كتب/ علي حيمدفي الوقت الذي كانت الأوساط الفنية و الثقافية و الإبداعية تحيي الذكرى الثالثة لرحيل الفنان الشعبي الكبير فيصل علوي رحمه الله الذي انتقل إلى رحمة الله في السابع من فبراير 2010و في نفس اليوم من عام 2013 كنا نحتفي مع الصديق ناصر إسماعيل محمد بعرس نجله أصيل في قاعة الأفراح في مجمع عدن مول و عند حوالي الساعة الرابعة عصرا جاء إلى مكان جلستنا التي كانت تضم عدداً من الزملاء المبدعين في المجالات الفنية و الإعلامية و الأدبية أحد الزملاء لينقل إلينا خبراً مؤلماً مفاده أن الفنان اليمني الكبير محمد مرشد ناجي وبينما كان يصعد سلم مجمع عدن مول في طريقه إلى القاعة التي يقام فيها فرح أصيل ناصر إسماعيل وهو بالمناسبة حفيد كريمة المرشدي أصيب بحالة إعياء أسعف على أثرها إلى احد المستشفيات ولم تمر سوى( 45 دقيقة) حتى جاءنا النبأ المؤلم الذي حل على رؤسنا كالصاعقة خبر وفاة الشخصية الوطنيةوهو الأدبية و الثقافية و الفنية الكبيرة بحجم الوطن محمد مرشد ناجي الذي بمجرد انتشاره في القاعة قلب الأجواء الفرائحية إلى أجواء يسودها الحزن العميق و صمت جميع من في القاعة وكأن الطير على رؤوسهم و توقفت أنغام الموسيقى وبدا البعض بالانسحاب من القاعة جماعات ووحدانا ، و بدا كل من جانبه باستخدام الهاتف النقال لنقل الخبر إلى الأصدقاء و إلى الجهات الإعلامية صحافة و إذاعة وتلفزيون و إلى أصدقاء ومحبي المرشدي .من المجموعة التي كانت تضمنا انسحب البعض وبقي البعض الآخر في حالة ترقب و متابعة مستجدات الخبر و ماهي الخطوات اللاحقة و التدابير التي سيتخذها أبناء فقيدنا الكبير و إذا برسائل التعازي تتوالى عبر الهاتف الجوال ، نعي من وزارة الثقافة وبرقية تعزية من الأخ رئيس الجمهورية وبرقية الأخ رئيس الوزراء إلى أبناء الفقيد. و عند حوالي الساعة السابعة بعد المغرب تلقيت اتصالاً من صديقي العزيز الفنان المبدع الأستاذ عصام خليدي الذي كان أكثر تأثراً وتألما وحسرة وأول من غادر القاعة بعد سماعه للخبر ليبلغني أن أبناء المرشدي قرروا دفن والدهم بعد صلاة عشاء نفس الليلة فإذا ابي الملم أشيائي و انتقل إلى منزل فقيدنا الكبير في حي ريمي بالمنصورة للحاق بموكب التشييع وبرغم المساحة الزمنية القصيرة من انتشار خبر الوفاة وموعد التشييع إلا أن الشارع المجاور لمنزل المرشدي لم أجد فيه موطئ قدم حيث كان الشارع مزدحما بالبشر و السيارات و نتيجة الازدحام فقدتم إغلاق الشارع و الشوارع المجاورة له.و ماهي إلا لحظات وبعد أن تمت الصلاة عليه في مسجد ابي بكر الصديق المجاور لمنزله انطلق الموكب صوب مقبرة الرحمن بالمنصورة ليدفن إلى جوار عدد من أصدقاءه ومحبيه من الفنانين و الشخصيات الاجتماعية منهم الفنان محمد سالم بن شامخ و الفنان المسرحي ومدير ثقافة عدن الأسبق أحمد سعيد الريدي و صديق عمره الشخصية المعروفة ناصر باشجيرة هذا ما أكده لي الأستاذ المحامي مختار باشجيرة الذي وجته بجانب القبر وبرغم كل ماذكرناه واستعجال أبناءه بمواراته الثرى بعد وقت قصير جداً من وفاته إلا أن الحضور كان مهيب جدا في ليلة توشحت فيها عدن بالسواد على رحيل واحد من أغلى رجالها المرموقين « محمد مرشد ناجي» الذي تعددت في شخصيته العديد من الشخصيات الإبداعية فهو المثقف المتعلم و المعلم و الرياضي و الفنان و المناضل الوطني البارز و الكاتب و الباحث في المجال الفني حيث يعد الفنان اليمني الوحيد الذي اصدر عدد من الكتب من أبرزها أغانينا الشعبية -مشاهير الفن اليمني- صفحات من الذكريات - أغنيات وذكريات ناهيك عن أعماله الموسيقية الفنية الغنائية منذ أول لحن في الخمسينات من كلمات الشاعر الراحل محمد سعيد جراده (وقفة)وما تلاها من روائع الغنائيات التي يعرفها الجميع و لا داعي للتعريف بها فهي أعمال المرشدي التي قدمها بصوته العذب أو ما قدمه للعديد من الفنانين منذ بدايات حياتهم حتى أصبحوا كباراً منهم الفنان محمد صالح عزاني ، و أحمد قاسم و طه فارع و فؤاد الشريف و عصام خليدي و أمل كعدل و عبدالرحمن الحداد و ابوبكر سكاريب .رحم الله فنان اليمن الكبير أبوعلي الذي سيخلده التاريخ اليمني المعاصر كواحد من ابرز الشخصيات التي عاشت في القرن العشرين و الاثني عشر عاماً الأولى من القرن الحادي و العشرين و ترك ثروة ثمينة و كنزاً عامراً بالأعمال الإبداعية الغنائية، وطنية و عاطفية و تراثاً نثرياً إبداعياً أرخ لمسيرة الحركة الفنية وغنائها الشعبي ومشاهير مطربيها في كتب ستظل مراجع ثمينة للأجيال القادمة إلى ابد الآبدين .رحم الله حبيبنا أبو علي و الهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان .((أنا لله وإنا إليه راجعون ) ) .
|
ثقافة
ليلة فرح لبست فيها عدن ثوب الحداد على مرشد الغناء اليمني
أخبار متعلقة