أن نتشبت بالمحرك الفعال الذي يدير عجلة القيادة لأي بلد من الفقر إلى الغنى .. ومن الضعة إلى السمو.. ومن الجهل إلى العلم .. فذلك هو الطريق الأمثل للرفعة.وأن ننطلق من خلاله لنتنافس على إيجاد مقعد لنا.. في خضم هذه التنافسات العالمية .. وفي ظل هذا الانفجار المعرفي .. فهذا هو السبيل الأمثل للرقي.كانت هي هذه الأفكار التي احتشدت بها قاعة فندق (سبأ) يوم الجلاء وما تلاه من العام المنصرم، وذلك في ورشة العمل الصيدلانية .. برعاية الأخ الأستاذ الدكتور أحمد قاسم العنسي وزير الصحة العامة والسكان وبالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ( H.O.W)، حيث ركزت هذه الأفكار على أن البحث العلمي الطبي الصيدلاني هو المحرك الذي سوف يدير عجلة القيادة إلى الأمام وقد كانت الورشة تهدف إلى مراجعة وتحديث السياسية الدوائية الوطنية حيث كانت معنونة بـ(من أجل سياسة دوائية وطنية فاعلة وتفعيل هذه السياسة) تضمنت 9 نقاط غاية في الأهمية منها :وقف الاستهتار بأخلاقيات المهنة، ودعم الاستثمار الذي يلبي متطلبات التنمية، وضمان الممارسة المهنية المسؤولة وتطوير مناهج التعليم الصيدلاني الأكاديمي والقضاء على فرص التهريب والتزوير للأدوية ومن أجل إعلام دوائي مهني وإنساني، ثم التعاون الوثيق بين جميع المهن الصحية، ومن أجل البحوث والدراسات السريرية . والنقاط الثلاث الأخيرة ترتبط فيما بينها ارتباطا وثيقا وتهم جميع أقسام الأبحاث الطبية الصيدلانية في الجمهورية اليمنية.. وذلك متى ما أرادت أن تدفع بعجلة التقدم للأمام.. أو بالمحرك الفعال الذي تحدثنا عنه آنفاً.فإذا احتفظ كل طبيب بصفحة على ( موبايله) بقائمة التداخلات الدوائية أو الـ Drug Interactions وإذا ركز كل طبيب على نقطتين هامتين هما: Drug Synergism التآزر أو التعاضد الدوائي Drug Antagonism التضاد أو التعارض الدوائيلوفرنا المليارات من الهدر.. ولأقمنا بها مشاريع تنموية أخرى لا حصر لها .وإذا ركزنا على إقامة مركز بحثي تخصصي في كل مجمع صحي .. وفي كل مستشفى من مهامه تسجيل ألـ Drug Resistance and Drug Bioavailability لكل صنف دوائي يتعاطاه المريض ويدلي بما شعر به من تحسن أو أي تغيير .. لانطلقنا في صميم الغوص في مجال البحث الطبي الصيدلاني الهادف والفعال المشترك الذي سينهض بالأبحاث الطبية الصيدلانية نهضة ما بعدها نهضة .. ولكان ذلك نواة لسلسلة أبحاث لا حصر لها من الفائدة العامة والخاصة للمواطن وللوطن. ترى هل هذا اليوم بعيد.. لا أظن ذلك .. لأن غداً لناظره قريب دون شك.. ولكن هل نبدأ من الغد أم من اللحظة؟أن التواني ليس من شيم الكرام وخاصة في هذا المجال العلمي الحساس.. فخير البر عاجله فكم هو جميل أن تؤلف الكتب ونعرف محتواها في مثل هذه الورش.. وأن نتصفح كتاباً رائعاً .. بعنوان ( نعمة الصحة).. وهو الكتاب الذي ألفه الأخ المدير العام السابق للهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية د . أحمد النعماني ( عضو الهيئة التنفيذية لمجلس وزراء الصحة بدول مجلس التعاون الخليجي).. الذي استلمناه من حضرته في ختام ورشة العمل.وكم هو رائع أيضاً أن نتسلم مؤلفاً آخر من رائد الشباب د.محمود مهيوب البريهي بعنوان ( إدارة الأدوية في اليمن) وهو أستاذ مساعد صيدلانيات - صيدلة صناعية في كلية الصيدلة جامعة صنعاء. فمزيداً من حضور الكتاب الصيدلاني في حضرة الجموع الصيدلانية المباركة.. وهنيئا لليمن السعيد القادم .. المبشر بالنهضة الصيدلانية الموعودة.* مديرة إدارة البحوث والإعلام الدوائي
ماذا عن البحوث الدوائية في اليمن..؟
أخبار متعلقة