فيما مبتكر الإنترنت يحلم بشبكة دون رقابة حكومية
دافوس/ متابعات:حذر مبتكر الشبكة العنكبوتية العالمية تيم بيرنيرز لي مؤخراً في (دافوس) السويسرية من ميول الحكومات إلى التحكم بشبكة الانترنت، وقد لقيت تحذيراته تأييد قطاع الأعمال الذي يسعى إلى التوصل إلى حل وسط يضمن حرية المستخدمين وأمنهم.وقد نوقشت هذه المسألة مطولاً من قبل الخبراء والاقتصاديين على حد سواء الذين باتوا جميعهم يركزون أعمالهم على هذه الشبكة التي أبصرت النور منذ حوالي (20) عاماً.وشرحت مديرة المجموعة الأميركية (ياهو) ماريسا ماير أمام المشاركين في الدورة الثالثة والأربعين من المنتدى الاقتصادي العالمي أن عمالقة الانترنت تسعى دوماً إلى التوصل إلى حل وسط يضمن توازناً بين احترام الحياة الخاصة وتلبية العرض المتزايد للخدمات المكيفة.وقالت ماريسا ماير التي تسلمت إدارة (ياهو) بعد ت أن رأست مجموعة (جوجل) لمدة (13) عاماً: «أظن أن احترام الحياة الخاصة هي مسألة ستبقى دوماً من أولويات المستخدمين، لكنني أظن أيضاً أن هذه المسألة قابلة للأخذ والرد.. فعندما تقدمون معلومات خاصة بكم، تحصلون على خدمات في المقابل».وصرح تيم بيرنيرز لي أن الحلم يبقى «الحفاظ على شبكة غير خاضعة لقيود».غير أن بعض الحكومات لا تؤيد هذا الرأي للأسف، على حد قول مبتكر الانترنت الذي أشار في حديثه إلى قضية انتحار آرون شوارتز في السادسة والعشرين من العمر، بعد أن أطلقت السلطات القضائية الأميركية ملاحقات بحق هذا الشاب الذي استنسخ ونشر على الانترنت ملايين الصفحات من بيانات علمية خاصة اعتبر أنها قد تهم الرأي العام.وشرح تيم بيرنيرز لي الذي أطلق أول صفحة انترنت يوم عيد الميلاد سنة 1990م أن الشاب «قام بتحميل كم هائل من المعطيات فاعتبر قرصاناً معلوماتياً، غير أن القراصنة المعلوماتيين هم في نظري أشخاص يتمتعون بحس ابتكاري».وطالب هذا المهندس المعلوماتي الحكومات بإتاحة المزيد من المعلومات بغية المساعدة على تحسين نوعية الحياة بفضل معطيات جديدة. ولفت إلى أن «الحكومات قد تتحجج بألف حجة كي لا تقوم بذلك، لكن المسألة هي مسألة تحكم بالشبكة في الواقع».وأشارت ماريسا ماير إلى أن الشبكة ستقدم خدمات أكثر تكيفاً وستتوفر أكثر فأكثر على الأجهزة المحمولة، ريثما يتم التوصل إلى حل وسط.فقد زاد عدد الأجهزة اللوحية والهواتف الذكية ثلاث مرات في غضون خمس سنوات، ومن المتوقع أن تتخطى مبيعات الأجهزة اللوحية مبيعات الحواسيب المحمولة هذه السنة».لكن بالنسبة إلى الحكومات، تكمن المسألة الجوهرية في الحفاظ على مستوى محدد من الأمن الالكتروني، من دون القضاء على هذا القطاع المربح.واعتبر الوزير البريطاني المكلف بأمن الانترنت فرانسيس مود أنه من الضروري ضمان أمن الشبكة أولاً لتعزيز نموها الاقتصادي.ودعت نيلي كرويس المفوضة الأوروبية لشؤون الاتصالات من جهتها قطاعي الأعمال والسياسة إلى المساعدة على تدريب الشباب في مجال تطوير الانترنت.وذكرت أن «الهوة الرقمية تتسع بالتوازي مع ازدياد أعداد العاطلين عن العمل».وشاركها تيم بيرنيرز لي الرأي، مؤكداً أن العالم بحاجة إلى المزيد من المهندسين المعلوماتيين وأنه من الضروري تعليم الأولاد استخدام الانترنت منذ الصغر.