا في الأعياد و أفاد بأن أدوات العمل ( المكانس) لا تتناسب مع العدد الكبير للعمال حيث تصرف لهم 96 مكنسا فقط في حين أن عدد العمال 360 عاملا. [c1]واقع ورشة النظافة[/c] وأشار التقرير إلى حديث مدير الورشة الخاصة بصندوق النظافة - المنطقة الثانية - في المنصورة التي تضم الشيخ عثمان ، المنصورة ، دار سعد والبريقة ، حيث قال إن الآليات المتوفرة لدى الورشة وحالتها الفنية على النحو التالي : في مديرية الشيخ عثمان عدد الآليات الصالحة (10) و المتوقفة (7) ، وفي المنصورة االصالحة (10) المتوقفة منها (12) وفي دار سعد الآليات التي تعمل (7) والمتوقفة (3)، أما في مديرية البريقة فإن عدد الآليات الصالحة (8) والمتوقفة (3) ، بإجمالي يبلغ (35) صالحة و(23) متوقفة.وواصل” بأنه تم قد تم استلام آخر دفعة سيارات تابعة للنظافة في فترة خليجي 20 ، وأن عدم توفر قطع الغيار سبب أساسي لتوقف عمل الآليات . وقال إن عدد عمال الورشة 32 عاملا منهم 17 عاملا مثبتون و 15 غير مثبتين.[c1]مديرية دار سعد[/c]وفي مديرية دار سعد أوضح عدد من المواطنين معاناتهم من التلوث البيئي الذي تمثل بعملية حرق القمامة بجانب منازلهم ما سبب لهم حالات اختناق وأمراض الربو كما أشاروا إلى تراكم النفايات ومخلفات سوق الأسماك المجاور لمنازلهم ومعاناتهم اليومية جراء ذلك، قالوا بإن عملية التصفية تتم مرة أو مرتين في الشهر فقط من قبل عمال النظافة، مشيرين إلى حالة الطفل عمر الذي لم يتجاوز عمره الخمس سنوات، والذي كان يلعب بجانب القمامة المجاورة لمنزله وبفعل طيران كيس بلاستيكي محترق والتصاقه بوجه فقد احترق بوجهه وما زالت بعض الآثار تبدو على وجهه . [c1]مديرية المعلا[/c]وفي مديرية المعلا رصد التقرير العديد من أماكن تراكم القمامة أمام المنازل في حي الشيخ إسحاق بالمعلا وهي أكثر الأحياء الشعبية سيئة النظافة على مستوى المديرية، و مكان لعب الأطفال والمتنفس الوحيد لهم هو نفس الشارع الذي تتجمع فيه النفايات وحرقها. [c1]مديرية التواهي[/c]أما في مديرية التواهي ( القلوعة ) فقد رصد التقرير حالة واحدة في هذه المنطقة في حارة عبد الولي إمام مجمع القلوعة وهي عبارة عن انتشار الروائح الكريهة لمسافات بعيدة بعد كل عملية انتشال للنفايات حيث تقدم بعض المواطنين بشكواهم للمركز للسعي معهم لإيجاد حل لهذه المشكلة ، منوها أن عدداً من المواطنين طالبوا بلدية التواهي عمل جسر مرتفع لكي لا تنتشر القمامة إلى الشارع والى أمام منازلهم إلا أن البلدية لم تستجب حتى الآن لشكواهم . [c1]مديرية صيرة[/c]ورصد التقرير معاناة المواطنين في مديرية صيرة جراء تراكم القمامة في بعض الأماكن في المديرية لأكثر من يومين.وأشار إلى أن شباب حي سوق كريتر نفذوا حملة تنظيف لبعض الشوارع ولمدة خمسة أيام متتالية وبتبرعات أهالي المنطقة ، حيث تم استئجار قلابات لرفع القمامة المكدسة في الشوارع، ما أدى إلى تحفيز إدارة المحافظة بتأجير قلابات وشيولات تجوب شوارع المديرية لرفع وتنظيف النفايات المتراكمة لعدة أيام.وقال التقرير إن كثير من شوارع المديرية والمحافظة عانت وتعاني من طفح مياه المجاري.[c1]مديرية خورمكسر[/c]وفي مديرية خورمكسر قالت المواطنة / افتكار من قاطني العمارة المثلثة في المديرية إن القمامة تنتشر بشكل كبير في العمارة وبجانبها بالإضافة إلى المجاري الطافحة ولم تحرك البلدية ساكنا واضطروا إلى تأجير بعض عمال النظافة للقيام بعملية التنظيف. أما المواطن احمد علوي صاحب محل بناء فقد أوضح أنه قدم شكواه للبلدية والمجلس المحلي من جراء تراكم القمامة بشكل كبير ولعدة أيام بجانب المحل وبين المنازل المجاورة لمحله ولكن دون جدوى. ومن جانبه فصل الأخ ربيع محمد احمد لطف رئيس قسم النظافة في مديرية خور مكسر معانات المديرية قائلا” تعاني مديرية خور مكسر من : أ-عدم توفر آليات لعمال النظافة .ب-لا يتم صرف بدل عمل إضافي للعمال .ت-هناك تقصير من العمال في الفترة الحالية ويتم توجيه انذارات لهم دون فائدة . د -المراقبون غير منضبطين في عملهم ونعتبرهم السبب الرئيسي لهذا الاهمال . ج -الانفلات الأمني في المحافظة أدى إلى عدم التزام العمال بأداء عملهم وانتشار البلطجة بين صفوفهم . وأشار الأخ ناصر سالم السقاف نائب رئيس قسم النظافة في المديرية إلى أن سبب تراكم القمامة في الشوارع يعود إلى إضراب العمال عن العمل ومطالبتهم بالتثبيت ، وأن الحكومة غير جادة في تثبيتهم كما أن آليات العمل غير متوفرة وما هو موجود حاليا من الآليات قد انتهت فترتها الافتراضية . [c1]مكتب النظافة ماذا قال ؟ [/c]ونقل التقرير إفادة الأخ قائد راشد المدير العام التنفيذي لصندوق النظافة الذي أجاب على عدد من الاستفسارات التي خرجت بها نتائج التقرير حيث قال “ إن تراكم القمامة بسبب عدم التزام العمال بالعمل ، كما يتغيب العمال عن العمل لمدة يومين أو ثلاثة أيام عند استلامهم لرواتبهم ، معللا أنه من أسباب تراكم القمامة إضراب العمال غير المعلن ومزاجيتهم في العمل حيث أن بعض العمال يحضرون للتوقيع فقط وبعضهم يغادر الساعة العاشرة صباحا، رغم انه قد قمنا بتوفير كل طلباتهم من حيث التثبيت والتأمين الصحي وصرفنا لهم مقابل العمل الإضافي في يوم الجمعة مؤكدا أن العمال في عدن أحسن حالا من زملائهم في المحافظات الأخرى حيث يتحصلون على رواتب تصل إلى 36 ألف ريال بالإضافة إلى العمل الإضافي في حين العمال في المحافظات الأخرى يستلمون 20 ألف ريال فقط ، وميزانية الرواتب في المحافظة تصل إلى 106 ملايين ريال شهريا .وقال هناك سيارات سُرقت وسيارات أحرقت وسيارات غير صالحة وبلغ إجمالي عددها 14 سيارة ، مشيرا إلى انه تتم حاليا متابعة توفير آليات العمل منها 29 قلابا و 18 فرامة . [c1]الآليات قديمة ومتهالكة[/c]وجاءت إيضاحات الأخ نبيل احمد غانم مدير الشؤون المالية والإدارية لصندوق النظافة متوافقة مع حديث الأخ قائد راشد المدير العام ، حيث أوضح بأن الاستغلال السيئ للازمة من قبل العمال و إهمال العمل بالإضافة إلى عدم توفر الأمن سببان رئيسيان من أسباب تدهور حالة النظافة في عدن .الاستغلال السيئ من قبل بعض العمال للامتيازات التي يحصلون عليها من قبل الصندوق وهي ( الإجازات المرضية وحالات الولادة ...الخ ) كما أن الصندوق متعاقد مع مستشفى باصهيب لإجراء العمليات الخاصة بالعمال وأيضا مستشفى 22 مايو وان تكلفة العلاج في المستشفيات تصل مابين 250 ألف - 350 ألف وحتى 500 ألف ريال بحسب المرض والعلاجات وهي موثق لديهم في المحافظة بالشيكات ، منوها إلى أن تدخل أجهزة الردع القانونية - الشرطة -قلل من حالات البلطجة والتوقف عن العمل إلى حد ما. وأضاف « نعمل حاليا على توفير 24 آلية سيتم توزيعها بحسب احتياجات كل مديرية ، لافتا إلى ارتفاع تكلفة التشغيل ومنها الديزل من تسعة ملايين ريال إلى ثمانية عشر مليون ريال شهريا و وفق خطتنا القادمة سيتم تقسيم المديريات إلى مربعات كل مربع سيكون فيه مراقب مسؤول . من جانبه قال الأخ شوقي عبد الله سيف مدير شؤون الموظفين أن الآليات قديمة ومتهالكة وتم سرقة 17 سيارة من سيارات النظافة، وبالنسبة لإجراءات الضبط الإداري أشار إلى أن هناك إداريين يقوموا بعملية تحضير العمال في جميع الأقسام ويتم تعميد تلك الكشوفات من قبل المأمور قبل ان يتم رفعها إلى الإدارة بشكل يومي ونقوم بعملية خصم الغياب بواقع 833 ريال عن كل يوم غياب ولديهم فكرة حتى الآن وهي تحفيز العمال الملتزمين بالعمل من تلك الخصميات . وعن التثبيت فقد أشار إلى أن العمال مثبتون لكن دون تعزيز مالي حتى الآن . [c1]ماذا قالت نقابة العمال ؟[/c] ووقف التقرير أمام نقابات العمال في عدن ونقل إفادة الأخ يحيى احمد نائب رئيس النقابة العامة الذي أرجع أسباب تردي النظافة في عدن إلى محدودية أدوات العمل وتبديل الأدوات البسيطة منها ( المكانس ) كل خمسة اشهر . وتقصير العامل في عمله سببه عدم المتابعة والتقصير من قبل الإدارة بدرجة أساسية، وعدم وجود إدارة لمتابعة عمل عمال النظافة ، و إهمال المشرفين، مشيرا إلى أن النقابة توجهت إلى صنعاء وتابعت عملية تثبيت العمال وصدر فعلا قرار بتثبيت 1700 عامل كمرحلة أولى إلا أن النقابة رفضت القرار وتريد إصدار قرار التثبيت لــ 2900 عامل ويضم هذا الرقم عمال التشجير ، الزراعة ، المحصلين الإداريين ، عمال جمع القمامة والمشرفين .[c1]الأضرار الصحية[/c] ونوه التقرير إلى أن انتشار وتراكم القمامة والبيئة غير النظيفة تؤدي إلى تفشي الأمراض المعدية مثل الملاريا ، الكوليرا ، الإسهال ، التيفوئيد ، الرمد ، الصفار التي تنتقل عبـــــر الحشرات ( الذباب والبعوض ) والتي تتكاثر في القمامات والأوساخ المتعفنة بالإضافة إلى حمى الضنك ينقله البعوض الذي ينشط نهارا ويسبب نقصاً في الصفائح الدموية في الجسم وتم اكتشاف عدد من حالات حمى الضنك وخاصة في دار سعد . مواقع تراكم القمامة تتكاثر فيها القوارض فهي بيئة مناسبة لتواجد وتكاثر الفئران التي تتسبب في نشر مرض الطاعون . تراكم القمامة يؤدي بالأهالي إلى إحراقها وانبعاث الدخان وهو عبارة عن مواد سامة لها تأثير خطير على مرضى الربو والتهاب الرئة والجهاز التنفسي . تراكم القمامة في الاحياء السكنية له تأثيره السلبي على الجانب النفسي للفرد والمجتمع . تعرض الافراد والأطفال خاصة للجروح والأمراض بسبب مخلفات القوارير الزجاجية المحطمة المنتشرة في اماكن تجمع القمامة وكذا نتيجة الاكياس البلاستيكية المحترقة وتراكم المخلفات الكيميائية الطبية .