التطور الكبير في وسائل الإعلام وإمكاناتها وما أتاحته من سهولة التعامل معها وتجاوزها للكثير من شروط وعوائق النشر وزيادة في الوعي بأهمية الإعلام و دوره مكنت الفرصة لصعود جيل جديد من الإعلاميين بمفاهيم وأدوات جديدة مكنتهم من لعب دور بارز ومفصلي في صناعة الأحداث الأخيرة التي عاشتها منطقتنا العربية غيرت تجاعيد وجهها السياسي ووسعت المدارك و المعارف و المطالبة بالحقوق ورسمت ملامح عهد جديد بريشة أولئك الإعلاميين الجدد.وفي حضرموت بدأت تتكون ملامح جيل جديد من الإعلاميين لاسيما بعد تآكل الجيل السابق و الحاجة لدماء تجدد الجسد الإعلامي و تتقن أدواته العصرية ليساهموا في بناء المنظومة الإعلامية لحضرموت, سواء الرسمية كإذاعتي المكلا و سيؤن و صحيفتي شبام و30نوفمبر و الحديث عن قرب إنشاء فضائية حضرموت, او الخاصة الموجودة و المأمول إنشائها, وكذلك المواقع الإخبارية. وأصبح على جامعتها بعد افتتاح قسم الإعلام بها مسؤولية إنتاج ذلك الجيل المتحلي بالقيم و المبادئ و معاير المهنية.وبما أن ملامح الجنين الإعلامي لاتزال في طور التشكل اللين فهي بالتأكيد بحاجة لرعاية واهتمام خاص ليولد سليم التكوين قوي البنية قادرا على أداء وظيفته وهذه الرعاية مطلوبة من جميع الأطراف الحكومية ومنظمات المجتمع المدني المتخصصة بهذا المجال و رجال الأعمال بدءا بتطوير وتوسيع قسم الإعلام بالجامعة ليصبح كلية متكاملة الأقسام والتخصصات بكادر متخصص بشكل كمي ونوعي وهو المفقود حتى اللحظة. وكذلك توفير معامل واستوديوهات بالإمكانيات و الأدوات التدريبية وإنشاء معاهد ومراكز داخل المحافظة لتأهيل الإعلاميين كافة والخريجين خاصة لتنمية مهاراتهم وصقل مواهبهم و توسيع المدارك والمعارف في جديد المهنة وأدواتها. وابتعاثهم للخارج ليطلعوا على تجارب ناجحة ويعودون بخبرات مختلفة تنعكس على أدائهم و بالتالي نجاح المنظومة الإعلامية بالكامل, منظومة تليق بتاريخ وثقافة وارث حضرموت وتشرفها. كما يحتاج هذا الجيل للاعتناء بمبادئه وأخلاقياته وتنشئته على قيم مجتمعه وثقافة أمته وبحاجة أيضا لدعم وتشجيع مشاريعه الإعلامية لإثراء الساحة ولإتاحة الفرصة له لاستعراض مقدراته وتمكينه من المشاركة الفاعلة في القنوات الإعلامية الحالية وضم مكتملي الشروط لعضوية النقابة ليتعلم من الجيل الحالي و السابق وينقل خبراته المتراكمة ويزرع الثقة في نفسه. ومن الجيد ظهور بعض منظمات المجتمع المدني المتخصصة في مجالات الإعلام لتحمل بعض العبء وتسهم في نمو وتطور هذا المجال و المنتسبين إليه خصوصا في ضوء تعاظم دورها والتوجه لإلغاء الإعلام التقليدي لتحل هذه المنظمات مكانه.ومن ناحيتهم فان عليهم الأخذ بزمام المبادرة في تنمية قدراتهم بشكل دائم ومستمر وإحراز قصب السبق في إبرازها, وتعلم مبادئ وأخلاقيات المهنة وقيمها النبيلة والعمل بها وتقدير من سبقهم من أصحاب الخبرة والتجربة والاستفادة القصوى منهم فمن يكبرك بيوم اعرف منك بسنة كما قيل. كما عليهم الحذر كل الحذر من الغرور و الجري خلف الشهرة الزائفة دون رصيد مهني و الانخداع بالأضواء و البهرجة الدعائية الكاذبة والقاتلة في أحيان كثيرة لأي صحفي وإعلامي وفي بداية مشواره المهني.وختاما نقول لنرى جيلا جديدا من الإعلاميين ذا مقدرة وكفاءة علينا الاعتناء به منذ الآن وهو في طور التشكل اللين قبل أن يولد -لا سمح الله- مشوه القدرات و المبادئ تعاني منه المهنة والمجتمع لأجيال قادمة.
إعلاميون جدد
أخبار متعلقة