سمعت أبين على الامواج تتنهد لما حواك الفؤاد والعين تناجي العينيا ساحل ابين بنى العشاق فيك معبد ..هي لحظات عشرينية، تمر علينا لتؤكد صحة الكذبة (الحقة) .. فكم كنا نرى في هذا اليوم من المقالب والحيل سواء بحسن نية أم بسوئها، وكنا نحذر بعضنا بعضاً من تصديق ما يقال في هذا اليوم.(كذبة إبريل) .. تلك الدعاية التي بها عشنا زمناً ماضياً جميلاً كنا نحسب لها الحسابات .. اما اليوم والأمس القريب، فلم يعد لدينا ما نداعب به، أو نضحك سوى .. القتل، الموت، الاعمال المخلة والمنافية لعادات وتقاليد هذه المدينة العظيمة .. اليوم، قد تدمر مدن أو دول، لا داعي البتة للكذبة البريئة أو حتى البيضاء، كما يقولون .. أول ابريل اليوم غير أول إبريل الأمس .. كانوا يقولون (الكل سواءً) ( أوول سيم) يعني بالافرنجي المعربة.أول ابريل كان نبأ الوفاة .. لم يأبه احد لذلك، بل لم يصدقه أحد .. اعتبره الناس كذبة، وزاد ان البعض حذر عبر الهاتف الأهل والاصحاب (لاتصدقوا ما أعلن) اليوم أول ابريل .. إنها كذبة أبريل .. لكن الخبر تواتر وزادت المخاوف، وتأكد للناس في عدن خاصة والوطن عامة .. نعم تأكدت الوفاة وانقلب الأول من ابريل إلى بكاء ونواح .. إلى اتراح لا تصدق . نعم لقد رحل وأكد برحيله أن الكذب حبله قصير .. وتأكدت الحقيقة لأول مرة.يا مزهري الحزين .. من يرعش الحنينإلى ملاعب الصبا .. وحبنا الدفين!!مات الموسيقار الكبير .. أحمد بن أحمد قاسم، يا للكارثة التي حلت بنا، لكنها إرادة الله .. وأبو حمادة قد ادى رسالته كاملة .. فناً وسياسة وإنسانياً .. لم يترك شيئاً يأسف عليه، لقد جسد كل شيء في حياته بمواقف وطنية عاطفية خالدة .. وتخلد بمواقفه التي لن يذكرها التاريخ إلا بالعظمة والكبرياء والشموخ المبين ..يا سعد قلبي يوم أنت هويتنياشعرتني أن الحياة تضمني وتهزني ..في هذا اليوم الخالد ـ الأول من ابريل ـ من كل عام نكون في حالة من الحزن والدهشة، حزن على فراق فناننا الخالد .. ودهشة الخلود التي مازال بها يفاجئنا كل ما سنحت الشاشة الفضية أو الأثير بشذرات من صورة ادائه الجميل وصورته الأجمل، بل وصوته الرخيم الذي يسبح بنا ويسرح في عوالم الخيال!نترحم على فقيدنا الغالي في عشرينية ذهابه للخالق عز وجل ونطلب من رئيسي الدولة والحكومة ان يخلدا الرجل بما يليق، في مناسبة غالية كهذه .. وهذا أقل القليل في حق ابي حمادة .. وحمادة هو الصورة الجميلة لابيه الأجمل.
