ابتلانا الله سبحانه وتعالى ببعض مرضى حب المسئولية وعشق الكرسي حد الثمالة مع أنه غير جدير بتحمل مسئولية الإدارة خصوصا إذا كانت إدارته تتطلب الإشراف على عدد كبير من الأشخاص فيبقى هو مثل الأطرش في الزفة وتذهب مقاليد الحكم إلى يد غيره ويبقى هو يفتخر بصفة المدير ويكفيه القول المدير أتى ... المدير ذهب وهكذا هلم جرا .المديرون كثيرون منهم مديرو عموم ومديرو مرافق خدمية وغير ذلك من أنواع الإدارة و نجد البعض منهم يتصرف في إدارته وكأنه حاكم زمانه يتراءى له أنه وزير الدولة فلا صوت يعلو فوق صوته فهو الآمر الناهي وأحيانا يصل الأمر إلى تقديسه وفرض محاولات منع الوصول إلى المدير إلا بموعد مسبق مع أن لازال بدري عليه خصوصا ما إذا كان مديرا لمرفق صغير على وزن مفعلة أو مفتعلى ناهيك عن مديري عموم الوزارات أو ممثليهم في المديريات وهناك منهم من يعشق الدخول في متاهات لاتسمن ولاتغني من جوع في محاولة منه لفرض الذات وإيهام الآخرين أنه الوحيد العارف والفاهم وماسواه يجهلون أمور القانون وهكذا أمور تجعلنا نحس بأن من نراه ليس مدير بل وزير.وعلى النقيض من ذلك نجد البعض كما أسلفنا يهتم فقط للصفة التي تنسب إليه بغض النظر عن كفاءته على إدارة العمل من عدمها لأن المهم والأهم عنده مناداته بسعادة المدير وهم كثر في حياتنا اليومية ويستطيع حتى الإنسان البسيط الحكم على مدى قدرته على الإدارة لإن فاقد الشيء لايعطيه لكن من يستطيع إقناع هؤلاء أن هذه المناصب أكبر منهم وعليهم أن يرحلوا عنها ويتركوها لمن هو أجدر منهم دون أن ينتظروا قانون التدوير الوظيفي الذي سمعنا جعجعته ولم نرَ طحينه حتى هذه اللحظة .هناك مديرو عموم لازالوا في مناصبهم منذ عشرات السنين والتصقت أجسادهم بكراسي تلك المناصب وبات من الصعب زحزحتهم من عليها وصاروا لاتعرف تلك المكاتب إلا بتلك الأسماء وكأنها ماركة مسجلة بأسمائهم رافضين أية وسيلة للتغيير لأنه في نظرهم أنه لايوجد هناك شخص قادر على تسيير العمل مثلما يسيرونه هم بينما الواقع يقول عكس ذلك لكن لم يجرؤ أحد على تغييرهم وهناك مدراء مرافق وصلوا إليها بتوصيات وتزكيات مشايخ وأعيان أو وفقا لانتماء حزبي وحرموا المناصب من أهلها ممن هي ستتشرف بأن يتقلد كراسي الحكم فيها ذوو الكفاءة لكن هذا واقعنا الذي علينا أن نعيشه لأن شروط التعيينات تبقى حبيسة الأدراج والرفوف وإذا حاول البعض توضيح الأمور ألصقت به تهمة البحث عن منصب إداري مع أن الهدف من التوضيح التصحيح .الإدارة قبل كل شيء هي فن لايجيده إلا من يمتلك كاريزما خاصة تؤهله لكسب إحترام مرؤوسيه وكسب ثقة المجتمع الذي نعيش فيه بعيدا عن الإدارة التسلطية أو الدكتاتورية وعلى المدير الاستماع إلى وجهات النظر المضادة لأننا في عصر الرأي والرأي الآخر وإنتهاء عهد التسلط وصباحكم إدارة حكيمة .
|
تحقيق
مدير بدرجة وزير
أخبار متعلقة