مشاركون في ندوة الفكر في مواجهة التكفير :
صنعاء / بشير الحزمي :أقامت المنظمة الوطنية لمناهضة العنف والإرهاب بالتعاون مع المعهد اليمني للتنمية الديمقراطية أمس الأول بالعاصمة صنعاء بمشاركة نخبة المثقفين و الأكاديميين والسياسيين ورجال الدين والباحثين والدبلوماسيين والمهتمين وعدد ممن صدرت بحقهم فتاوى تكفيرية خلال العقود الثلاثة الماضية ندوة بعنوان (الفكر في مواجهة التكفير.. الدوافع ، المخاطر ، المعالجات ) .وفي مستهل الندوة ألقيت عدد من الكلمات لكل من رئيس المنظمة عبد الملك العصار ،ورئيس المعهد اليمني للتنمية الديمقراطية أحمد الصوفي والسفير المصري بصنعاء الدكتور أشرف عقل تطرقت في مجملها إلى أهمية الندوة ودورها في مناقشة أطروحات معمقة حول تعزيز حرية الفكر والاعتقاد في مواجهة الخطاب التكفيري والحد من تأثيره .وأكدت الكلمات أهمية الخروج بمعالجات وتوصيات تفضي إلى تحرير العقل من سيطرة التطرف وانعكاساته السلبية على النسيج الاجتماعي.ولفتت الكلمات إلى أن التكفير يعد شكلا من أشكال التطرف والإرهاب ولا يقل خطرا عنهما وتعاني منه البلدان العربية على حد سواء مطالبين بوضع حد لمثل هذا السلوك غير السوي الذي يستغل الدين كوسيلة للوصول إلى السلطة والثروة وتحقيق مقاصد دنيوية .وقد ناقشت الندوة في جلستي عمل ثماني أوراق تمحورت حول قضايا متصلة بالتكفير وتأثيره على الوضع السياسي والاجتماعي والفكري في اليمن وكلفة التكفير وتأثيره على المسار السياسي والاجتماعي ، بالإضافة إلى مراجعة فكرية لنماذج فتاوى التكفير التي طالت عدداً من المفكرين والأدباء والشعراء.و استعرضت الندوة في جلستها الأولى التي تناوب على رئاستها كل من عبد الباري طاهر رئيس الهيئة العامة للكتاب والإعلامي والسياسي المفكر أحمد الصوفي ثلاث أوراق عمل الأولى بعنوان «روافع المدنية في مواجهة مفتوحة مع الإرهاب الفكري «للدكتور حمود العودي ،والثانية حول «كلفة التكفير وتأثيره على مسار الحياة في اليمن» لأمين عام حزب الأمة محمد مفتاح ،والورقة الثالثة بعنوان»التغيير بالتكفير»للدكتور محمد شذان.فيما تناولت الجلسة الثانية برئاسة الدكتور سيف العسلي خمس أوراق عمل الأولى بعنوان «مراجعة فكرية لفتاوى التكفير في اليمن (نماذج)» للباحث عبد الكريم المدي ، والورقة الثانية للباحث والناقد عبدالرحمن مراد بعنوان «فتاوى التكفير لتصفية الحسابات(الاهداف والدوافع ) فيما تناولت الورقة الثالثة للباحث سراج الدين اليماني بعنوان «التدمير بالتكفير الآثار المترتبة على ذلك ، وتناولت الورقة الرابعة للباحث وضاح عبد الباري طاهر «التكفير وأثره على المسار السياسي والاجتماعي « ، وتناولت الورقة الخامسة للدكتور سيف العسلي موضوع «الإرهاب والفقر» .وقد تضمنت بعض أوراق العمل عدداً من التوصيات التي طالبت بمواجهة التكفير وفضحه وفضح من يقف خلفه ومواجهة التحريض على العنف والكراهية بمختلف أشكالها ، إقامة الفعاليات والندوات التوعوية للحد من ظاهرة التكفير، تنظيم وعقد المؤتمرات العلمية التي تناقش هذه الحالات بطريقة ومنهجية علمية ونشر توصياتها ونتائجها على أوسع المستويات لتعم فائدتها، التعاطف والتضامن مع كل من يُستهدف بالتكفير لأغراض تصفية حسابات وإلحاق هزيمة معنوية لمن يمتهن هذا الأسلوب، وتفعيل الإجراءات القانونية الصارمة لردع ومعاقبة كل من يرتكب جريمة التكفير باعتبارها جريمة اعتداء لا تختلف عن أي جريمة جنائية لأنها تؤدي إلى استباحة كاملة للمستهدف.كما أوصت بعض أوراق العمل بمواجهة المحاضن المنتجة للإرهاب وأسبابه كون القضاء على الإرهاب يبدأ بنسف الفكر الذي يؤسس له ، رفض العنف رفضا باتا مهما كانت المبررات، إصلاح نظم التعليم بالتعريف بجوهر الإسلام الذي يقوم على الرحمة والرفق والقبول بالرأي الآخر ، تجديد الخطاب الديني تجديداً نتجاوز به إشكالات الماضي وصراعاته ، وفتح باب الحوار أمام الفرقاء لبحث مسائل الخلاف، وتقريب وجهات النظر، بعيداً عن التكفير والتخوين، إعادة النظر في العلاقة بين الدين و الدولة وإقامة برزخ بينهما حتى لا يبغي أحدهما على الآخر و الحفاظ على الكيانين: الدين والدولة معاً.