كتب/ قاسم عمر قاسم في القرن الماضي ولد فنان كبير أعطى للمسرح حياته كان اصغر إخوته وكانت عائلته تنتمي إلى الفقه والعلم ألا وهو الفنان القدير الأستاذ الفقيد عبدالله صالح مسيبلي ونزح مع إخوته الكبار إلى عدن في بداية الأربعينات ودرس في مدارس القوات المسلحة آنذاك ثم انتقل إلى العمل في مصافي عدن في النصف الأخير من خمسينيات القرن الماضي مع أخيه الأكبر وهو الأستاذ الفنان المخرج والممثل والكاتب علي صالح مسيبلي أطال الله في عمره حيث التقى الأخوان مع بعض المهتمين بالعمل المسرحي في شركة مصافي الزيت البريطانية آنذاك ومنهم الأستاذ عمر عوض با مطرف وياسين بهري ومحمد الدقمي وكثير من الذين كانوا يعملون في المصافي وكانت لهم ميول مسرحية حيث أسسوا فرقة الهيئة العربية للتمثيل وكان عبدالله مسيبلي شابا مفعما بالحيوية وحب العمل وقدم مثل الكثير من الشخصيات في هذه الفرقة على سبيل المثال: ( فتاتنا اليوم وجريمة في الليل وهل قتلت أخي ..) وغيرها من الأعمال وكان ذلك في نهاية الخمسينيات وبداية الستينيات . وفي المدة نفسها كان له نشاط إذاعي حيث ساهم في كثير من التمثيليات مع بقية زملائه وكان أخوه علي يعتبر أستاذه في مجال الفن وقدم مع أخيه البرنامج المشهور في بداية الستينات (هذه الجنوب أرضنا الطيبة) وفي تلك المدة من خلال تقديم العروض المسرحية خارج منطقة البريقة تعرف على فناني تلك المدة مثل الاربد والمدي وعمر الرخم والقاضي وعبدالحميد فارع وغيرهم هذا بالإضافة إلى فرقة المصافي وأعضائها آنذاك الممثل الحاج عمر طاهر والعمير وعلي صالح بن صالح وناصر حسين وغيرهم. ومع بداية البث التلفزيوني كان الشرف لعبدالله مسيبلي أن يعمل من خلال مسرح التلفزيون كممثل في أول عمل صور في التلفزيون وهو ست البيت تأليف و إخراج عمر عوض با مطرف في عام 1964م واستمر يقدم في مسرح التلفزيون الكثير من المسرحيات والتمثيليات هذا إضافة إلى المسرح والإذاعة شأنه شـأن كل المبدعين من فرق وممثلين في تلك المدة الزاخرة بالأعمال الفنية . وبعد الاستقلال بالتحديد في نوفمبر 1968م اخرج أول عمل مسرحي له بمناسبة الذكرى الأولى للاستقلال مسرحية شهيد الوطن حيث كان هذا العمل من بطولة علي احمد يافعي الذي أصبح في المدة اللاحقة رفيق دربه وكان بالصدفة أول بطولة لعلي يافعي وكان ذلك ضمن الفرقة القومية للمسرح والموسيقى والفنون الشعبية ولم يشأ القدر أن تستمر هذه الفرقة وبعدها استقال الفقيد من مصافي عدن وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية وكان ذلك في نهاية الستينيات واستمر هناك قرابة أربع سنوات يعمل كمغترب من اجل تحسين مستوى معيشته ولكن استغل فترة وجوده هناك ودرس الإخراج التلفزيوني بنظام الساعات . وعند عودته من أمريكا لم يتحصل على عمل وكان ذلك في بداية السبعينيات ولكن قدم كممثل مسرحية الأرض التي أخرجها المرحوم المبدع فيصل علي عبدالله وكان ذلك في نهاية 1973م حيث شاهده يمثل الرئيس سالم ربيع علي ووظفه في وزارة الثقافة. في عام 1974م سافر في دورة دراسية في مجال الإخراج إلى ألمانيا مع زميليه عبد اللطيف حاشدي فني إضاءة وصوت وعثمان عبدربه من زنجبار محافظة أبين وعاد في منتصف 1975م واخرج لفرقة المصافي الكوميدية التي كان اسمها آنذاك الفرقة اليمنية الكوميدية وكان لي الشرف بأن اعمل معه كممثل في مسرحية عائلة في خطر تأليف الأستاذ احمد محمد الشميري حيث كان أول عرض له في نوفمبر 1975م كما كلف بالإشراف على أول دورة في مجال المسرح 1975-1976م التي أقامتها وزارة الثقافة لكل الفنانين من عدن ولحج وحضرموت وكنت أنا وبقية زملائي ضمن هذه الدورة حيث كان يدرس فيها كل من 1- سامي عبدالنبي من مصر نظرية مسرحية وإخراج 2- بارسك آلن تصميم ديكور من فرنسا 3- الأستاذ عمر عوض بامطرف تاريخ مسرح يمني وبعد انتهاء الدورة اصدر الأخ وزير الثقافة محمود النجاشي آنذاك قراره بإنشاء فرقة المسرح الوطني في يوليو 1976م وكذلك قرار بتعيين الاستاذ عبدالله صالح مسيبلي قائداً لهذه الفرقة وضمت هذه الفرقة بعض الذين تخرجوا من الدورة وكبار الممثلين آنذاك وكان لي الحظ أن أكون ضمن هذه النواة عند تخرجي من الدورة حيث قدمت هذه الفرقة باكورة إنتاجها مسرحية فتاتنا اليوم تأليف علي صالح مسيبلي وإخراج الأستاذ عبدالله مسيبلي وتوالت أعمال الفرقة التي كان يعمل فيها عبدالله مسيبلي اما ممثلاً او مؤلفاً أو مخرجاً منها بعض الأعمال مثل : ذي زرعتوه احصدوه كان ممثلاً وكانت من تأليف وإخراج علي اليافعي التركة الجزء الأول كان ممثلاً بعد أن تنازل لأول خريج من الكويت لإخراجها وكان احمد سعيد الريدي وبعدها مثل مع المخرج المرحوم علي الرخم مسرحية الفردية القاتلة واخرج القوي والأقوى لسعيد عولقي . لقد أدار الأستاذ الفقيد عبدالله المسيبلي فرقة المسرح الوطني بكل حنكة وقدرة وفن حيث كان الأب والأخ والأستاذ والصديق رحمه الله واستمرت أعمال الفرقة في المسرح الوطني حيث كانت له مشاركات خارجية في مهرجاني دمشق للمسرح العربي عام 1979م بمسرحية الفردية القاتلة ونحن والفاشية تأليف زكي عمر وإخراج احمد البريدي وعام 1988م بمسرحية العاشق والسنبلة تأليف فيصل صوفي وإخراج علي يافعي . وله الكثير من الأعمال التلفزيونية والإذاعية لاسيما الإذاعة حيث كان مؤلفاً وممثلاً ومخرجاً في مدار فترات كثيرة من حياته الفنية إلى آخر أيام حياته فقد قدم ثلاثية الأيام والسنين تأليفاً وإخراجاً وتمثيلاً . أما فيما يخص نشاطه المسرحي بعد ذهابنا للدراسة من 80 ـ 1986م قدم العديد من الأعمال المسرحية حيث اخرج للمسرح الوطني في عام 1981م مسرحية (أبو الويل) تأليف عمر الرخم وفي عام 1984م مثل مسرحية طرطوف من إخراج عبدالله حسين وفي عام 1988م مثل في مسرحية العاشق والسنبلة التي شارك بها في مهرجان دمشق العربي العاشر . وفي عام 1991م بعد الوحدة مثل آخر عمل مسرحي له وحي الجزء الثاني من مسرحية التركة تأليف الأستاذ سعيد عولقي وإخراجي واستمر في عروضها إلى أن انتخب في أول مجلس نيابي للجمهورية اليمنية 1993-1997م وهنا توقف عن العمل كمثل نتيجة لانشغاله بمجلس النواب في عام 1994م وكانت آخر وقفه له مع المسرح حيث سجل مسرحية التركة في مطلع عام 1994م .عبدالله مسيبلي خلف ثلاثة أبناء وابنتين له زوجة مخلصة كانت خير عون له في حياته وفنه وخلف عبدالله المسيبلي ذخيرة كبيرة من الأعمال الفنية سواء على المسرح أو الاذاعة أو التلفزيون لقد شجع المسيبلي الكثير من الشباب العاملين في المسرح وحتم على الإخلاص له . صارع المسيبلي المرض الخبيث لأكثر من 3 سنوات حتى صرعه في 25 يناير 2002م وسقط كالطود وكانت نهاية فارس من فرسان المسرح اليمني الذي مات جسداً وظل فينا روحاً وفناً . رحم الله عبدالله المسيبلي واسكنه فسيح جناته
|
فنون
عبدالله صالح المسيبلي أحد فرسان المسرح اليمني
أخبار متعلقة