بورسعيد تحت الحصار.. تشييع جنازة (6) قتلى واشتباكات مع الشرطة
القاهرة / بورسعيد / محافظات :تباينت ردود أفعال الشارع البورسعيدي والقوى الوطنية والثورية، بعد قرار الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، بإعلان حالة الطوارئ، وفرض حظر التجول من الساعة التاسعة مساء وحتى السادسة صباحا، وذلك لمدة 30 يوما.الجيش أحكم سيطرته على المدينة وانتشر في كافة المناطق الحيوية، وأقام نقاط تفتيش ونشر مدرعاته للحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة.من ناحيته قال البدري فرغلي، عضو مجلس الشعب السابق والقيادي اليساري بحزب التجمع، إنني مصدوم من القرار الذى يقيد حريتنا، ويجعلنا عبيدا للطوارئ وحظر التجول معا، لمدة شهر كامل، فنحن أمام مأساة لم تحدث أيام قوات الاحتلال الإنجليزي التي فرضت حظر التجول لفترة محدودة، مؤكدا: أننا أمام خطر داهم، فقد طبق علىّ قانون الطوارئ من قبل وأعرف تداعيات ذلك القانون، الذى يلغي الحياة المدنية، والمحاكمات العادلة والقضاء، ويهمش حقوق الإنسان، بالإضافة إلى فتح المعتقلات على مصراعيها.واستنكر البدري، مطالب أعضاء حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان المسلمين بمجلس الشورى، بفرض حظر التجول وإعلان حالة الطوارئ بمدن القناة، ومنح الضبطية القضائية لرجال الجيش، قائلا: إننا الآن أصبحنا في سجن، ممنوع خروجنا بعد التاسعة، وتساءل البدري، كيف نستطيع لمدة شهر أن نكون مساجين داخل زنزانات المنازل؟.ورفض البدري، دعاوى التقسيم التي تدعو للتفرقة بين مواطني بورسعيد على أنهم شرفاء وغير شرفاء، فنحن جميعا سواء تحت مظلة القانون، وليس مطلوبا منا أن ننتمى للإخوان حتى نوصف بالشرفاء.أما محمود فؤاد، أمين عام ائتلاف التجار، أكد أن قرار مرسي قرار معيب، وتناسى تماما أن بورسعيد تعتمد على حركة الوافدين من المحافظات الأخرى من أجل التسوق، وأن ما فعله مرسي ما هو إلا قرارات «عنترية» على حد قوله، ومصر وقعت تحت أسر الإخوان ونخبة متخبطة، حولت مصر من سي) إلى أسوأ، وأن ماحدث قرار استبدادي، وحمل بورسعيد أن تعيش في عزلة، متسائلا هل يريد مرسى أن نركع له ليرفع عنا قرار الحظر وحالة الطوارئ.من جهة أخرى، رفض جموع تجار بورسعيد القرار، حيث وصفه البعض بالقرار الجائر، الذى يعيدنا إلى عصر الرئيس السابق مبارك، ويرجع بنا إلى الوراء إلى عهود الظلم، موضحين أن القرار يتنافى تماما مع روح ثورة 25 يناير، مقيدا حرية المواطنين، فكيف يتم تحويل المدينة إلى سجن كبير؟، تغلق مطاعمها ومحالها وأسواقها، في أوقات الحظر، وهى مدينة سياحية.وأضاف أحد التجار بسوق التجارى، أن القرار لا يتناسب مع طبيعة المدينة التجارية وأنشطتها، وسيؤثر عليها اجتماعيا، ويدمرها اقتصاديا، ويشرد كثيراً من الآسر تبحث عن مصدر حلال، وهدد البعض بالنزول إلى الشوارع وفتح المحلات والأسواق التجارية مهما كانت العواقب، مؤكدين أن المدينة لن تغلق أبوابها لإرضاء جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة، فالقرار جاء ليعبر عن حكومة تريد أن تضحى بالشعب لتحيي على أنقاضه، مثلما فعلت سابقا في بورسعيد، بوقف العمل بالمنطقة الحرة.وقال أحد المؤيدين، إن قرار الرئيس مرسى، حكيم، جاء مطابقا لصحيح الدستور والقانون، ويعطيه الحق فى إعلان حالة الطوارئ، لمحاولة السيطرة على الأوضاع الأمنية بمدن القناة عامة، وبورسعيد خاصة، بعد انتشار بعض الخارجين عن القانون بالمحافظة، والأسلحة الآلية وترويع المواطنين، ومحاولة اقتحام أقسام الشرطة، مؤكدا أنه لابد من تكاتف الشعب معا، وتأييد رجال الشرطة والجيش فى الحفاظ على الأرواح والممتلكات والمنشآت العامة.وأضاف «أننا جميعا مع سلمية الثورة، وأن أي انحراف أو أعمال عنف لابد أن تقابل بكل حزم وقوة، لافتا إلى أنه أن لابد من احترام القانون وأحكام القضاء، وإعلاء مصلحة الوطن فوق المصالح الشخصية، وينبغي استخدامها ضد من يحمل السلاح بشكل غير شرعي، ويهدد الأمن.فيما شيع الألاف بمدينة بورسعيد جنازة 6 قتلى في اشتباكات أمس الأول من مسجدي الرحمة ومريم، وسادت الجنازة حالة من التوتر جراء قيام مدرعتين للشرطة بتحطيم سيارتين للأهالي قرب الجنازة بعد محاولاتهما اختراق الطريق المؤدى لمسجد مريم أثناء تأدية صلاة الجنازة، مما أثار حفيظة المواطنين الذين قاموا بقذفهم بالحجارة وقيامهم بإشعال النيران في إطارات سيارات قديمة وإشعال النيران لتراجع المدرعتين.هذا في الوقت الذى توقفت حركة القطارات لليوم الرابع على التوالى دون الوصول إلى المدينة.. فيما خرج المئات من جموع شعب بورسعيد، بعد منتصف ليل الأحد، في مسيرات حاشدة طافت أرجاء الشوارع والميادين الرئيسية، عقب خطاب الرئيس محمد مرسي الذى يقضى بإعلان حالة الطوارئ وفرض حظر التجول من الساعة التاسعة مساء وحتى السادسة صباحا، وذلك لمدة 30 يوما.وكانت المسيرات قد انطلقت وسط حالة من الغضب العارم، إلى ميدان الشهداء وكمائن القوات المسلحة، التي تتمركز أمام ديوان عام المحافظة، والمستشفى العسكري، والمنشآت الحيوية، احتجاجا على قرارات الرئيس مرسي، رافضين تطبيق قانون الطوارئ وفرض حظر التجول، مطالبين بإلغاء جميع الإجراءات المقيدة للحريات.وهدد المتظاهرون بالخروج يوميا بمسيرات، في ميعاد الحظر، ليؤكدوا رفضهم للقرارات وتحويل بورسعيد إلى مدينة أشباح، كما طالبوا بالقصاص للشهداء.