لقاءات/ دفاع صالح:اعتادت الطفلة فاطمة ( ثالث ابتدائي ) منذ ما يقارب الشهر على العودة من المدرسة قبل انتهاء الدوام نتيجة لمعاناتها من اختلال في وظائف المثانة ناتج عن حبس البول لعدم رغبتها في دخول دورات المياه في مدرستها الواقعة في مدينة عدن . « بدأت معاناة ابنتي من اختلال المثانة ـ كما شخصها الطبيب ـ منذ بداية العام الدراسي » تقول والدة فاطمة .. ومازال الحديث لها : « كنت قد ذهبت مع ابنتي في بداية العام الدراسي الجديد وطلبت منها ألا تدخل حمامات المدرسة بسبب الوضع السيئ من عدم النظافة وانعدام المياه ، ولكني لم أكن اعرف أن النتيجة سيئة في كل الأحوال ». واختتمت الحديث بقولها « مدارسنا تفتقد لابسط وسائل السلامة وأبناؤنا معرضون لحالات مرضية كثيرة ».تقول الأخت هويدا عبد الله ـ وكيلة الأنشطة المدرسية في مجمع خديجة التربوي : « لبرامج الصحة المدرسية أهمية كبيرة من خلال التأثير المباشر على صحة أبنائنا الطلاب ، لكن نلاحظ أن برامج الصحة المدرسية بما فيها ( الحمامات ) مازالت بحاجة إلى الكثير من الاهتمام والتحسين في أدائها من خلال الإشراف الصحي ، ونرى ضرورة وجود مشرف صحي لكل مدرسة وروضة يكون لديه الخبرة الكافية والقدرة على العمل في هذا الجانب الحيوي «.بينما ترى الأخت شادية عبد الرحيم ـ معلمة ـ أن هناك ضعفاً كبيراً في عملية التثقيف الصحي في مدارسنا ، وترى ضرورة وجود متخصصين من المشرفين الصحيين ، ويفضل أن يكون تحت إشراف مكتب الصحة . وعن التأثيرات الصحية لغياب النظافة في الحمامات المدرسية يقول د. وهيب احمد ـ طبيب أطفال ـ إن حبس البول قد يؤدي إلى ما يعرف ( بالمثانة الكسولة ) حيث أن المثانة الممتلئة تفقد خاصية الانقباض وهذا يؤدي بدوره إلى التهابات وتضخم الكليتين وارتجاع البول إلى المثانة. وأوضح أن هناك كثيراً من الأمراض التي تنتقل في البيئة المدرسية التي لا تتوفر فيها النظافة والتعقيم ، وهذه الأمراض تنقلها جميع أنواع الميكروبات مثل البكتيريا والفيروسات والفطريات والديدان المعوية .وعن رأي مكتب التربية في هذه القضية تقول الأخت تقية نعمان ـ استشارية تربوية ـ « هناك عشرات الطلاب في مختلف المراحل الدراسية في بعض المدارس يعانون مشكلة حصر البول بسبب سوء نظافة دورات المياه وانقطاع المياه المستمر وانبعاث الروائح الكريهة ، حيث يصبح الطلاب غير قادرين نفسيا على استخدام الحمامات في المدارس لانعدام نظافتها ما قد يؤدي إلى إصابة الطلاب بأمراض عديدة إضافة إلى احتمال تعرض من يقومون باستخدامها أيضا للأمراض نتيجة لشدة تلوثها ». وعن الحلول لهذه المشكلة أرجعت المسؤولية على جميع الجهات ذات العلاقة منها وزارة التربية والتعليم وزارة الصحة ومنظمات المجتمع المدني العاملة في برامج الطفولة والصحة والتعليم .ختاما فإنه من المؤكد أن فوائد برامج الصحة المدرسية تتخطى نطاق المدارس لتشمل المجتمع بأكمله ، فالطلاب تتحسن صحتهم النفسية والبدنية من أجل استفادة أكبر من العملية التعليمية ، وهذا ما أكدت عليه الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل المصادقة عليها بلادنا في المادة ( 24) ، والقانون اليمني لحقوق الطفل رقم ( 45) لسنة 2002م في البابين الرابع والخامس بشان التعليم والرعاية الصحية ، وبالتأكيد فان صحة الجميع هي مسؤولية الجميع.
|
اطفال
دورات المياه تهدد مجتمع المدرسة
أخبار متعلقة