الوحدة هي مكسب وحق شرعي وتعتبر أهم حدث ومطلب تاريخي شهدته اليمن في حياتها المعاصرة لا خيار فيها سوى التحرر من قيود وبراثن التخلف القائم على القهر والظلم والاستبداد واستغلال الإنسان لأخيه الإنسان الذي استطاع بنظامه الفاسد ان يفرض سيطرته على الساحة اليمنية باعتباره العدو الحقيقي المباشر للأمة العربية حيث لا يخدم التوجه الإنساني لأنه يستخدم الأساليب الدنيئة والممارسات القمعية والمجازر الوحشية التي ترتكب في حق المواطنين اليمنيين المطالبين بحرية الإنسان والعدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني.ونتيجة لتعددية الأحزاب السياسية والثقافات البرجوازية التقليدية السائدة والصراعات والخلافات السياسية والتناحرات القبلية والنزاعات العرقية والطائفية وغيرها من العادات والتقاليد الدينية المذهبية كالتعصب الفكري الديني المتطرف والمتشدد أصبح المواطنون اليمنيون يعانون الكثير من الهموم والمشاكل والظروف السياسية والاجتماعية جراء الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها اليمن من خلال الظروف الراهنة الصعبة والتي هي بحاجة إلى معالجة.كما أن الاتجاهات الأخرى التي تتمحور في جوهر القضية الفكرية على الرغم من كل هذه الظواهر السلبية التي يعانيها شعبنا اليمني منها الفقر والجهل والحرمان وهذا يعود إلى النظام الفاسد الذي لاتهمه مصلحة الشعب الذي هو في الحقيقة صانع القرار السياسي الصعب لأنه عندما تتبدل وتتغير المفاهيم والقيم المادية والمبادئ الإنسانية وتتنافى السلوكيات الأخلاقية ينحرف الضمير الإنساني نحو فكرة انتهازية الفرد للوصول إلى السلطة التشريعية بأسلوب غير شرعي يعتمد على نهب خيرات الأمة خلف أقنعة الديمقراطية باعتبارها الواجهة الحقيقية التي تمثل سلطة الدولة البراقة من خلال الشعارات الزائفة والخطابات المفرغة من المحتوى الفكري والسياسي والاجتماعي والإنساني خلافاً للديمقراطية التي تعتبر هاجساً سياسياً الهدف منه هو تطوير المجتمع الإنساني ومعالجة كل المشاكل السياسية والاجتماعية وتوحيد صفوف العناصر الوطنية التي تحافظ على ممتلكات وحقوق الشعب وهذا لا يتحقق الا من خلال مراكز قوى جديدة تمتلك الثروة والسلطة وتبذل جهوداً غير عادية بعيدة عن تحقيق طموحاتها الذاتية غير المشروعة على حساب مصلحة السواد الأعظم من الناس البسطاء وقد جاءت الوحدة وهذا هو الحلم الجميل والهاجس الذي ظل يراود شعبنا اليمني وينتظره بفارغ الصبر منذ ردح من الزمن.فنحن في الحقيقة لا نريد أن نتحدث عن الأقاويل والإشاعات التي تقال عن الوحدة والتأييد الأسطوري الذي نالته من رموز النظام الغربي التي عرفت بعدائها التاريخي للوطن العربي بما فيه شعبنا اليمني الذي يعتبر جزءاً منه، كما لا نريد أن نتحدث عن الوحدة ببساطة وكيف استطاعت ان تجعل مختلف الثقافات تتعايش في حظيرة الوطن الموحد ولكن السؤال الصعب والمحير هل استطاعت الوحدة أن تخلق من مختلف العدسات الثقافية رؤى موضوعية؟حتى بالحد الأدنى يبدو أن واقع الرؤى الثقافية المختلفة لا يمنح حلولاً إيجابية وهذا يدل على عدم وجود القدرة على التعايش في إطار مظلة التحاور الديمقراطية أو التجادل المنطقي والتعددية الحزبية التي تسير تحت شعار الرأي والرأي الآخر وإن التعايش تحت مظلة التحاور الديمقراطي تأتي مناهلها من منابع متعددة الاتجاهات تعبر عن الأفكار والآراء الإنسانية حسب ميولها السياسي ولا يمكن أن يوصف هذا التعايش لأنه لا يملك مقومات البقاء وإذا كان بقاؤه يكاد أن يكون ملموساً إلى حد ما فإنه مرفوض على كافة الفرقاء وإنما هو تفادٍ للاختيار الصعب.ولذلك يجب علينا الاستفادة من تجربة الأمس وما خلفته الحرب من تدمير في البنية الاقتصادية التحتية والفوقية وكيف أصبحت هناك بين الثقافة والتغيير علاقة جدلية وطيدة وهذا الجدل هو المميز كنبع رافد لديمومة حياة كل منهما، فلا تغيير من غير ثقافة ولا ثقافة من غير تغيير، الثقافتان لا تستطيعان التشاور من خلال الحوار السلمي ولكن كل ثقافة أرادت ان تلتهم الثقافة الأخرى حيث تتحول التراشقات الكلامية إلى تراشقات نارية مابين مكثفة أو اقل كثافة في أكثر من موقع صدام.إن التحولات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية الجديدة والهموم والمشاكل والظروف الاجتماعية والاقتصادية الصعبة التي تعانيها الأوضاع العربية المتردية عكست نفسها على الواقع الاجتماعي وتفجرت من خلالها ثورات الشباب السلمية في أنحاء الوطن العربي حيث احتشدت ملايين غفيرة من المعتصمين والمتظاهرين في ساحات الحرية والتغيير للمطالبة بالحرية والعدالة الاجتماعية وبإسقاط النظم الفاسدة التي ارتكبت بحق شعوبها أبشع أنواع الجرائم وبحق شباب الثورة والمواطنين الأبرياء الذين قدموا أرواحهم تضحية سخية وجليلة لأجل تطهير بلدانهم من الفساد.وحتى يسترد المواطن اليمني كرامته وعزته وفخره وتنتصر إرادته التي لا تقهر فإننا في الحقيقة نقدر الجهود الرائعة والبطولات الشجاعة من حكومة الوفاق الوطني بالوقوف الجاد والمثمر بجانب إخوانهم الشباب حول القضية الجنوبية التي تعتبر هي القضية المحورية لمعالجة سائر القضايا الإنسانية منها توفير فرص العمل وتخفيض أسعار المواد الغذائية الاستهلاكية وتحسين مستوى معيشة المواطن اليمني ونشر الوعي الإنساني والثقافي في نفوس المواطنين ودفع عجلة التنمية الإنتاجية لتطوير البنية الاقتصادية وبناء المؤسسات الحكومية الثقافية والاقتصادية والخدماتية كما نقدر الجهود الرائعة المثمرة و المساعي النبيلة التي تبذلها أحزاب الوفاق الوطني في مواجهة أشكال الفساد ومواجهة العناصر الإرهابية من تنظيم القاعدة التي حاولت إعاقة مسار الثورة .وقد خاطب رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي أعضاء مؤتمر الحوار الوطني قائلاً: يجب علينا أن نتغلب على المصاعب والآلام ونتجاوز كل المحن ورواسب الماضي البغيض من الفقر والجهل والتخلص من العادات والتقاليد الآلية والأساليب الجامدة وان تدركوا تماماً أن هناك الكثيرين كانوا منذ عام مضى فقط يقفون خلف مدارسهم ويترصد بعضهم لبعض هم اليوم يجتمعون تحت سقف واحد لأجل مصلحة الشعب اليمني وهي نعمة من الله بها علينا كما أشاد بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية التي رسمت لليمن خارطة طريق واضحة لأجل خروج اليمن من الأزمة الاقتصادية التي تعيشها إلى رحاب التوافق والتصالح حيث إن المصلحة العامة فوق المصلحة الأنانية والخاصة ويجب علينا فتح صفحة جديدة تسودها روح النظام العادل والقانون والسيادة الوطنية والأمن والاستقرار بقلوب صادقة وعقول متنورة ونفوس مخلصة قوامها الجهد والعمل والعطاء بالنهوض الثقافي وان يتركوا مكايد السياسة والظواهر السلبية التي تقف عائقاً في تطوير العملية الإبداعية وغرس مجمل المفاهيم والقيم والمبادئ والسلوكيات الأخلاقية في نفوس المواطنين اليمنيين الذين هم يعبرون تعبيراً صادقاً ومباشراً عن ثقافة فئات وشرائح المجتمع الإنساني حتى تستطيع من خلال الحوار الوطني معالجة الكثير من القضايا الإنسانية التي تتمحور في جوهر القضية الجنوبية التي تعتبر في الحقيقة صلب الموضوع الأساسي لهدف بناء الدولة المدنية الحديثة وان يضع المؤتمر للبلاد دستوراً ديمقراطياً جديداً يخرج اليمن من أزمته الاقتصادية باعتبار أن الشعب اليمني هو صانع القرار السياسي الذي يحكم نفسه وهذه نقلة جديدة من رواسب الماضي المتخلف إلى آفاق المستقبل المشرق الأفضل.
|
آراء
بالحوار الوطني نصنع المستقبل المشرق الأفضل
أخبار متعلقة