في دراسة ميدانية حول تحسين دخل الشباب:
عرض / ادارة الشباب والطلاب[لا يوجد نمط فقرة][فقرة بسيطة]رب ضارة نافعة.. هكذا فهمها وأيقنها هؤلاء الشباب، الذين لم يرضخوا لشبح البطالة ولم يستسلموا لسطوة الفراغ القاتل ولا سُم الفقر الناقع فكل تلك المقومات المدمرة مازادتهم إلا إبداعاً وإنجازاً، وفتحت مداركهم على خير العلوم وأنفعها.وجدناه واقفاً أمام محل لبيع الملابس الجاهزة يدعو الناس للدخول والشراء منه بابتسامة كبيرة وبترحيب بالغ، إنه محمد الوصابي- خريج جامعة صنعاء منذ أربع سنوات الذي عبر لنا عن سيرته بإيجاز قائلاً: حال انتهائي من دراستي الجامعية كأي شاب بدأت البحث عن وظيفة هنا وهناك.. قدمت ملفي لمؤسسات و مدارس وشركات ولكن دون فائدة، موضحاً: ثمة مدارس خاصة قبلتني ولكن معاشها زهيد جداً ولا يكفيني، فبدأت «بالعربية» أبيع بعض الفواكه لتتحسن ظروفي نوعاً ما يوماً بعد آخر، واستطعت بعد ذلك إنشاء (بسطة) بسيطة لبيع الملابس على الشارع وهكذا فتح اللَّه علي وتمكنت من فتح هذا المحل الذي أطمح بإذن اللَّه أن يصبح سوقاً كبيرة .[c1]المبادرة لا الانتظار[/c]وتقول سمية إدريس إن لي أكثر من ست سنوات منذ تخرجي من الجامعة، قضيتها في التدريس في بعض المدارس الخاصة ومعاملتي الطويلة من أجل الحصول على الدرجة الوظيفية ولكن هذا لم يعقني أبداً عن التفكير بطريقة جديدة تحسن من وضعي ووضع أسرتي المعيشي.. موضحة : فأنا بحمد اللَّه ومجموعة من صديقاتي نمتلك موهبة في فن الإنشاد ومعرفة لا بأس بها بمقاماته وألوانه، وهذا بالفعل كان مشجعاً لنا بأن نستغل هذه الموهبة لفتح باب الرزق علينا.. وبالمقابل وجدت قبولاً وتجاوباً من البقية ومن هنا كانت الانطلاقة الأولى للمشاركة في العديد من الفعاليات والاحتفالات والأعراس النسائية التي حصدنا من خلالها الخير الوفير والحمد للَّه..قائلاً: إن لم نجد من يقف معنا ويعطينا الفرصة أو الوظيفة التي نستحقها فعلينا أن نبحث عن الفرصة ونصنعها لا الوقوف طويلاً في طابور انتظار الوظيفة!!ويوافقها في ذلك عدنان الجمالي مضيفاً: طبعاً نسبة البطالة مرتفعة بشكل كبير في بلادنا إزاء هذه الظروف الاقتصادية المتدهورة التي تمر بها البلاد، ولكني لم أجعل من العوائق الخارجية تكبح طموح نفسي، فأنا أتقن استخدام الحاسوب وإنشاء مختلف البرامج والتصاميم بطريقة مختلفة وجذابة.صحيح إنني لم أكن أملك كمبيوتراً في البداية فكنت أطبع لزملائي وأصدقائي في الجامعة والمدارس البحوث والدراسات والملازم وأوراق الامتحانات في منزل أحد أصدقائي.. مشيراً إلى أن ماكان يتلقاه من أجور أثناء قيامه بذلك يوفره لشراء جهاز كمبيوتر خاص به وهكذا ومع مرور الوقت تمكن من تحقيق ذلك لينشئ على إثرها محلاً صغيراً جداً للطباعة والتصميم، وهو الآن يطمح إلى إنشاء معهد لتعليم الكمبيوتر واللغات...[c1]من عاطل إلى تاجر[/c]إن أكثر من يقبلون على بيع القات من الشباب والرجال أو حتى النساء هم في حقيقة أمرهم عاطلون عن العمل في الوقت نفسه أضناهم الوضع المعيشي ليروا في هذا المجال فرصة للربح الوفير وتحسين مستواهم الاقتصادي.هكذا يقول لنا فتحي السكري - 28 عاماً موضحاً: أنا لا أحب مضغ القات أبداً ولا أحب التجارة به، بالرغم من أن أكثر أصدقائي يعملون في هذه المهنة من مدة ويجنون من ورائها أموالاً طائلة إلا أنني لم أقتنع بها لعلمي جيداً بأن لها العديد من الأضرار الصحية والاقتصادية على الشخص والمجتمع بشكل عام لأكتفي بعملي موزع مبيعات «حلويات» على مختلف المحلات التجارية ليلاً ونهاراً في عمل متواصل حتى أحصل على درجتي الوظيفية وأرتاح من هم العناء والتعب المتواصل..مبيناً: فحصدت ما يقارب ستمائة وخمسين ألفاً طيلة فترة عملي الحر فتحت في ضوئها محلاً متواضعاً لبيع المواد الغذائية ولم أكن أتوقع بأن ذاك المحل البسيط سيصبح في يوم من الأيام متجراً كبيراً كهذا.وختم السكري حديثه ومازال أصدقائي تلك المهنة نفسها ولا أدري ما الذي جنوه منها رغم ما يحصدونه يومياً من خير وفير إلا أن حالهم باق على ماهم عليه لأن القات في أوله وآخره خسارة في خسارة!![c1]البطالة منحة لا محنة[/c]ترى إيمان الحطامي أن البطالة ليست محنة ولا تعني توقف الحياة بل هي خالقة للطموح ومولدة للإبداع وهذا ما يجب علينا أن ننظر به إليها رغم كل الظروف التي نمر بها إلا أنها بإذن الله فترة لن تطول، مشددة في حديثها على السعي في طلب الرزق بالطرق المشروعة من دون الاستهانة بعمل دون آخر، وما قدر لنا في هذه الحياة سنأخذه حتماً وسيأتي إلينا يوماً على طبق من ذهب .وقالت : أنا واحدة من هؤلاء الشباب الذين مازالوا يحلمون بالدرجة الوظيفية ولكن لي وجهة نظر إيجابية في استغلال هذه الفترة استغلالاً أمثل ومفيداً لأجعل من البطالة منحة لا محنة، فقد دخلت مركزاً لتحفيظ القرآن الكريم وبعون الله ختمت المصحف كاملاً بالإضافة إلى التحاقي بمعهد لتعليم اللغة الإنجليزية ووفقت في الحصول أيضاً على دبلوم سكرتارية وحاسوب ومازلت إلى الآن أواكب كل جديد لأزود نفسي بمختلف العلوم والمعارف .وتوافقها الرأي أسماء العميسي - صاحبة المبادرة الأولى لإنشاء منتدى «ياللا شباب» الطوعي متسائلة: لماذا لا ينخرط الشباب في القيام بأعمال طوعية ونواد ثقافية تنمي مهاراتهم وقدراتهم بدلاً من التذمر أو الجلوس على قارعة الطريق أو قضاء جل أوقاتهم في مواطن التسلية واللهو!!وأضافت : أنا واحدة من هؤلاء الشباب الذين قضوا على الفراغ والبطالة في حياتهم قبل أن تقضي علينا بإنشاء مبادرة طوعية لتأسيس نادي (ياللا شباب) الطوعي حيث أصبح الآن يضم أكثر من 60 شاباً وشابة أبوا إلا أن يجعلوا من أوقاتهم نبضاً لإسعاد الآخرين وإدخال البهجة إلى قلوبهم وتفريج همومهم وأحزانهم عن طريق المشاركة والمساندة في تقديم الأعمال الخيرية وجمع التبرعات والمعونات للأسر المتضررة سواء أكانت من نازحي الحصبة أو أبين بتوفير بعض المقومات المعيشية لهم.. فهذا هو أبقى للشباب وأنفع لهم مما سواه!!