وأخذت أدرس تاريخ الفن التشكيلي ولم يساعدني الحظ في دراسته كتخصص أكاديمي، إلا أنني واصلت اهتمامي بدراسة الفن التشكيلي وزرت العديد من متاحف تاريخ الفن التشكيلي القديم والحديث في موسكو وسوريا والهند وزرت العديد من معارض الفن التشكيلي المحلية والخارجية وأنا من أشد المعجبين بالفنان التشكيلي العالمي الهولندي الأصل رامبرانت الذي ولد مع بدايات القرن السابع عشر ولقد لعب هذا الفنان التشكيلي العالمي دوراً بارزاً في تطور الفن التشكيلي الأوروبي، وذلك بتعامله مع الضوء والظل اللذين جعلهما أساساً في رؤيته التشكيلية، فهو يبسط الظل على مساحة كبيرة من فراغ اللوحة، يبدأ به من أطرافها ويجعله يهاجم بؤرتها المنظورية، تم يأخذ بالتلاشي التدريجي البطيء إلى أن يبلغ قلب المنطقة التي تستقطب مسقط الضوء من غير أن ينسحب الظل منها انسحاباً كاملاً، ومن غير أن يغطي التفاصيل المظللة بالقتامه تغطية كاملة، بل يمنحها غموضاً مميزاً، ويتجلى الثاني في منح وجوه شخصياته تعابيرها الإنسانية العميقة المفعمة بالحزن والشقاء والمعاناة، بما في ذلك اللوحات المستوحاة من القصص الدينية والأسطورية التي طرق بعضها أكثر من مرة.قلما خلا وجه شخصية رسمها رامبرانت من عمق التعبير الذي يمنح الشخصية بعدها الإنساني الذي يحمي الفن من الضحالة والسطحية، ويمنع تحول صورة الإنسان إلى صورة دمية خالية من العروق التي يتدفق فيها رونق الحياة، وقد جعل رامبرانت صورته الشخصية موضوعاً أثيراً إلى نفسه لتصوير مختلف أنواع المشاعر والتعابير التي انتابت مسيرة حياته من الفتوة والشباب إلى الكهولة والشيخوخة، فرسم لنفسه صوراً شخصية (بورتريهات) جاوز عددها ست عشرة لوحة معروفة ومنتشرة في عدد من متاحف العالم.وفي زيارتي المستمرة للمعارض المحلية، لفتت نظري أعمال الفنان التشكيلي عبدالله الأمين، وكذلك الأعمال الفنية التي قدمها في الموسم الحر عدد من المواهب الشابة التي استمرت في تقديم الأعمال الفنية الجيدة، بل إنها اصبحت اليوم أعمالاً فنية تنبض، بنبض الشباب بالألوان الدافئة تغزو صالات الفن التشكيلي في عدن، ومن هؤلاء التشكيليين سامي عبدالله حسن وصلاح الدين الكندي. وهناك العديد من الفنانين التشكيليين الذين قدموا لوحات فنية رائعة تعبر عن الألم والتحدي والإصرار على الحياة الكريمة للإنسان في مختلف مراحل العمر، وفي هذه اللوحات قدم هؤلاء الفنانون التشكيليون معالجاتهم الإنسانية التي تعكس الواقع في لوحاتهم الفنية بخطوط جمالية، استخدموا فيها خامتي الزيت والإكريليك ليضيفوا عمقاً جديداً على اللوحة، ويستخدمون التجريد في خطوطهم، ولكن هذا لا يبعدهم كثيراً عن الواقع.
|
فنون
الفن التشكيلي .. كيف نتذوقه؟!
أخبار متعلقة