إن أبناء محافظة عدن يشهد لهم القاصي والداني بأنهم المثل الأعلى في التعامل الراقي، ولا يزال هذا النموذج الطيب له وجود بكثرة، إلا أني عبر تجولي واختلاطي مع الجيل الناشئ الجديد من بعض الشباب لمست ثقافة جديدة بدات تظهر وهي ثقافة العنف وما نراه اليوم من مظاهر الفوضىوالعنف التي تختلف عن ثقافة آبائنا وأجدادنا هي ظاهرة غريبة على ابناء هذه المحافظة ونحن كلنا ثقة في أن أبناء هذه المحافظة سيرفضون ثقافة الفوضى إلى الأبد .فهذه رسالة إلى كل أبناء عدن، لكل الجماعات الموجودة في الساحة إن كانت جماعات سياسية أو دينية أو ثقافية، أن يتقوا الله في عدن وأن يتحمل الكل مسئولية التصدي لكل أمر يترتب عليه الإخلال بأمن وسلامة عدن، والعمل على ردعه بمختلف الوسائل والإمكانات الممكنة المتاحة فما جزاء الإحسان إلا الإحسان .وعلينا كشباب وأبناء لهذه المحافظة الطيبة أن نغرس حب الانتماء الايجابي لمحافظة عدن التي تربينا وعشنا في أكنافها أباً بعد جد، فليس غريباً أبداً أن نحب عدن و أجمل شيء في أنفس أبنائها انهم يموتون لأجلها ، والأجمل كذلك أن نحيا من أجل هذا الوطن لنحميه من الفوضى وتوعية المجتمع المحيط بنا .يامعشر الشباب لا أحد يحس بنعمة حب هذا الوطن إلا بعد مفارقته أو فقدانه، بل نلمس الحب الوطني في قول رسول الله حين قال وهو يخاطب مكة مودعاً لها وهي وطنه الذي أخرج منه بقوله:» ما أطيبكِ من بلد ، وأحبَّكِ إليَّ ، ولولا أن قومي أخرجوني منكِ ما سكنتُ غيركِ « فلولا المحبة التي امتزجت في أحاسيس سيدنا رسول الله لما قال هذا القول الذي لو أدرك كلُ إنسانٍ مسلمٍ معناه لرأينا حب الوطن يتجلى في أجمل صوره وأصدق معانيه ، ولأصبح الوطن لفظاً تحبه القلوب ، وتهواه الأفئدة ، وتتحرك لذكره المشاعر .ومحافظة عدن بحاجة إلى أبنائها الذين سيعيدون وجهها المشرق اليها وسيعيدون إليها الأمن والاستقرار والطمأنينة .
شباب عدن ومربع العنف
أخبار متعلقة