(50) شهيدا و(234) مصابا في الذكرى الثانية لثورة يناير المصرية
حشود المصريين في ميدان التحرير مساء أمس
القاهرة/ متابعات:تواصل قوات الأمن والمتظاهرون الاشتباكات فيما بينهم، بمحيط ميدان التحرير وكورنيش النيل، الذى يشهد حالة من الكر والفر بين الجانبين، تطلق خلالها عناصر الأمن المركزي وابلاً من قنابل الغاز المسيل للدموع.وفيما تنتشر قوات الأمن بشكل مكثف أمام فندق سميراميس، وتكثف من إطلاق قنابل الغاز، يواصل المتظاهرون رشق جنود الأمن بسيل من الحجارة، بطول كورنيش النيل.وفي ميدان التحرير، أشعل متظاهرون النيران فى إطارات السيارات، وأكوام من الأخشاب، وذلك للحد من آثار الغاز المسيل للدموع، فيما تستمر الاشتباكات بشكل متقطع بين الأمن والمتظاهرين أمام شارع قصر العيني.واستقبل المستشفى الميداني بشارع طلعت حرب ستة مصابين بالخرطوش، خلال الاشتباكات الدائرة بين المتظاهرين وقوات الشرطة، أمام الجدار الأسمنتي بشارع قصر العيني، بعد محاولة جديدة من المتظاهرين لهدم الجدار والوصول إلى المجلس.وأسقط المتظاهرون كتلتين خرسانيتين من الجدار باستخدام أدوات حديدية.
جانب من مسيرات بورسعيد أمس
ودعت المنصة الرئيسية بميدان التحرير، إلى تنظيم مسيرة من ميدان طلعت حرب إلى مبنى محافظة القاهرة، تكرارًا لمسيرة أمس لدعم المدن، التى أعلن حظر التجوال فيها.وردد المتظاهرون هتافات للمطالبة بإسقاط النظام الحالى، وأشارت المنصة إلى أن الألتراس يدرسون الانضمام لمجموعات “البلاك بلوك».وقطع متظاهرون في الإسكندرية طريق الكورنيش أمام مسجد القائد إبراهيم، مساء الثلاثاء، وهددوا باتخاذ إجراءات تصعيدية أخرى إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم المتمثلة في إقالة النائب العام الحالي، ووزير الداخلية، ومحاكمته بتهمة «قتل المتظاهرين»، واستخدام العنف المفرط ضدهم.وافترش المتظاهرون الأرض أمام السيارات ومنعوها من المرور، بينما سمحوا لشاحنة كبيرة تابعة للقوات البحرية بالمرور، واستمر قطع الطريق أمام باقي السيارات، ما تسبب في أزمة مرورية وتحويل السيارات إلى الطريق الموازي للترام.ونشبت مشادات بالأيدي بين عدد من سائقي السيارات والمتظاهرين، بسبب إصرار المحتجين على مواصلة قطع الطريقوشيعت بورسعيد عصر امس الثلاثاء، جثماني أسامة الشربينى (22 سنة) ومحمد أحمد الغريب (21 سنة)، واللذين لقيا مصرعهما إثر إطلاق أعيرة نارية فى محيط قسم شرطة العرب، وسط حالة من الغضب والاستياء ضد القرارات التى أصدرها الرئيس مرسى بحظر التجوال على المدينة، وصدور أحكام لإعدام 21 متهماً فى أحداث المصرى.ورفع المشيعون فى الجنازة لافتات تطالب برحيل مرسى وسقوط نظامه ومحاكمة الجناة من قوات الشرطة الذين قتلوا 38 شاباً فى أحداث السبت الدامى فى محيط قسم شرطة العرب، على مدار 3 أيام متتالية والقصاص العادل لكل من شارك، وساهم فى ازهاق أرواحهم.وأعلنت وزارة الصحة وقوع حالتى وفاة ببورسعيد ليصبح إجمالى عدد شهداء الذكرى الثانية للثورة 50 شهيداً، 9 بالسويس، وواحد بالإسماعيلية، وآخر فى المنصورة، و38 ببورسعيد، وشهيد بالقاهرة. بينما بلغ عدد المصابين بالقاهـرة وبورسعيـد وعدد من المحافظـات، الثلاثاء، 342 شخصاً.وأكد الدكتور أحمد عمر، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة خروج جميع المصابين من المستشفيات بعد تحسن حالتهم عـدا 36 مصابـاً فقـط مـازالـوا يتلقـون العـلاج، مشدداً على إصابة 71 شخصا فى القاهرة جراء الاشتباكات الدائرة بمحيط كوبرى قصر النيل، وتم نقلهم إلى مستشفيات المنيرة، وقصر العينى، والشرطة، وأحمد ماهر، والهلال، والحسين، والقبطى و6 أكتوبر، والدمرداش، فيما بلغ عدد الإصابات أمام ديوان المحافظة بكفـر الشيـخ 123 حالـة تـم تحويلهـم إلـى مستشفى كفر الشيخ العام.وأضاف «عمر» أن محافظة بورسعيد شهدت إصابة 22 حالة تم نقلهم إلى مستشفيي آل سليمان والأميرى، بينما بلغت الإصابات بمحافظة الدقهلية 12 إصابة تم تحويلهم إلى مستشفى طلخا المركزى، وهناك حالتـا إصابـة بمحافظـة الغربيـة تم علاجهما بمستشفى المنشاوى العام، و8 حالات إصابة بالشرقية تم نقلهم إلى مستشفى جامعة الزقازيق، و3 إصابات بمحافظة البحيرة تم علاجهم بمستشفى دمنهور التعليمى، وحالة واحدة بمستشفى الجامعة بمحافظة الإسماعيلية.وبدوره أكد الدكتور محمد سلطان، رئيس هيئة الإسعاف، أنه تم إسعاف أكثر من 110 مصابين بميدان التحرير، بينما تم نقل 71 إلى المستشفيات، وتنوعت إصاباتهم ما بين إصابة بطلق نارى خرطوش، وجروح وكدمات.وفي الاسماعيلية نظمت القوى السياسية وجبهة الإنقاذ الوطنى ، مسيرة مساء امس الثلاثاء فى الساعة الثامنة، وبدأت المسيرة من أمام مبنى أمن الدولة القديم، ومرورا بشارع الثلاثينى وميدان الفردوس وشارع المدارس، حتى الملاعب المفتوحة خلف استاد الإسماعيلية، حيث سيتم عمل حفل للسمسية يشهده الآلاف من أبناء ومواطنى الإسماعيلية، وذلك اعتراضا على القرار الرئاسى بحظر التجوال فى محافظات القناة لمدة 30 يوما.وكانت القوى السياسية قد نظمت نفس المسيرات أمس الاول، وانتهت بميدان الممر، وشارك الآلاف من أهالى الإسماعيلية فى احتفالات حاشدة استمرت حتى الصباح، ونظم شباب الألترس الإسماعيلى مباراة كرة قدم أمام نادى الشجرة بميدان الممر، بدأت من الساعة العاشرة مساء حتى الساعة الثالثة فجرا.ويواصل أهالى الإسماعيلية تواجدهم فى الشوارع والميادين بداية من الساعة التاسعة، وحتى مطلع الفجر لخرق قرار حظر التجوال.إلى ذالك أوضح وزير الدفاع المصري يوم أمس الثلاثاء أن الصراع السياسي في البلاد يدفعها إلى حافة الانهيار في تحذير واضح من المؤسسة التي قاد ضباط منها مصر حتى منتصف العام الماضي في حين يواجه الرئيس مرسي تحدياً من الشوارع الغاضبة وخاصة في مدن القناة التي رفضت الالتزام بقانون الطوارئ وقرار منع التجوال.وقال الفريق أول عبد الفتاح السيسي الذي عينه الرئيس محمد مرسي العام الماضي وزيرا للدفاع والإنتاج الحربي وقائدا عاما للقوات المسلحة إن أحد الأسباب الرئيسية لانتشار قوات الجيش في مدن القناة التي هزتها أعمال عنف هو حماية قناة السويس التي يلعب دخلها دورا حيويا في الاقتصاد المصري ولها أهمية كبيرة للتجارة الدولية.وجاءت تصريحات السيسي التي نشرت في صفحة رسمية للقوات المسلحة على موقع فيسبوك بعد مقتل 52 شخصا خلال أيام من الاضطرابات وأبرزت الإحساس المتزايد بالأزمة التي تواجه البلاد ورئيسها الإسلامي الذي يكافح لإحياء الاقتصاد المتعثر ويحتاج لتهيئة الشعب لانتخابات تشريعية ستجرى خلال شهور بهدف تعزيز الديمقراطية الوليدة في مصر.وهدأت الاشتباكات كثيرا يوم الثلاثاء لكن شبانا رشقوا طوابير الشرطة بالحجارة على أطراف ميدان التحرير بالقاهرة وردت القوات بقنابل الغاز المسيل للدموع.ومن المستبعد أن تكون تصريحات السيسي مؤشرا إلى أن الجيش يرغب في استعادة السلطة التي احتفظ بها لستة عقود منذ انتهاء الحقبة الاستعمارية وخلال فترة مؤقتة تلت الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بالرئيس السابق حسني مبارك قبل عامين. وأكد السيسي « أن استمرار صراع مختلف القوى السياسية واختلافها حول إدارة شؤون البلاد قد يؤدى إلى انهيار الدولة.»وأضاف أن» التحديات والإشكاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والأمنية التي تواجه مصر حاليا تمثل تهديداً حقيقيا لأمن مصر وتماسك الدولة المصرية وأن استمرار هذا المشهد دون معالجة من كافة الأطراف يؤدي إلى عواقب وخيمة تؤثر على ثبات واستقرار الوطن»، مشيراً إلى أن الانضباط والالتزام بالثوابت الوطنية جعل القوات المسلحة العمود الصلب الذي ترتكز عليه الدولة المصرية.إلى ذلك رفض معارضون سياسيون دعوة وجهها مرسي للحوار الوطني الذي عقد أولى جلساته يوم الاثنين الماضي في مسعى لإنهاء العنف. وبدلاً من ذلك نزلت حشود كبيرة من المحتجين إلى شوارع العاصمة القاهرة والإسكندرية ثاني أكبر مدينة وأيضاً في المدن الثلاث الرئيسية بمنطقة قناة السويس بورسعيد والسويس والإسماعيلية. وفرض مرسي قانون الطوارئ وحظر التجول في مدن القناة الثلاث.وشيع ألوف من سكان بورسعيد يوم أمس الثلاثاء جثماني شخصين قتلا في المدينة يوم الاثنين الماضي في أحدث اشتباكات بالمدينة ليرتفع عدد القتلى فيها منذ يوم السبت الماضي إلى 42.وقتل معظم الضحايا بالرصاص في مدينة تكثر فيها الأسلحة النارية.من جانب أخر أكد محمد عز وهو من سكان بورسعيد في اتصال تليفوني معه يوم أمس الثلاثاء إنه سمع إطلاق نار كثيف خلال الليل، مضيفاً أن الطلقات أصابت شرفة شقتي لذلك سأذهب للإقامة مع شقيقي.وتحدى محتجون مناوئون للحكومة الحظر الليلي الذي يسري في مدن القناة الثلاث بعد الساعة التاسعة مساء بالتوقيت المحلي.وفي القاهرة أطلقت الشرطة بعد ظهر الثلاثاء قنابل الغاز المسيل للدموع على الشبان الذين يرشقونها بالحجارة في شارع بالقرب من التحرير بؤرة الانتفاضة التي أسقطت مبارك.لكن الاشتباكات كانت أقل حدة بالقياس إلى الأيام الماضية واستطاع سائقو سيارات المرور في المنطقة. ورفع عمال النظافة أكواما من مخلفات اشتباكات الأيام الماضية.ويتكرر اندلاع عنف الشوارع في الدولة المنقسمة مما يثير ضيق كثيرين يتوقون لاستعادة النظام والنمو الاقتصادي.وعلى الرغم من أن تصريحات السيسي جاءت صارمة بشكل كبير فإن الجيش عبر في السابق عن مخاوف مماثلة وتعهد بحماية البلاد. لكن الجيش رفض جره من جديد إلى دور سياسي بعد أن اهتزت سمعته كطرف محايد بإدارته لشؤون البلاد لمدة 17 شهرا بعد مبارك.وقال اليجاه زروان وهو محلل يقيم في القاهرة: « المصريون قلقون بشدة مما يجري». وأضاف أن الجيش يعبر عن قلق عام بين الشعب.وتابع القول: « لكن لا أعتقد بوجوب أن تؤخذ التصريحات على أن الجيش يوشك أن ينزل إلى الشوارع ويعتلي سدة الحكم.»وزادت حالة عدم الاستقرار في مصر من قلق الدول الغربية التي يخشى مسؤولون فيها تغير وجهة الدولة العربية المهمة في الشرق الأوسط والتي تربطها معاهدة سلام مع إسرائيل.وأدانت الولايات المتحدة يوم الاثنين الماضي العنف الدامي الذي يجتاح مصر منذ أيام ودعت الزعماء المصريين إلى القول بوضوح إن العنف غير مقبول.ورفضت جبهة الإنقاذ الوطني التي تقود المعارضة دعوة الرئيس لاجتماع للحوار الوطني يوم الاثنين الماضي. وقبل الدعوة للحوار الذي عقد مساء أمس الأول حلفاء مرسي الإسلاميون ومتعاطفون معه.ووصفت جبهة الإنقاذ الوطني التي تمثل المعارضة الرئيسية الحوار بأنه شكلي وغير جدي ووضعت شروطا للمشاركة لم يستجب لها مرسي في السابق مثل تشكيل حكومة إنقاذ وطني. وطالبت الجبهة مرسي أيضا بتحمل المسؤولية السياسية والجنائية عن سفك الدماء في البلاد.وأعلن مرسي فرض حالة الطوارئ يوم الأحد الماضي قائلاً: «إن حماية الوطن مسؤولية الجميع وسنواجه أي تهديد لأمنه بقوة وحسم و(أي تهديد) للممتلكات بقوة وحسم في ظل دولة القانون».وكان ناشطون قد أكدوا أن إجراءات مرسي لفرض حالة الطوارئ بقصد فرض النظام على اضطرابات الشوارع يمكن أن تأتي بأثر عكسي.فيما قال أحمد ماهر المنسق العام لحركة شباب 6 ابريل التي ساعدت في الانتفاضة التي أسقطت مبارك إن الأحكام العرفية والطوارئ والسماح للعسكريين بإلقاء القبض على المدنيين ليست حلولا للأزمة.وأضاف أن هذا سيؤدي لمزيد من غضب الشباب وأن الحل يجب أن يكون سياسيا يصل إلى جذور المشاكل.