لبن سمك تمر هندي
يصادف الثامن من مارس ( يوم التضامن العالمي مع المرأة )والبلاد والعباد في حالة يرثى لها ، فلا امن ولا أمان ولا استقرار ، بل فوضى وعنف ( لن استخدم المصطلحات المعلبة ، عنف مبرر أو عنف غير مبرر) ومؤامرات تستهدف الوطن بوحدة ترابه وأبناءه ،والمحتفى بها ترزح تحت وطأة الظلم والإقصاء والتهميش !!!من المتبع في مثل هذه المناسبة التغني بما كان لجداتنا بلقيس و اروى من مكانة رفيعة ودور عظيم في إدارة وبناء حضارات اليمن البائدة ، وكذلك التغني بدور المرأة المسلمة في عهد الرسول الكريم محمد صلى الله وعليه وسلم وفي العصور الإسلامية المضيئة ، ولكني اليوم أريد أن أتغنى بالمرأة اليمنية المعاصرة التي شاركت وساهمت مساهمة فعالة في ثورة بلادنا السلمية جنبا إلى جنب مع شقيقها الرجل ،فأصبحت المرأة اليمنية ليست عدداً يستخدم في إحصاءات الجداول الانتخابية بل أصبحت تمثل رقما صعبا ليس من السهولة تجاوزه في مجتمعاتنا بل يحسب له حساب ويعتد به ولن تسمح بتجاوز دورها في البناء والعطاء ! ان الظلم والتهميش و الإبعاد والاستبعاد والإقصاء الذي ووجه به نصف المجتمع من نصفه الآخر كان نتيجة لعدة عوامل أهمها العقلية الذكورية لمجتمعاتنا التي ترى في النصف الآخر عورة ، مهيض الجناح ، حرمة ...الخ من تلك التواصيف المتجذرة في عقول النصف الآخر (في الحقيقة حسب الإحصائيات 40 % ) ، أضف إلى هذا العامل الموروث الذي تربت عليه المرأة منذ الصغر بعدم أهليتها للعمل (الاجتماعي ، السياسي الجماعي ) ولكن أثبتت ثورة الشباب السلمية أن المرأة كانت في الريادة مع التغيير وإعادة البناء وكانت في مقدمة الصفوف المطالبة بالتغيير والتجديد تعمل بدون كلل ولا ملل، وحان الوقت ليرفع الظلم و الجور عن كاهلها وأن تأخذ دورها في المراكز المتقدمة وعلى مختلف المستويات القيادية العليا دون إنقاص أو تقليل من قدراتها على تبؤ مواقع المسؤولية . أما لماذا مقالي بعنوان «سمك ،لبن، تمرهندي « «المرأة، الحوار،الدست» فالجواب سهل وبسيط إذ أنني قرات قرارات اللجنة الفنية للإعداد والتحضير لمؤتمر الحوار الوطني الشامل واستوقفتني المعايير المطلوب توافرها في أعضاء وعضوات مؤتمر الحوار.. التحلي بدرجة عالية من الإحساس بالمسؤولية !!! ففكرت كثيرا حول كيفية قياس الإحساس بالمسؤولية ؟؟فتفتق عقلي عن حل بمقدورنا عمله , وهو صناعة دست يلبس على الرأس ويقف المرشح لعضوية مؤتمر الحوار في وسط الساحات العامة ويطرق على الدست بمعلقة فإذا تألم ، تأكد ان لديه إحساس عال بالمسؤولية !!!!! كل عام وشقيقاتي بألف خير واليمن بأمن وأمان .