مسيرة «التحرير» لـ«القضاء العالي»: الشعب جاع في عهدك يا مرسي
القاهرة / تونس / متابعات :توجهت مسيرة تضم العشرات من ميدان التحرير إلى محيط دار القضاء العالي للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس محمد مرسي وحل جماعة الأخوان المسلمين ورحيل النائب العام المستشار طلعت عبد الله، ورفع المشاركون بها «حزم» البرسيم، وأعلام مصر، ولافتات مكتوباً عليها «ما أجرأكم على باطلكم»، و«الشعب جاع في عهدك يا مرسي».على جانب آخر، ساد الهدوء ميدان التحرير، وتم رصد وجود (8) خيام بمحيط ميدان التحرير منها (6) خيام بالحديقة الوسطى، وخيمتان بجوار المتحف المصري، بعد إحراق جميع الخيام الموجودة بالميدان، الخميس أثناء محاولة مجهولين فض الاعتصام بالميدان.ونظم العشرات من معتصمي التحرير وقفة احتجاجية بالميدان رافعين صورة كبيرة للرئيس الراحل، جمال عبد الناصر، ولافتة كبيرة مدوناً عليها (الشعب يريد إسقاط النظام) و(إعدام السفاح)، تحتوي على مقارنة بين نظام الرئيس مبارك ونظام الرئيس محمد مرسي.من جهة أخرى خرج المئات من المتظاهرين في الإسكندرية في مسيرة احتجاجية، عقب صلاة أمس الجمعة، من ساحة مسجد القائد إبراهيم إلى مقر قيادة المنطقة الشمالية العسكرية بسيدي جابر، للمطالبة بإسقاط الرئيس محمد مرسي، وجماعة الإخوان المسلمين، ومطالبة الجيش بتولي السلطة لفترة انتقالية جديدة، وتشكيل مجلس رئاسي مدني لحين إجراء انتخابات رئاسية.وشهدت المسيرة انقساماً متكرراً بين المتظاهرين حول خط سير المسيرة، إذ انقسم المتظاهرون على طريق الكورنيش حول مؤيدين بالخروج في مسيرة إلى المنطقة الشمالية العسكرية لاستمرار عملية حث الجيش على تولى السلطة، بينما امتنع المعارضين لتأييد المجلس العسكري عن المشاركة في المسيرة.وتقدم المسيرة أعضاء حركة «قادم»، ومؤسسو رابطة جمع توكيلات من المواطنين لمطالبة الجيش بإسقاط حكم جماعة الإخوان المسلمين والمطالبة بتولي الجيش السلطة لفترة انتقالية يتم خلالها إجراء انتخابات رئاسية جديدة.وعلى عكس المتوقع تغيبت القوى السياسية بالإسكندرية عن المشاركة في التظاهرات التي دعت لها العديد من الحركات والقوى السياسية بالقاهرة في إطار مليونية «مابنتهددش».وحمل المتظاهرون لافتات أخرى منددة بحبس الناشط السياسي حسن مصطفى الذي تم حبسه لمدة عامين على خلفية تعديه على احد وكلاء النيابة، كما حملوا صوراً لـ«جيكا»، و«الجندي».وشارك في المسيرة حركة «قادم» المتجهة إلى المنطقة الشمالية ومعهم العديد من النشطاء المستقلين وأهالي وأسر شهداء الثورة والمصابين، فيما امتنعت القوى السياسية عن المشاركة لرفضها فكرة تولي الجيش السلطة والاستقواء به للعودة لما سموه بالـ«الفاشية العسكرية»، فى حال الخلاص من «الفاشية الدينية».وطالب المشاركون في المسيرة بحل الحكومة الحالية وتشكيل حكومة ائتلافية جديدة، ومحاسبة المتورطين في قتل المتظاهرين منذ تولي مرسي الحكم وبالتحديد منذ فاعليات الذكرى الثانية للثورة.ورفع المتظاهرون لافتات كبيرة كتبوا عليها «ارحل»، و اللافتات المضادة لحكم جماعة الإخوان المسلمين وذراعها السياسي الحرية والعدالة.من جانبها أصدرت حركة تغير بالإسكندرية بيانا مساء أول من أمس الخميس أعلنت خلاله المشاركة في الفعاليات.وقال إيهاب القسطاوى - منسق عام الحركة - «أن مشاركتنا في التظاهرات للرد على خطاب مرسي الذي هدد وتوعد فيه المعارضين والإعلاميين بشكل صريح».ووجه «القسطاوى» الدعوة للشعب المصري للخروج في جميع ميادين مصر لإسقاط هذا النظام والتأكيد على أن محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، لن يستطيعوا منع الشعب المصري من حقه في استكمال ثورته.واتهم الإخوان بأنهم عملوا على تقسيم المجتمع إلى فئات مختلفة وضرب الهوية المصرية والوحدة الوطنية، مشيراً إلى أن النظام فشل فشلاً ذريعاً في تعاطيه للقضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية.وأوضح أن النظام كان شغله الشاغل منذ تمكنه من مقاليد الأمور بمصر، هو تمكين عشيرته من مفاصل الدولة والسيطرة على مؤسساتها، وبهذا المنطق فإن تعامل نظام عشيرة الإخوان المسلمين المتمثل في مؤسسة الرئاسة مع الأزمات التى تقتحم البلاد منذ توليه السلطة، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك على فشله هو وعشيرته في التعامل حتى مع الأزمات البسيطة للمواطن.«ان سياق الثورة في تونس وفي مصر هو سياق واحد، كان لتونس فضل البشارة وكان لمصر دور التأكيد على أن هذه الثورة ليست احتياجا قطريا بل عربيا قوميا» هذا ما أكده حمدين صباحي «مؤسس التيار الشعبي المصري» خلال لقائه مع قيادات الحزب الجمهوري بتونس الخميس مشيرا إلى أن طوال فترة الـ 18 يوما في ميدان التحرير، لم يرفع علم غير العلم المصري إلا فلسطين، ولم ترفع صورة في الميدان إلا صورة جمال عبد الناصر وهذا تعبير عن اختيار قومي في اختيار الأمة وقبلها فلسطين، هذا هو الأهم في الإدراك الجمعي في الثورة المصرية.وأضاف صباحي أن هناك عدواناً أصيلا على الديمقراطية وعلى الشعب صاحب القرار في مصر وهي التجربة التي أوصلت الإخوان إلى الرئاسة، نشهد عدوانا منهجيا متصلا على الحقوق الأساسية للمصريين أدى إلى استشهاد 70 مصريا في ظل حكم مرسي وأدى وإلى عودة ظواهر الاحتجاز غير القانوني لمئات النشطاء السلميين وإلى التعذيب الذي أودى بحياة الشهيد محمد الجندي وكلها ممارسات لا يمكن أن يربط بينها بين الديمقراطية شيء، مؤكدا أن الذين ذهبوا إلى الصندوق لم تكن أهدافهم من التصويت هذا المشهد الذي آل إليه الوضع في مصر الآن.وقال صباحي إن الفقراء المصريين هم أكثرية وعامل رئيسي في الثورة واليهم ينتسب الأغلبية من الشهداء لم يحصلوا على غاياتهم في الثورة.ومن المؤكد أن آراءهم في الصندوق كانت لتحقيق العدالة الاجتماعية التي لم ينالوها، مشيرا إلى أن الثورة في مصر ولا في تونس لم تكن نتاج هذه الأحزاب السياسية، بل كانت تعبيرا عن إرادة شعبية ومبادرات شبابية، بالتأكد أسهمت فيها أحزاب وتيارات سياسية لكنها لم تكن صاحبة الريادة ولا القيادة فيها.وشدد صباحي على ضرورة أن تطور الأحزاب السياسية وعيها وأن تنتقل إلى الثورة بحزمة من المهام الخدمية والاقتصادية والثقافية والسياسية وسط الجماهير، كما تفرض عليها عدم الاكتفاء ببنية وإمكانية حزب منفرد يحكم البلاد وذلك عبر تشكيل جبهات منفتحة على المجتمع المدني وأشكال التنظيم الجديدة التي اقترحتها الجماهير من خلال ثورتها. وهي نفس الملامح التي بدأت هذه الثورة التي أودت بالطغاة الفاسدين بن علي ومبارك.وقال «هذه الانتخابات التي أعطت الشرعية لرئيس منتخب لا يمكن أن تدوم، لأنها أدّت إلى سقوط شرعيته الانتخابية بمجرد سقوط الشهداء».