الجريمة الوحشية التي ارتكبت الأسبوع الماضي في مدينة تعز ضد الطفلة مرام البالغة من العمر سبع سنوات بالاغتصاب والقتل هي ليست الأولى التي ترتكب في مجتمعنا ولن تكون الأخيرة إذا ما ظل الصمت المريب والتقاعس العجيب من قبل الجميع في مجتمع يوصف بالإيمان والحكمة. إن أصحاب القلوب الحية مطالبون اليوم بالوقوف مليا أمام مثل هذه الجرائم البشعة التي ترتكب بحق الطفولة البريئة واتخاذ خطوات عملية لا تقتصر على التنديد والاستنكار بل يجب أن تقف أمام هذه القضية من كافة جوانبها والعمل على دراسة أسبابها والسبل الكفيلة بمواجهتها والحد منها بشكل واقعي يعترف أولا بالمشكلة وينتهي بفرض أقصى العقوبات الرادعة بحق مرتكبيها ... أنها جريمة ليست كأي جريمة ترتكب في المجتمع بل هي جريمة بشعة تقشعر لها الأبدان ويهتز من فظاعتها الوجدان وهي جريمة بحق مستقبل جيل بأكمله ، وينبغي أن لا تمر مرور الكرام كسابقاتها التي حدثت في صنعاء أو عدن أو الحديدة وغيرها من المحافظات .إننا مطالبون اليوم من أجل حماية أطفالنا ومستقبلهم أن نشعل فتيل ثورة لإحياء الضمائر النائمة وايقاظها من سباتها باتخاذ خطوات جريئة للانتصار لبراءة الطفولة المسلوبة وإعادة الحياة والأمل إلىالآ لاف بل الملايين من الأطفال والأسر التي خيم على قلوبها الخوف والهلع نتيجة تكرر حدوث مثل هذه الجرائم دون رادع .فأين دور الإعلام ؟.. وأين دور الخطباء والمرشدين .. وأين دور قنوات التوعية المختلفة؟ .. وأين دور منظمات المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية ، فالجميع مطالبون بالخروج عن صمتهم المريب ليتناولوا في خطابهم التوعوي قضايا الطفولة وما يرتكب بحقها من جرائم بشعة . والعمل على مناصرة قضايا الطفولة والضغط على الجهات المعنية للقيام بواجبها المطلوب لحماية الطفولة وسن التشريعات والقوانين الرادعة . إننا نتطلع إلى أن تشهد الأيام القلية القادمة حراكاً شعبياً وموجة غضب غير مسبوقة انتصاراً للطفولة وحقوقها المسلوبة ، يعيد إلى شفاه الأطفال الابتسامة الضائعة والى قلوب وأفئدة الآباء والأمهات الأمل المفقود . فهل من مجيب؟!
أطفالنا في خطر.. كيف نحميهم ؟
أخبار متعلقة