ضمن سلسلة إصدارات الأمانة العامة لجوائز رئيس الجمهورية للشباب 2012م صدرت مجموعة قصصية تحت عنوان (الشمعة الثامنة) للأديبة والقاصة الشابة سماح رياض ملهي، وهو عنوان قصة قصيرة فائزة بجائزة الرئيس على مستوى محافظة عدن لعام 2008م.المجموعة تضم عدداً من القصص القصيرة والأقاصيص واللقطات القصصية حتى الومضات القصيرة التي لا تتعدى كلماتها سطرين في (41) صفحة متوسطة من الورق المصقول ومزودة بالصور المعبرة والخيال جامح ومرهف ومعبر، واللغة سلسلة وسليمة ومتقنة والموضوعات متنوعة بحيث بدت النصوص أشبه بكوكتيل فسيفسائي من الألوان التعبيرية ذات المخيال الذي لا يتحقق إلا لكاتبة تمسك بزمام الصورة الفنية والخيال اللامحدود والمضمون القابض على جانب جمالي ومعرفي معاً.(الشمعة الثامنة) تدشين لكاتبة شابة تمسك بزمام الحركة الأدبية بمهارة متفوقة وتعلن عن ميلاد أديبة وكاتبة سيكون لها شأن في المستقبل إذا ما استمرت على هذا الطريق الإبداعي الجميل، ومارست الكتابة بتطور متصاعد يصقل موهبتها الإبداعية التي لا شك في أنها كامنة في كل النصوص والجمل والكلمات والصور والتعابير والمضامين الإنسانية والموضوعية والذاتية بأناقة فائقة وباحتراف ينم عن أن مبدعة قادمة سوف تزاحم أقرانها في الكتابة في سنها وربما من سبقوها في هذا المضمار.فلنترقب إبداع هذه الموهبة الشابة سماح رياض ملهي،وستكون الساحة الأدبية اليمنية سعيدة بهذا الدخول المغامر والمبدع للأديبة الشابة سماح، وحتماً سيكون لها موقع أصيل في مضمار الأدب والكتابة، فالألف ميل الذي نرجوه من إبداعها قد بدأ بخطوة صحيحة وواثقة ومليئة.. تجعل المراقبين والناقدين والمهتمين بالحركة الأدبية الصاعدة يشيرون إليها بالبنان.لقد خطت المبدعة سماح بمكان مناسب مضمون في استخدام اللغة والصورة والخيال والمعاني المعرفية، وعليها ألا تستمر على هذا الخط بل أن تطوره وتأصل حرفتها الإبداعية، وما هي إلا فسحة ضئيلة من الدربة والاحتراف حتى نجد اسماً أدبياً لامعاً في سماء الكلمة الإبداعية هي: سماح ملهي.. وربما يكون اسماً مؤثراً في الساحة إذا واصلت الكتابة بهذا التطور المبدع.. فالبداية الكامنة في هذه المجموعة الأولى تنبئ أننا في انتظار أديبة جديدة من أديبات بدايات القرن الحادي والعشرين، وما أحوجنا في هذا الزمن القاحل إلى أن تنبت زهرة اسمها سماح ملهي.لقد تجاوزت نصوص المجموعة القصصية تلك النمطية التي نراها في كتابات البداية عند كل مبدع مبتدئ يطرق باب الكلمة الأدبية التي تتجلى في الصور الجاهزة واللغة المثقلة بكم من الإنشاء اللا متناهي في قول المعرفة بشكل جمالي. فالدهشة في كل مكان بل وفي كل جملة ومعنى.الكتابة التي تولد الدهشة هي الكتابة المبدعة وهذا ما وجدته في نصوص (الشمعة الثامنة)، وكذا تنوع أشكال النص من نص مطول (نوعاً ما) إلى نص قصير حتى الوصول إلى النص الومضة.. كل ذلك يجعلنا نقول بحماسة:أهلاً بك أيتها القاصة سماح في حدائق الكتابة الأدبية المبدعة والحديثة.أرجو ألا تخذلنا السنوات القادمة من عمر كتابة الأديبة ، حينها سنخسر بحق مشروع أديبة وكاتبة كاملة الأوصاف والمؤهلات لتأخذ مكانها في فضاء الكتابة الأدبية قصصية كانت أو غيرها.سماح تثبت أن عدن ما زالت ولادة بالمبدعين والمبدعات رغم كل الظروف والحوائل التي عرقلت ظهور مثيلات لها في زمن لا يلتفت إلى الكلمة الأدبية قدر التفاتته إلى مغريات الاستهلاك والتمظهر الزائف عدا تابوهات مفتعلة ولا متناهية تحبس المرأة في عصر جاهلي وتفقدها حساسية العصر وقيم الحرية والجمال والإبداع، ولقد تمردت الشابة سماح ذات الرابعة والعشرين زهرة من العمر نتمنى لها أن تتحفنا بالجديد المبدع والمدهش والممتع. نأمل في ذلك ونرجو ألا تخيبنا سماح، فالبداية الواثقة جيدة وملهمة لكن الاستمرار المبدع والتطور التأصيلي والبحث عن مسارات متجددة ومتنوعة هو ما نراهن عليه في هذه الكاتبة الطالعة بضياء لامع في ليل حياتنا المعتم.
|
ثقافة
ميلاد شمعة أدبية
أخبار متعلقة