يقول القائد النازي الراحل أدولف هتلر، إذا أردت أن تسيطر على قوم أوهمهم أنهم في خطر، وإذا أردت أن تستعبدهم ازرع في قلوبهم الخوف، وهي نظرية لا تزال صالحة إلى اليوم، واستعملتها بعض الدول وحتى الأنظمة لتطويع شعوبها. نظرية المؤامرة تتشدق بها الأنظمة الفاسدة ومنها نظامنا اليمني للأسف الشديد ، كلما أحست بخطر التغيير أو الهزة الاجتماعية وتتذرع بها الدول من أجل تبرير أهدافها وغاياتها واستراتيجياتها التوسعية .وأغرب ما سمعنا مؤخرا عن نظريات المؤامرة ما يروّج إعلاميا وحتى سياسيا في اليمن، ومن بعض الأقلام، حول فضيحة المسيلة 2 ، بعد أن نشرت بعض الأطراف الغسيل الوسخ لبعض كبارات المسيلة ، وتحرّكت منظمة الشفافية للمطالبة بوضع حد للفساد الاقتصادي في اليمن . وسمعنا قول البعض إنها مؤامرة خارجية تحاك ضد اليمن من أجل إضعافها.. أي موازين مقلوبة نسيّر بها عندما يصبح فتح تحقيق في قضية فساد مؤامرة، أما السكوت عنه طيلة السنوات، جادة الصّواب؟ وكأن اليمن تقع في المريخ وتتعامل مع مغفلين، يمكن الضحك على ذقونهم بمهاترات مماثلة. ألم تتعبوا من الخطابات الشعبوية ؟ إننا نعيش في عالم مكشوف لا يرحم، وإن كنا لا نهتم بمصالحنا ويرهن البعض منا مستقبل أجيال بأكملها من أجل بضع مليارات، دون حسيب ولا رقيب، فإن هناك من الأمم والدول من تبيد شعوبا لأجل مصالحها وضمان مستقبل أبنائها والحفاظ على مكانتها ومكتسباتها، وما يحدث حولنا وفي محيطنا أكبر دليل على ذلك. وكما يقول المثل ”اللي ما في كرشو التبن ما يخاف من النار”، لكن يبدو أن بطون ” رعاة المسيلة ” ومن مروا عليها من مسؤولين ومن حولهم، مليئة بالتبن والقمامة والغسيل النتن ، الذي يجب أن ننشره ونحاسب عليه. فلا يوجد دخان دون نار، ودخان بنوك الخارج أكيد أن ناره في اليمن، والخوف كل الخوف أن تكون نار المسيلة قوية ، وتمتد بها رياح ما يحدث في العالم اليوم، لتضرب أعماق الدولة وقد تأتي على الأخضر واليابس . في الواقع إن قضية إجراء صفقات بالتراضي وتحت الطاولات على حساب جدية تنفيذ المشاريع ومطابقتها للمعايير المطلوبة، ليست اختصاصا « أحمريا » ولا «قبليا » فقط بل يمنيا خالصا، فأغلب الصفقات في السنوات الأخيرة في مختلف القطاعات، الثقافة، الأشغال العمومية أو التهيئة وغيرها تمت بالتراضي، رغم أنها مخالفة للقانون وتضر بالاقتصاد ومدى مطابقة المشاريع للمعايير وتمس بمصداقية السوق اليمنية وتفتح شهية الطامعين والمتآمرين، ووصول هذا الفساد إلى القوات المسلحة يعد صمام الأمان لمستقبل اليمنيين ، ينذر بما هو أخطر، إذاً علينا أن نكفّ عن استغباء الشعب ونسمي الأشياء بمسمياتها، فإن كان السكوت عن قضايا الاختلاس في بعض البنوك والصفقات المشبوهة في بعض المشاريع والمرور مرور الكرام على قضايا أخرى من الفساد يختلف الأمر هنا ، فلا يتعلق ببعض الملايين أو بفساد في شركة عادية، إن المسيلة هي اليمن للأسف، هي كل ما لدى اليمنيين ، والتلاعب ضمنها يعتبر تلاعبا بالوطن أكمله، والخطأ فيها مهما كان فهو جسيم، وعلينا أن ننظر إليه كخيانة للوطن، وعلى الجهات المخولة لها فتح ملفات الفساد في المسيلة ، ومع ذلك.. فرضا يا سادتي أنها مؤامرة، كما تقولون، أوليس من حق هذا الشعب أن يعرف الحقيقة ويمارس حقه في محاسبة كل المتلاعبين بقوته وأمنه واستقراره، عبر مختلف الهيئات التي تنوب عنه خاصة السلطة القضائية؟ أم أن للبعض دولة داخل دولة.
|
ءات
دولـــــــة بالمقلوب !
أخبار متعلقة