يقصد بالحرية بمفهومها البسيط الذي عجز الكثيرون عن فهمه بالرغم من بساطته بأنها قدرة الإنسان على فعل الشيء وتركه بإرادته الذاتية، فهي ملكية خاصة يتمتع بها كل إنسان عاقل يمارس بها افعاله بعيداً عن سيطرة الآخرين دون ضغط أو إكراه.لكن الحرية اليوم اصبحت سلعة تباع ولا تشترى ولا يسمح بترويجها ومن يقوم بترويجها يحكمون عليه بالحكم الذي يشفي غليلهم ويثلج صدورهم، ولكننا أمة تعودت على ان تكتب تاريخ ما يحدث ولم تتعود على ان تضع على الهامش نقداً ولو قليلاً لما يحدث وليتنا كنا نسجل ما يحدث كما حدث بل اننا نسجله كما يريد صانع الأحداث.والحرية هي الحياة ولولاها لكانت حياة الإنسان اشبه بلعبة متحركة في أيدي الأطفال، الحرية شمس يجب ان تشرق في كل نفس فمن عاش محروماً عاش في ظلمة ولا سبيل إلى السعادة في الحياة إلا إذا عاش الإنسان فيها حراً طليقاً، فالحرية حق لكل إنسان صغيراً أم كبيراً ام عجوزاً فهي ليست في تاريخ الإنسان حدثاً جديداً ولكن هي الفطرة التي شب عليها منذ ان كان في بطن أمه جنيناً.والحرية عموماً ليست في التصرفات فقط ولكن في كل شيء: في الكتابة وفي الفكر والمأكل والمشرب، ولكن يجب على الإنسان مادام يطالب بالحرية ان يستخدمها وان لا تكون أذى لغيره ولا تؤدي إلى المساس بمشاعر الآخرين او الضرر بسلوكياتهم حتى يكون المجتمع على أسس واخلاق رائعة يرضى الله ورسوله عنها ولو انك فقدت كل شيء ماعدا الحرية فأنت لاتزال غنياً فالانسان يستخدم حريته بحيث لا يعتدي على حريات الآخرين وحقوقهم فلا يستخدم الحرية في اهانة الغير ولا السب والقذف ولا ان يبني راحته على تعب الآخرين وليس هو حراً في استخدام العنف ضد غيره، والحرية في رأيي المتواضع لا تقل أهمية للإنسان عن الاوكسجين الذي يموت ان لم يتلقاه في شهيقه ويموت ايضاً ان لم يستطع اخراجه في زفيره.
الحرية
أخبار متعلقة